وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة هذه الجمعة (27 ذوالقعدة 1436)، بعد بيان صفات المنافقين، “النفاق” من أعظم الخطرات التي تهدد إيمان الإنسان.
وقال فضيلته: النفاق أعظم خطر يهدد إيمان الإنسان ودينه. قد لا يعرف الإنسان النفاق أحيانا؛ يصلي المرء و يصوم لكنه ابتلي بالنفاق.
وأضاف فضيلته قائلا: النفاق على نوعين: نفاق اعتقادي، ونفاق عملي. في النفاق الاعتقادي يدعي المرء أنه مؤمن قلبا، لكنه لا يحب الله ورسوله في القلب. هذا الفريق من المنافقين كانوا يعيشون في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا مع المسلمين في الأعمال كلها، لكنهم في الحقيقة كانوا على دينهم السابق.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: معظم الحكام في عصرنا يحسبون أنفسهم مسلمين لكنهم يكذبون؛ إنهم منافقون ويرون الدين مخالفا لمنافعهم. يمدون يد الأخوة إلى أعداء الإسلام، ويسوقون شعوبهم نحو الإلحاد وفقا لأهوائهم.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: المبتلى بالنفاق العملي يصلي ويصوم ويحج ويعتقد بالإسلام، لكن في وجوده بعض علائم النفاق. ورد في الحديث الشريف: ” ثلاث من كن فيه فهو منافق”.
من خصال المنافقين الإكثار من الكذب. مع الأسف كثر الكذب في مجتمعنا، وراجت أنوعه. الكثير يكذبوب لإضحاك غيرهم. الفرق والمذاهب يكذب بعضها ضد بعض، مع أنّ الكذب من المعاصي تستجلب لعنة الرب تبارك وتعالى.
واستطرد مدير جامعة دارالعلوم زاهدان قائلا: تؤكد تعاليم الشريعة على الاجتناب من الكذب. في عصرنا مع الأسف يكذب الأطفال في البيوت، والسبب في ذلك أن الوالدين يكذبان، ويتعلم الأطفال هذه الخصلة. عندما يكذب الوالد، وعندما تجري مذاكرة الدنيا في البيت، يتعود الأطفال الكذب أيضا وتتمكن محبة الدنيا في قلوبهم. عندما يتدين الوالدان ويؤديان الصلاة ويجتنبان المعصية، يتأثر أولادهما بهما.
واعتبر فضيلته نقض العهد من صفات المنافقين قائلا: من صفات المنافقين، أنهم إذا وعدوا أخلفوا العهد والوعد. مع الأسف كثر نقض العهد في المجتمع. في الماضي كانت هذه الخصلة تتضاد وتتغاير مع ثقافة الناس في المنطقة. التعاليم الشرعية تؤكد أيضا على الوفاء بالعهد. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا دين لمن لا عهد له”.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الخيانة في الأمانة من الصفات الأخرى للمنافقين. يذكر الله تعالى الدين كأمانة إلهية. يعتبر عدم العمل على التعاليم الشرعية خيانة في الأمانة تضر بدين الله تعالى. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث: “لا إيمان لمن لا أمانة له”.
لنستفد من عشر ذي الحجة:
وأشار خطيب أهل السنة في خطبته إلى العشر الأولى من ذي الحجة قائلا: في العشر الأولى من ذي الحجة لنكثر من العبادة. الصوم في هذه الأيام لها أجر كبير. علينا أن نستفيد من هذه الفرصة الذهبية أحسن استفادة.
وأضاف قائلا: وإن لم نتشرف في هذه السنة بالحضور في أرض الحرمين، لكن نستطيع أن نسعى في العشر الأولى لعبادة الله تعالى.
نرجو أن يكون نشاط شركة التعدين والبتروكيماويات سببا لإزالة الفقر والبطالة في المنطقة:
في قسم آخر من الخطبة أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى إنشاء مجمع البتروكيماويات وصناعة الفولاذ، قائلا: بالأمس تم إحداث مشروعي صناعة البتروكيماويات والفولاذ بحضور عدد من أعضاء الدولة في المحافظة في مدينة تشابهار، وحضرتُ أنا أيضا في تلك الحفلة.
وتابع فضيلته قائلا: صناعة بتروكيماويات من الصناعات الأساسية التي تضم عشرات الصناعات داخلها، وفيها منافع كثيرة، وكذلك صناعة الفولاذ.
واعتبر فضيلة الشيخ النشاط في مجالي التعدين والصناعة في المحافظة بارقة أمل لسكان المحافظة. وأضاف قائلا: هذه المحافظة محافظة واسعة، والفقر والبطالة يعمان المحافظة. في مثل هذه الظروف، تفعيل المناجم والمنتجات التقليدية والزراعية والصناعية، وتشغيل المعامل والمصانع، وتوفير المشاغل للناس من أهمّ العبادات.
واستطرد فضيلته مؤكدا: إن كانت المحافظة بسبب جوارها للمفازة تعاني من شح في المياه وقلة الأنهار، لكن فيها صلاحيات ومواهب أخرى نرجو أن يهتم بها المسؤولون بدرايتهم وكفائتهم، بتوفير بيئات للعمل والمشاغل في المنطقة الحرة والحدود، من خلال استعمال إمكانيات المناطق الحدودية وتنشيط الأسواق الحدودية للتبادل السلع و… ولابد من القيام بخطوات جادة في سبيل توفير فرص العمل للناس. هذه القضية في الحقيقة مكافحة للفقر والبطالة والمسكنة.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: نرجو أن يقوم أغنياء المحافظة بالتمويل في المنطقة الحرة وكل مكان يوجد فيه مشروع تمويلي، ويحدثوا فرصا ومشاغل. علينا أن نحرض الممولين ليأتوا إلى هذه المحافظة ويقوموا بالتمويل فيها لتمكن مكافحة الفقر والجوع. توفير فرصة العمل لشخص واحد يكتسب من خلاله الرزق الحلال، فيه أجر كبير. من كانت لديه استطاعة مالية أو علمية، عليه أن يهتم بهذا.
تعليقات