اليوم :4 October 2024

نظرة إلى جريمة الاغتصاب في إيرانشهر

نظرة إلى جريمة الاغتصاب في إيرانشهر

مدينة إيرانشهر، مدينة ذات أغلبية سنّية تقع وسط محافظة سيستان وبلوشستان، شرقي إيران؛ مدينة يعيشها أخلاط من القوميات والقبائل من السكان الأصليين والمهاجرين. الشيخ “محمد طيب ملازهي” أحد أبرز خطباء هذه المدينة كشف في خطبة عيد الفطر هذه السنة عن جريمة اغتصاب قامتْ بها عصابة في هذه المدينة بالجملات التالية:
«فتاة رجعت إلى المنزل، فما إن وصلت إلى المنزل، حتى جاءت سيارة، فحملوها مكرهة، وخرج الجيران، لكن السيارة غادرت المكان، وأمسك هؤلاء الذئاب الفتاة لديهم حتى الغروب، ثم أتوا بها وتركوها أمام منزلها… جاء والده أمس يبكي ويقول لي: لو أن الأرض ابتلعتني وأهلي وما لحقنا هذا العار…!
لقد ألقي القبض على أحد هؤلاء الأراذل كما أخبر الإخوة، والبقية أيضا سيبطش بهم، ولقد اعترف أحدهم أنه اغتصب 41 فتاة…
أحد هؤلاء الأراذل هرب إلى مكان، اتصلت به، وقلت: عليك أن تسلم نفسك وإلا سنلقي عليك القبض أينما ذهبت، هؤلاء لهم عصابة…»
أثناء حديث الشيخ محمد طيب كان حاكم المدينة والبعض من المسؤولين أيضا جالسين في المصلى يستمعون كلامه.
فما أن تحدث الشيخ “محمد طيب ملازهي” خطيب أهل السنة في مدينة ايرانشهر يوم العيد عن هذه الجريمة إلّا وانتشر خبرها في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية كالنار في الهشيم، وأثار غضب الشرائح المختلفة من الشعب الإيراني نساء ورجالا. أمّا البعض من الجهات المسئولة فظلّت بين مشكك في وقوع الجريمة، وبين مكذّب للخطيب في العدد الذي نقله عن اعتراف أحد المتهمين المعتقلين لدى السلطات، كما أن المدعي العام في طهران أعلن في خطوة غريبة مطاردة الخطيب المذكور على نشره لخبر الاغتصاب من فوق المنبر، واصفا هذا بمصاديق الجريمة وزعزعة الأمن العام!!
تعدّ جريمة إيرانشهر أول جريمة اغتصاب من نوعها في إيرانشهر وبل في كافة بلوشستان، وحينما يجري تأمل في جذورها نجد أن إيرانشهر مدينة تعاني منذ فترة طويلة من غياب الأمن وانتشار السلاح بشكل كبير جدا، كما نشاهد أنّ المدينة شهدت أعمال سرقة وقتل كثيرة في السابق، ولقد حذّر نواب المدينة في البرلمان، وحذّر العلماء ولا سيما فضيلة الشيخ عبد الحميد السلطات من الانفلات الأمني الموجود في هذه المدينة سابقا.
وقد رأى فضيلة الشيخ عبد الحميد في مقابلة له مع موقع “سني أون لاين” أن هذه الجريمة أيضا لها جذور في الأزمة الأمنية في المدينة، حيث قال فضيلته:” …إن درسنا علل الحادثة الأخيرة في إيرانشهر، نجد جذورها في غياب الأمن، فأهل مدينة إيرانشهر يعانون من غياب الأمن وفقدانه منذ فترة…”
وأضاف الشيخ عبد الحميد أيضا مشيرا إلى ضعف إدارة المدينة قائلا: “مع الأسف هذه المدينة لم تحظ بإدارة قوية. نواب إيرانشهر في البرلمان في أدوار مختلفة، كانوا شكوا ضعف الإدارة، ونحن أيضا رفعنا صوتنا هنا… لكن مع الأسف لم تُسمع هذه النداءات.”
وأعلن فضيلة الشيخ عبد الحميد في مقابلته المذكورة أن الجريمة المذكورة تتطلب أن يعاد الأمن أوّلا إلى المدينة، وتتمتع المدينة من إدارة قوية حتى لا تتكرر هذه الجرائم،
لكن بشأن متابعة الملف القضائي للجريمة فقد أوصى فضيلته ضحايا الجريمة أن يراجعوا إلى المحاكم لتتضح أبعاد الجريمة بشكل مطلوب.
لا شك أن جريمة إيرانشهر هزت منطقة بلوشستان والشرائح المختلفة من الشعب الإيراني، ولا سيما نوعية الجريمة حيث كانت عصابة استخدمت السلاح في اغتصاب فتيات بريئات ترضية لشهواتهم الحيوانية، لكن بعد مرور أسبوع من تاريخ انتشار خبر الجريمة لم يزل الشعب الإيراني ولا سيما سكّان مدينة إيرانشهر يتطلعون إلى أن تصدر الجهات القضائية المعتنية حكما بشأن المجرمين المغتصبين يُطمئن قلوب الضحايا ويهدئ صدورهم!

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات