المصدر: الشرق الأوسط
أعلن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، مساء أمس، استقالته من منصبه، بعدما لوّح بها لأكثر من أسبوع. وقال حمدوك، في خطاب نقله التلفزيون الرسمي، إنه سعى طوال عامين لتحقيق الوفاق وتوحيد الرؤية بين الأطراف المختلفة من المدنيين والعسكرين، بما في ذلك الاتفاق السياسي الأخير الذي وقّعه في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) مع قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، من دون جدوى.
وعدّد حمدوك في خطابه جميع المحاولات التي قام بها لـ«إنقاذ تدهور الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في السودان»، لكن محاولاته باءت بالفشل، من دون أن يحدد الأطراف التي كانت سبباً في عدم تحقيق الوفاق. وحذّر حمدوك، في خطابه، من أن البلاد تقف الآن أمام مفترق طرق، فإما أن تنجح في تحقيق التحوّل المدني الديمقراطي أو أن تنزلق إلى الفوضى والتشتت.
وقبل استقالة رئيس الوزراء بساعات، لقي شخصان على الأقل مصرعهما، وأصيب آخرون، أثناء تجدد الاحتجاجات أمس؛ حيث شارك آلاف في مواكب حاشدة فاجأوا بها السلطات الأمنية، إذ لم تكن مدرجة على جدول التصعيد الاحتجاجي الذي يعلنه عادة «تجمع المهنيين» بشكل مسبق لأسابيع مقبلة.
وسارعت السلطات الأمنية إلى إغلاق الجسور الرابطة بين مدن العاصمة الثلاث، واستخدمت عنفاً مفرطاً تخلله الرصاص الحي والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع بكثافة وقطع خدمة الاتصالات والإنترنت، وذلك على الرغم من تعهد السلطات العسكرية ومجلس السيادة في اليوم السابق بمعاقبة القوات المتسببة في العنف ضد المتظاهرين السلميين.
وتمكن المحتجون، المطالبون بالحكم المدني، من اختراق الحواجز الأمنية والوصول إلى محيط القصر الجمهوري، للمرة الثالثة خلال بضعة أيام.
تعليقات