صحفي: شاهدت بعيني قوات الأسد تعدم مدنيين بحلب

صحفي: شاهدت بعيني قوات الأسد تعدم مدنيين بحلب

روى صحفي وناشط سوري وقائع قال إنه كان شاهدا عليها في مدينة حلب حينما أعدم عناصر من المليشيات الموالية للرئيس بشار الأسد عددا من الأشخاص بدم بارد.
وذكر الصحفي زهير الشمالي في روايته التي ضمنها تقريرا نشرته له صحيفة صنداي تايمز البريطانية اليوم الأحد، أن سيارات مدرعة أغلقت الطريق أمام سيارة الإسعاف التي كانت تقود قافلة حافلات لحظة اقترابها من معبر تابع للنظام جنوب حلب، وكان الشمالي نفسه من بين ركاب إحدى تلك الحافلات.
وأشار إلى أن من كان على متن تلك السيارات المدرعة ضباطا روسيين على ما يبدو، وقال إن الركاب أدركوا أنهم أمام مأزق، "وما إن توقفت الحافلات حتى بدأ رجال مسلحون في أزيائهم القتالية بالتنقل وإصدار الأوامر بين صفوف الحافلات والسيارات المفترض أن تحملنا إلى خارج المدينة".
يقول الشمالي إن تلك كانت المرحلة الثانية من عملية إجلاء المدنيين ومقاتلي المعارضة من حلب الشرقية.
ويضيف "في صبيحة الجمعة جرى إبلاغنا بأنه سوف يُسمح لنا بالعبور إلى الجانب الحكومي من المدينة المقسمة عبر نقطة تفتيش عند معبر راموسة، إلى الجنوب مباشرة".
وعندما وصلت قافلة الحافلات إلى هناك انفتحت أبواب الجحيم، وفق تعبير الشمالي الذي تابع القول إنه ما إن نزل بعض الرجال حتى قُبض عليهم وأُمروا بالاصطفاف خلف جدار إحدى الساحات حيث أُجبروا على خلع ملابسهم رغم برودة الطقس.
وقال الشمالي إنه كان يشاهد المليشيات وهي تنتقي ضحاياها ويسبونهم هم وأمهاتهم، ويرمونهم بأقذع الإهانات الطائفية، وإذا ابتلع أحدهم طُعم الاستفزاز فإنهم سينهالون عليه بالضرب.
وتابع الصحفي السوري في تقريره قائلا "أموالنا ووثائقنا وهواتفنا النقالة انتُزعت من جيوبنا أو أحزمتنا أو أيدينا".
"ومع احتدام الجدل، جرى إرغام عشرات الرجال على الانبطاح أرضا وأوثقت أياديهم، ثم أُردي أربعة منهم قتلى بالرصاص على مقربة مني، وارتعدت فرائص الكثيرين منا وبدؤوا بالبكاء والعويل عندما وضع المسلحون فوهات بنادقهم على رؤوس الناس وهددوهم بإطلاق النار".
وأوضح الشمالي أن هذا التصرف يعكس ميل قوات الحكومة السورية نحو الانتقام من "عدو" ظل يتحدى لسنوات حصارها لهم، لكنه الآن انهزم.
ووصف الكاتب سقوط حلب بأنه "نصر كبير" للرئيس بشار الأسد، وإدانة لفشل الغرب في تقديم دعم كافٍ لمن ظل منذ 2011 يقاتل للإطاحة به.
وبعد أربع ساعات من توقف القافلة عند معبر راموسة، تم السماح للرجال بالعودة هم أيضا بعدما سمحوا للنساء والأطفال بذلك، ولم يجرؤ أي من أولئك الرجال على عصيان التعليمات بالعودة، "ثم بدأ المسلحون بإطلاق النار في الهواء لإجبارنا على الإسراع بالعودة".
وختم الصحفي تقريره بالقول "بحلول الظلام، عدت من حيث انطلقت صبيحة الجمعة، وكان يراودني الأمل في الوصول إلى بر الأمان، لكنني بدلا من ذلك كنت بين عشرات الألوف الذين ما زالوا عالقين في حلب… وسأحاول الرحلة من جديد اليوم".

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات