أثارت الإساءة التي أطلقها المنشد باسم الكربلائي ضد صحابة الرسول صل الله عليه وسلم موجة غضب بين العراقيين، وعدها مراقبون التفافا على الواقع الذي يشهده العراق ومحاولة لإعادة الشحن الطائفي مرة أخرى بعد سنوات على تراجع الموجة الطائفية بين عامي 2006 و2008، ومن ثم خلال سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة من البلاد عام 2014.
وجاءت الإساءة للصحابة في وقت يشهد العراق أوضاعا سياسية متأزمة بين الكتل السياسية الشيعية، لتضيف الإساءة مزيدا من التعقيد للمشهد، حيث شجبت العديد من القوى السياسية إساءة الكربلائي وعدته تعديا وخرقا للدستور والقوانين التي تمنع ما يثير النعرات الطائفية.
وطالب ديوان الوقف السني الحكومة، أمس الاثنين، بالتحقيق الكامل في الإساءة للصحابة الكرام، وتقديمهم للعدالة وفق المواد القانونية والدستورية، مؤكدا ضرورة متابعة مثل هذه الأفعال.
كما طالب رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر بمحاسبة من يحاولون إعادة الشحن الطائفي.
وغصت مواقع التواصل باستنكار الإساءة للصحابة رضوان الله عليهم، حيث اعتبر مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي -في تغريدة على تويتر- أن كل من يسعى للفتنة يعد بعيدا عن أخلاق أهل بيت الرسول الكريم عليه السلام.
السياسي الشيعي والعضو السابق بالتيار الصدري غيث التميمي غرد على حسابه في تويتر قائلا “رأى باسم الكربلائي صحابة الرسول عصابة رغم قرون تفصلنا عنهم، لكنه لم ولن يرى مجالسه في عقارات مغتصبة من عصابات باسم الدين وأهل البيت، لم ولن يشاهد زعماء مافيات القتل والنهب والتبعية الذين يغدقون عليه الأموال المنهوبة، الخلل الأكبر حكم عصابة المشوهين (باسم الشيعة) جاء بهم الغرباء!”
وأضاف التميمي في تغريدة أخرى “لو أصدر القضاء العراقي والوقف الشيعي قرارا بمنع باسم الكربلائي من قراءة العزاء الحسيني في العراق ما لم يعتذر، اعتقد بأنه ومن أجل المال سيقرأ عن الصحابة وأم المؤمنين عائشة قصيدة يضعهم في مصاف آل البيت ولكن مشكلة العراقيين السنّة ما يدفعون فلوس لهيج أمور”
من جانبه، عدّ السياسي عزت الشابندر أن البعض ممن يطلق عليهم (رواديد) هم أقرب في أدائهم إلى مطربي حفلات أو مهرجي سيرك.
من جانبه، رأي السياسي حيدر الملا في تغريدته “تملك صوتا جميلا يجلب لك المال، لكن فكرك القبيح يُثير النعرات الطائفية.. خسرت الكثير!”
وغرد الصحفي محمد الكبيسي قائلا “خرق الكربلائي 5 مواد من قانون العقوبات أبرزها المساس لرموز الدين وإثارة الفتن وتهديد السلم المجتمعي وفق المواد القانونية 174، 272، 373، 375، 430”.
من جانبها، أدانت لجنة الأوقاف والعشائر النيابية ما ورد بقصيدة الكربلائي، حيث عدتها سبّا وإساءة للصحابة الكرام، وقالت في بيان إنها تشجب بأشد العبارات وأقساها ما صدر بأحد المجالس الحسينية على لسان “الرادود” (باسم الكربلائي) والتجرؤ بالتهجم على أصحاب النبي الكريم و”تشبيههم بمفردات لا يمكن السكوت عليها لأنها تثير الفتن والنعرات الطائفية بين أبناء البلد الواحد”.
وطالبت اللجنة النيابية ديوان الوقف الشيعي بتحمل مسؤولياته القانونية والشرعية بالتدخل لإيقاف مثل هذه التجاوزات التي تسعى لتكريس الفرقة والانقسام وتعميق هوة الخلافات الطائفية بين المسلمين، مؤكدة ضرورة متابعة تلك المجالس وحثهم على وحدة الصف.
وكان محاميان من محافظة الأنبار (غربي العراق) قد تقدما بدعوى قضائية لقاضي محكمة تحقيق الفلوجة، ونصت وثيقة الدعوى “انتشر الآونة الأخيرة مقطع فيديو للمدعو الكربلائي الذي يقوم به بسب وشتم جميع صحابة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) ووصفهم بـ (العصابة) حيث إن فعله هذا يعتبر اعتداء على طائفة دينية في العراق مما يشكل خطورة على الوحدة الوطنية ويعتبر مدعاة للتفكك والانقسام”.
وأضافت وثيقة الدعوى القضائية التي اطلعت عليها الجزيرة نت “هذا الفعل يشكل جريمة يعاقب عليها القانون استنادا إلى أحكام المادة 372 من قانون العقوبات، عليه نطلب من عدالتكم الشكوى ضده واتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحقه”.
المصدر: الجزيرة.نت
تعليقات