اليوم :26 April 2024

من ذبح القسيس إلى قتل الإمام…

من ذبح القسيس إلى قتل الإمام…

قبل أسابيع انتشر خبر ذبحِ قسيس في كنيسته في بلدة شمال غرب فرنسا، ونسب ذبحه إلى متطرفين إسلاميين في وسائل الإعلام.
الإعلام الغربي والإعلام العلماني التابع للغرب في العالم الإسلامي كعادتهما اهتمّا بتلك الحادثة اهتماما كبيرا، وربطاها بالإسلام والمسلمين، وهناك الكثير من المعلقين لهذه الوسائل استكشفوا قبل المخابرات الفرنسية في تعليقاتهم علاقات بين متهم ألقت السلطات الفرنسية القبض عليه وبين إمام مسجد يقع بقرب من تلك الكنيسة، وآخرون استكشفوا علاقات بينها وبين تنظيم متطرف في الشرق الأوسط، ومن جانب آخر قال الكثير من مسلمي فرنسا إن كنيسة القسيس المذبوح ساهمت في بناء مسجد! لذلك تظلّ الحادثة مشبوهة في ماهيتها.
لكن جرّاء حادثة الذبح المذكورة، ظهرتْ تجمّعات نصرانية في عدّة دول غربية للتضامن مع المسيحيين في فرنسا، وظهرت أصوات متطرّفة تنادي بطرد المسلمين من أوروبا.
وفي مطلع هذا الأسبوع يعني مساء السبت، وبعد أسابيع من تلك الحادثة، قُتل إمام مسجد وأصيب شخص آخر بنيويورك، بعد إطلاق مسلّح مجهول النار عليهما، وإطلاق النار وقع بقرب من مسجد الفرقان في حديقة أوزون..
في الكنيسة، الضحية يذبح، وفي المسجد يُطلق عليه النار. لهذا الرصاص وذاك السكين دلالات لا يخفى على مدقق في الحادثتين.
من ذبح القسيس في فرنسا إلى قتل الإمام في نيويورك بأمريكا، يبدو أنّ عامل الحادثتين يتبع هدفا واحدا، وهو إثارة الكراهية الدينية بين الجاليات المسلمة، وبين الأكثرية النصرانية في الغرب، ولا شك أن هذه الكراهية تضرّ بالمسلمين الغربيين أكثر، وتجعلهم لا يشعرون بأمان.
إنّ الأصوات المناهضة لوجود المسلمين في الغرب قديمة، إلّا أنها في ظلّ انتشار الإسلام بين مجموعات من أصول أوروبية، وفي ظلّ الكثير من الجوانب الإيجابية في حياة مسلمي الغرب، لم تحقق شيئا لحد الآن، ولن تحقق بإذن الله تعالى شيئا في قادم الأيام، سوى إتعاب نفوس الكارهين للوجود الإسلامي في الغرب…

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات