إهمال العالم لمضايا صادم مثل تجويع أهلها

إهمال العالم لمضايا صادم مثل تجويع أهلها

قالت الكاتبة لينا خطيب في مقال لها نشرته صحيفة غارديان البريطانية إن فيض الصور والقصص المخيفة للأطفال الجوعى في مضايا السورية صادم، لكن ما هو أكثر صدمة منه هو تجاهل العالم لهذه الكارثة.
وأضافت أن هذه الصور والقصص ظهرت فجأة على وسائل التواصل الاجتماعي كواقع تعيشه البلدة التي يحاصرها النظام السوري وحزب الله اللبناني ويستهدفانها منذ يوليو/تموز الماضي.
واعتبرت الكاتبة أن الإهمال المتعمد من وسائل الإعلام العالمية يحدث رغم أن الناشطين في مضايا ظلوا يحاولون بيأس لفت انتباه العالم إلى الانتهاكات الفظيعة التي يرتكبها النظام السوري وحليفه حزب الله اللبناني، وأن العالم ظل غير مبالٍ حتى بلغ تجويع أهل مضايا مستوى التجويع الجماعي.
وأوضحت أن دمشق وحزب الله وضعا مضايا تحت الحصار لأكثر من ستة أشهر من أجل الضغط على المعارضة المسلحة التي تحاصر بلدتي الفوعة وكفريا الشماليتين، وأنهما يريدان من حصار مضايا والزبداني المجاورة لها على الحدود اللبنانية إرغام المعارضة على الموافقة على تبادل سكاني بين مجموعتي البلدات لتعزيز قبضة النظام على المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية.
وأشارت الكاتبة إلى أن تجويع السوريين وقصفهم بالبراميل المتفجرة لم يقتصر على سكان مضايا فقط، لكن الأخبار عن تنظيم الدولة ظلت تعتم على الكارثة الإنسانية في سوريا، لأن تهديد التنظيم أصبح يستهدف العالم بأجمعه.
وأضافت أن الإعلام الغربي يهتم في العادة بما ظل يغطيه لسنوات طويلة في الشرق الأوسط، مثل نشاطات تنظيم القاعدة وامتدادها -تنظيم الدولة الإسلامية- ويتحاشى أنواع الانتهاكات الجديدة التي تحتاج إلى جهد أكبر لتفسيرها، مثل التجويع والذبح الجماعيين من قبل نظام يحاول تسويق نفسه كأفضل ضامن ضد “التطرف” في سوريا.
وقالت إن الأمر الجوهري هو أن الصراع في سوريا أثبت أنه أكثر تعقيدا من قدرة الإعلام الغربي ذي الاهتمامات قصيرة النفس، ومن قدرة شعوب العالم التي تفتقر إلى المعرفة بالشؤون الراهنة للشرق الأوسط وتاريخه.
واختتمت الكاتبة مقالها بالقول إن المطلوب ليس إثارة الشعور العفوي بالألم والذي يبرز الكوارث ويضمحل فجأة، بل المطلوب هو التركيز النشط والمستمر على أبعاد الصراع جميعها وليس مشكلة تنظيم الدولة فقط، التركيز الملتزم بنقل الحقائق كما هي والتي تقود الإعلام بعيدا عن المجالات التي أتقنها واستسهلها.

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات