هذه الأيام تسود حالةُ جنون أوروبا رسميا وإعلاميا، بعدما أعلنت تركيا إجراء استفتاء ديموقراطي بشأن الانتقال إلى نظام رئاسي، قادة الغرب ساخطون متحفظّون على هذا الانتقال، ربما لأنهم يرونه انتقالا يدفع تركيا نحو حصانة أكثر من تدخلاتهم وتلاعباتهم، وسوف يمكّن الإسلاميين من مقاليد الحكم لأمد طويل.
طالما يتحدث البعض عن أخلاق الكفار، ويقارن ذلك بأخلاق لمسلمين، ويقولون إن الكفار أحسن أخلاقا وكذا وكذا!
قد ييأس المرء من الحياة وما فيها بتاتا، في ظلال تتواتر الأنباء المفجعة التي تفطّر الفؤاد، والرزايا والكوارث التي تتلاحق من غير تريث، ولا يرى أي شيء هنا ليرجح البقاء لأجله، إلا بعض الأشخاص الأثيرين الفاضلين الذين يحبهم
مع كل مشاعر الحزن والأسف تلقينا أمس نعي أستاذ العلماء وشيخ المشايخ في المنطقة، العلامة الفقيد، المحدث الكبير، الفقيه الجليل، من أبرز الشخصيات العلمية المخلصة في العالم الإسلامي، العلامة سليم الله خان -رحمه الله- رئيس منظمة وفاق المدارس بباكستان، التي تضم عشرين مدرسة تقريبا، ومدیر “الجامعة الفاروقية” بكراتشي.
سمعنا أن فضيلة الشيخ عبد الحميد حفظه الله تعالى، إمام وخطيب أهل السنة، ورئيس جامعة دار العلوم بزاهدان، راسل في الأيام الحاضرة، أسرة في مدينة جاسك بمحافظة هرمزغان الواقعة جنوب شرقي إيران، على إثر حادثة قتل ذهب ابن لهذه الأسرة ضحیتها، مناشدا ولي دم المقتول وهو أبوه، أن يصفح عن قصاص المتهم وراء القتل، ووالد المقتول أيضا عفا عنه احتراما لطلب الشيخ حفظه الله وتدخله، ونجا هذا الشخص من الموت شبه المحتوم، فأصبح الشيخ سبب نجاته وحفظه من أن يذهب ضحية في هذا الملف الخطير.
ذات يوم من أيام كراتشي اللافحة، التي كاد يضرب بها المثل في الحرارة، بينما كنت أجتاز الشارع شاهدت جماعة من الإخوان التبليغيين، يعبرون الشارع في هذا الطقس الحارّ الذي يحترق فيه رأس الضب، حاملين على أكتافهم أمتعة متواضعة، وفرش النوم، وبطانيات، فقلت في نفسي: يا لهؤلاء من مجانين حيث يذهبون للتبليغ في هذا الجو المحرق؟!
ينزل الوحي الإلهي والرسالة السماوية في مكّة المكرمة وفي غار حراء على أفضل إنسان على وجه الأرض، فيبعث رسولا ونبيا، ويمضي وهو يحمل هذ النور المبين، والرسالة الكبيرة، والأمانة العظمية إلى بيته، ليقصّ ما جرى له على صاحبة أسراره ورفيقة حياته خديجة الكبرى رضي الله عنها، فتؤمن به، ولا تألو جهدا في تقوية قلبه وراحة باله. ثم يقع نور الإسلام في قلوب ذوى الفطرة السليمة والصادقين والواقعيين شيئا فشيئا، وكل من يعتنق الإسلام منهم، يرى نفسه والرسول صلى الله عليه وسلم نحو غاية واحدة وهدف واحد، والجميع يستقيمون ويصمدون صمود الجبال في تبليغ رسالة الحق والخدمة إلى الإسلام.
أجاد العلامة ابن القيّم الجوزي رحمه الله تعالى وأحسن في كتابه “الداء والدواء” الحديثَ عن المعاصي والذنوب وعقوباتها ومضرّاتها في الحياة الفردية والاجتماعية، والحقيقة أنّ كافّة مصنفات ابن القيم الجوزي رحمه الله قيّمة ومفيدة جدا في دراسة الأدواء الخلقية والأدوية الناجعة التي يصف لها، وهي كتب ذات طابع أدبي أيضا، لا يستغني عنها طلاب الأدب واللغة.
ستكون مأساة حلب وصمة عار في جبين كل من تسببّ فيها، كما تكون نكتة سوداء في تاريخ من قصر في أداء الواجب، وإن الله سائل الجميع، والتاريخ لن ينسى ما فعله المجرمون، كما لن ينسى من قعد عن نصرة المظلومين وما الله بغافل عما يعمل الظالمون.
ذكر ابن الأثير وغيره من المؤرخين أن خلافا حدث بين سعد بن أبي وقاص وبين عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما، وكان ابن مسعود على بيت المال في الكوفة، فاقترض منه سعد -وهو والي الكوفة- شيئا من الأموال إلى أجل، فجاء الأجل ولم يكن عند سعد رضي الله عنه ما يسدّ به ذلك القرض، فجاءه ابن مسعود يطالبه بتسديد ذلك القرض فاشتدّا في الكلام…