أقيمت مساء الأربعاء 14 صفر 1445 بدارالعلوم نوبنديان، ندوة حوارية حول شخصية وأعمال الشيخ محمد علي الطنطاوي رحمه الله، أحد مشاهير الكُتّاب المعاصرين.
قام فضيلة الشيخ الدكتور عبيد الله بادبا، الذي كان قد حضر كخبير في هذه الطاولة، بدراسة الجوانب المختلفة لشخصية الشيخ محمد علي الطنطاوي والتعريف بأعماله.
أشار الشيخ الدكتور عبيد الله بادبا في بداية هذا البرنامج إلى أنّ الهدف من التعريف بالشخصيات البارزة هو التأسي بهم في الحياة، وأكد على ضرورة الاستمرار في مثل هذه البرامج.
عوامل تكوين شخصية الشيخ علي الطنطاوي
وأشار الدكتور عبيد الله بادبا إلى النموّ والتربية في عائلة علمية كأحد العوامل التي كوّنتْ شخصيةَ الشيخ محمد علي الطنطاوي رحمه الله، وأضاف قائلا: كانت في عائلته شخصيات علمية بارزة، فوالده كان الشيخ مصطفى الطنطاوي من الشخصيات البارزة التي حصلت على منصب أمانة الفتوى في دمشق، وعمه من جهة أمه كان الشيخ محب الدين الخطيب من العلماء والدعاة المشهورين.
وأضاف أستاذ الحديث بجامعة دار العلوم زاهدان: من العوامل الأخرى في تكوين شخصية الشيخ الطنطاوي أنه تلقى دروس المدارس العصرية وحضر مجالس الشيوخ أيضا.
الشيخ طنطاوي كان جامعا بين “الفكر” و”الأدب”
في جزء آخر من حديثه قال الدكتور عبيد الله بادبا: إن الصفة البارزة في الشيخ علي الطنطاوي أنه جمع في شخصيته بين “الفكر” و”الأدب”. فأعماله ومؤلفاته تجمع بين الموعظة والرسالة، وكان رحمه الله كاتباً وقاضياً ومفكراً، كما سُجّل في مسيرته النضال ضد المستعمرين.
عدّ النائب الثقافي لدار العلوم زاهدان نظرية الأدب الإسلامي مِن نشاطات العلامة علي الطنطاوي وقال: رغم أن البعض عارضوا هذه النظرية، إلا أن الطنطاوي وبعض الشخصيات الأخرى، بما في ذلك العلامة أبو الحسن ندوي، بذلوا جهودا كبيرة لتقديم الأدب الإسلامي كمدرسة أدبية.
واعتبر الدكتور عبيد الله علاقة الشيخ طنطاوي بمسلمي الهند قائمة على “المشاركة الفكرية”، وقال: أهل الفكر يجدون أشخاصا متشابهين لهم في التفكير في كل مكان. سافر الشيخ علي الطنطاوي لأول مرة إلى بعض الدول، من بينها الهند، برفقة عدد من الشخصيات الأخرى نيابة عن “رابطة العالم الإسلامي”، ومن هناك توطدت علاقتُه بمسلمي الهند، حتى أصبح على علاقة وثيقة للغاية بمسلمي الهند. بحيث كانت علاقته بالعلامة السيد أبي الحسن علي الندوي وطيدة لدرجة أنه قال: المدينة التي أود أن أسكن فيها بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة هي مدينة “لكناؤ”؛ لأن دار العلوم ندوة العلماء والعلامة الندوي هناك.
أعمال الشيخ علي الطنطاوي
وتابع خبير هذا البرنامج قائلا: إن الشيخ الطنطاوي ترك أعمالا قيمة ومهمة؛ وكتبُ “أبو بكر الصديق” و”أخبار عمر” و”علم التاريخ” و”حكايات من التاريخ” و”رجال من التاريخ” و”في سبيل الإصلاح” و”ذكريات” ورسائل “ابني” و”بنتي” من أبرز مؤلفاته.
وفي النهاية نقل الشيخ عبيد الله بادبا قبسات من كلام الشيخ محمد علي الطنطاوي ونصح الطلاب بدراسة مؤلفاته.
تعليقات