اليوم :27 April 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

على حكومات العالم أن توقف جرائم إسرائيل

على حكومات العالم أن توقف جرائم إسرائيل

أعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (18 ربيع الثاني 1445)، عن أسفه لارتفاع عدد الضحايا المدنيين الأبرياء في غزّة، واصفا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة بأنها “جريمة كبرى ضد الإنسانية”، كما طالب فضيلته الدول والحكومات الإسلامية وغير الإسلامية بإيقاف إسرائيل.
وتابع فضيلته قائلا: ما يحدث في غزّة اليوم لا يمكن أن يتحمّله أيّ إنسان ذو ضمير حي يفكر في الإنسانية وحقوق الإنسان. تدعي السلطات والجيش الإسرائيلي أنهم ظُلموا، لكن ماذا تفعل هي الآن!؟ هل تسمح لها القوانين الدولية والفطرة السليمة بإبادة الأبرياء بهذه الطريقة؟! فقد قتل حسب الإحصائيات في الجانب الإسرائيلي ما يقرب من ١٥٠٠ شخصا، أما عدد القتلى في الجانب الفلسطيني يقرب من ١٠ آلاف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، وذكرت وسائل الإعلام أن ما يقرب من ٤٠٠٠ من القتلى في غزة كانوا من الأطفال.
وأضاف خطيب أهل السنّة قائلا: تدعي إسرائيل أنها تعادي حركة حماس، لكن بأي حجة تدمر مدينة يزيد عدد سكانها عن مليوني نسمة، والغالبية العظمى منهم من المدنيين؟! كيف تدمر هؤلاء الشعب من أجل عدد قليل من قوات حماس؟ في الحقيقة إسرائيل لا تقاتل حكومة، بل تقاتل مجموعة، وتقتل النساء والأطفال والأبرياء العزل، وهذه مأساة إنسانية وجريمة كبرى ضد الإنسانية.
وتابع فضيلته قائلا: أتساءل لماذا لم تتمكن حكومات العالم من وقف إسرائيل ووقف جرائمها؟! أين الدول الإسلامية وغير الإسلامية ودول المنطقة والدول الأوروبية ولماذا لا توقف إسرائيل؟! أمريكا التي تتمركز فيها الأمم المتحدة والعديد من منظمات حقوق الإنسان، تتحدث دائما عن الإنسانية وحقوق الإنسان، بينما هي تساعد إسرائيل وتدخل أسطولها الحربي إلى المنطقة لتحميها وتدافع عنها. كان ينبغي على حكومات العالم أن تقف في وجه إسرائيل من قبل ولا تسمح لها بالوصول إلى هذه النقطة، أما الآن فقد وصلت الأمور إلى مرحلة حرجة وخلفت الكثير من الضحايا والدمار، فعلى المجتمع الدولي منع إسرائيل وحل القضية سياسيّا، ومن خلال الحوار والتفاوض.

الحل الأفضل هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: صرحتُ قبل جمعتين إن هناك نزاعا على الأراضي الفلسطينية منذ ٧٥ عاما، وتم إصدار عشرات ومئات القرارات في الأمم المتحدة، لكن إسرائيل لم تتبع هذه القرارات بسبب قوتها، ومن قرارات الأمم المتحدة تشكيل دولتين مستقلتين لإنهاء هذا النزاع.
وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: في الآونة الأخيرة أيضا قدمت الدول العربية مشروعا إلى الأمم المتحدة يؤكد على ضرورة تشكيل دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، وتمت الموافقة على هذا المشروع بأغلبية الأصوات ونحن سعداء بأن بلادنا قد صوتت أيضا بشكل إيجابي لصالح المشروع نفسه.
وأكّد خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: صرحت أن الحل الأفضل هو تشكيل دولة فلسطينية مستقلة، لكن البعض وجهوا تهما قاسية ضدي، في حين أن الموضوع نفسه تمت الموافقة عليه في قرار الأمم المتحدة الأخير، ونأمل أن يفرج الله تعالى عن مشكلات الشعب الفلسطيني إلى الأبد.
واستطرد فضيلته قائلا: أطالب كافة حكومات العالم وكل من يفكر في حقوق الإنسان أن يتصدوا لإسرائيل وأن يقنعوا السلطات الإسرائيلية بوقف هذه الوحشية والجرائم.

يجب أن تتمتع الحكومات “بسعة الصدر”
في جزء آخر من كلمته، أشار خطيب أهل السنة إلى محورين مهمين للحكومات، وتابع فضيلته قائلا: لقد قلت أيضاً في الماضي أن “الله” و”الشعب” محوران مهمان تعتمد عليهما حكومات العالم. خاطب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وقال له: “يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين”، لذلك من المهم أن نجعل نحن والحكومات “الله” و”الشعب” محور رؤيتنا. إن الاهتمام بالشعب والاستماع إليهم والاهتمام بمطالبهم واحتياجاتهم ورضاهم هي أفضل سياسة.
وأضاف فضيلته قائلا: يمكن للحكومات أن تهتم بالشعب إن لم تكن ضيقة الأفق، لأن ضيق الأفق يورث سخطا وكراهية ويثير المشكلات. كانت طريقة حكم الرسول صلى الله عليه وسلم هي الحفاظ على الشعب، وفي اللحظات الأخيرة من حياته أوصى صلى الله عليه وسلم المهاجرين بالتسامح إذا كان هناك خطأ أو قصور من الأنصار، كما أوصى باحترام حقوق أهل الذمة الذين يعيشون في أراضي الحكومة الإسلامية.

“ضيق الأفق” هو سبب المشكلات في البلاد
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: للأسف سبب المشكلات الموجودة في بلادنا هو ضيق الأفق. عندما يكون الإنسان ذا رأي واسع فهو يقرّب الجميع من نفسه ويستخدم الجميع ويهتم بمشكلاتهم، أما الذي لا يملك رأيا واسعا فهو يرى فقط الطبقة والمجموعة التي لها نفس الرأي مثله، في حين أن أولئك الذين يشاركوننا الرأي إذا اختلفوا، فهم شعب إيران ولا بد من الاهتمام بهم وتحملهم. فإذا رأينا فقط المجموعة الموجودة معنا والتي تفكر مثلنا، فهذا يجعلنا نفتقد غيرهم.
وتابع فضيلته قائلا: تزايدتْ المشكلات في البلاد ووصل الاقتصاد ومعيشة الناس إلى وضع صعب وحساس للغاية، ولم يتمكن المسؤولون من التفكير في حل هذه المشكلات، ويبدو أنه لا يوجد أفق واضح يمكن أن ينظر إلى حل هذه المشكلات. ولسوء الحظ لم يتم اتخاذ الخطوات الأساسية لحلها، وما زالت هذه المشكلات قائمة. من الممكن حل هذه المشكلات من خلال إجراء التغييرات. يجب التفاوض بشأنها مع الجميع ويجب توظيف الأشخاص الذين لديهم القدرة على حل المشكلات في الإدارة.

“الحرية” و”العدالة” هما المطلبان الأساسيان للشعب الإيراني
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: “الحرية” و”العدالة” مطلبان مهمان ومحوريّان للشعب الإيراني، وينبغي تطبيق العدالة وإزالة التمييزات القائمة. توفير الحريات هو مطلب عامة الشعب، وينبغي تحمل الانتقادات حتى يتمكن الصحفيون والكتاب من بيان الحقائق، وإن إطلاق سراح الصحفيين والسجناء السياسيين هو أيضاً مطلب شعبي.
وتابع فضيلته قائلا: الوطن يتجه نحو الوحدة عندما يكون هناك اهتماما بالشعب وبمطالبه.

إعادة فتح مصلّى أهل السنة في طهران هي مطلب الجميع
وأشار خطيبُ أهل السنة في جزء آخر من كلمته في خطبة الجمعة إلى إغلاق ومصادرة مصلى أهل السنة في طهران، وتابع قائلا: في هذه الأيام التي يشعر فيها جميع الشعب بالقلق والانزعاج تجاه أوضاع فلسطين وغزة، تمّ إغلاق ومصادرة مكان اتخذه الناس لعدة سنوات في طهران مصلى لإقامة صلاة الجمعة والجماعات.
وأضاف قائلا: هذه القضية أثارت شكاوى أهل السنّة وكافة الأحرار في إيران. ليتهم تركوا مصادرته ليكون الحديث خاصة عن أهل غزة المظلومين في هذا الوقت، بدلاً من صراخ المصلين على مظلوميتهم والشكوى من المشكلات التي حدثت لهم.
وأشار خطيب أهل السنة قائلا: في الوضع الحالي الذي تزايد فيه الإلحاد في بلادنا بسبب تصرفات السياسيين، يجب تشجيع الناس على العبادة والصلاة، فما هو الجواب الذي يقدمه أولئك الذين يغلقون المصلى ودور العبادة؟ مطلب الجميع، ولا سيما مطلب المصلين في مصلى بونك، أن تتم إعادة فتح هذا المصلى.

ينبغي للمسؤولين إيقاف تدمير منازل الناس في القرى
وأشار فضيلته إلى تدمير السلطات للمنازل الريفية حول زاهدان الذي حدث أواخر الأسبوع الماضي، قائلا: لقد دمروا قرية قريبة من زاهدان دون إعلان مسبق، وقال سكان هذه القرية: إنهم تعرضوا لأضرار كبيرة جراء هذا الدمار.
وأضاف فضيلته: نصيحتي للسلطات أنه إذا كان من المقرر تطبيق القانون، فلا بد من القيام به قبل البناء، ولكن بعد بناء المنزل، لا ينبغي هدمه. لذلك أطالب السلطات أن توقف مثل هذه التدميرات، وبطبيعة الحال، ينبغي منح الأراضي لأولئك الذين لا يستطيعون العيش في المدن لبناء مساكنهم الخاصة، لأن هذه الأراضي ملك لهذا الشعب.
وفي ختام حديثه أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى ذكرى جريمة الجمعة الدامية في خاش، واعتبر معاقبة عوامل الجمعة الدامية في زاهدان وخاش من المطالب الرئيسة للشعب، مؤكدا على ضرورة تحقيق هذا المطلب.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات