الشيخ عبد الحميد: الحصول على مرضاة الله تعالى أعظم نجاح في الحياة

الشيخ عبد الحميد: الحصول على مرضاة الله تعالى أعظم نجاح في الحياة

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة هذه الجمعة، بعد تلاوة آية “يا أیهاالذین آمنوا ادخلوا فی السلم کافة”، إلى أن العمل على تعاليم الشريعة سبب للوصول إلى مرضاة الله تعالى التي هي أكبر نجاح وفلاح في الحياة.

وأضاف فضيلته قائلا: لقد حذر القرآن الكريم جميع الذين يسعون أن يفروا من العمل على تعاليم الشريعة أن لا يكونوا مثل الذين يعملون على بعض تعاليم الشريعة دون بعضها مثل اليهود والنصارى. فالله تعالى لا يحب من يعمل على بعض أحكام الله تعالى دون بعضه. إن الله تعالى يريد أن نعمل على كافة تعاليمه.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: إذا كان الشخص المسلم يصلى ثم يرتكب معصية مثل أكل الربا أو أمرا محرما آخر، فهذا يغاير مرضاة الله تعالى؛ لأن ارتكاب المعاصي في سبيل النفس والشيطان. يقول الله تعالى “ولا تتبعوا خطوات الشيطان”. الكثير من الناس فارون من الدين وتأبى نفوسهم من قبول الدين. وطائفة أخرى يفرون من قبول الأحكام الشرعية. يعني إنهم قبلوا الدين لكنهم لا يعملون على أحكام الدين. إتباع شهوات النفس يمنع قبول جميع الأحكام الشرعية والدينية وتعاليم الشريعة.
واستطرد فضيلته قائلا: نسيان الأحكام الإلهية مثل نسيان الله تعالى. إذا اتبع إنسان أهوائه وشهواته لأجل ملذات فانية عاجلة وأغضب الرب تبارك وتعالى، فإنه يواجه الخسارة الكبيرة في الحياة الدنيا. لكن إذا خالف الإنسان نفسه وأرضى الله تعالى، فإنه يصل إلى نجاح وفلاح في الدنيا والآخرة. فيجب أن تكون أعمالنا الفردية والاجتماعية في سبيل القرآن  والسنة والشريعة.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد مراعاة الحجاب من مصاديق العمل على الشريعة قائلا: أصبحت الكثير من السيدات لا يهتممن بالحجاب واللباس الشرعي. يجب أن يغطي لباس المرأة كافة جسدها ولا يكون اللباس ضيقا ورقيقا. لا ينبغي للنسوة المسلمات اتباع الحضارة الغربية. السفور والخلاعة  من الثقافة الغربية. الإسلام يخالف السفور. أمر الإسلام أن تغطي المرأة كامل جسمها. يعتبر الإسلام كرامة المرأة وعفتها وحفظها في حجابها الكامل.
وأكد خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: إن الله تعالى مدح الذين يضحون بأموالهم وأنفسهم لمرضاة الله تعالى. هذه الجماعة من الناس غايتهم هي مرضاة الله تعالى وهي أغلى عندهم من كل شيء، فلا يرفعون خطوة ضد الإسلام، ولا يرتكبون ما يخالف الشريعة الإسلامية. أمرنا القرآن الكريم لو أننا كنا في مجلس ترتكب فيه المعاصي بتركه، فلا طاعة لمخلوق وإن كان الوالد أو الوالدة في معصية الخالق. هذا هو تعليم الشريعة الإسلامية.
 وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: النفس والشيطان عدوتان للإنسان، تسوقاننا نحو الذنوب ومعاصي الرب تبارك وتعالى. الشيطان يوسوس في النفس لفعل المعاصي وما يخالف الشريعة، لكنه يجب على المسلم أن يلتزم الشريعة الإسلامية في معاملاته.

على السلطات الباكستانية أن تستجيب لمطالب المحتجين البلوش:
وفي قسم آخر من خطبته، أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى المسيرة الاحتجاجية التي أقامها عدد من البلوش على خطف أقارب لهم في إقليم بلوشستان الباكستاني في الأسبوع المنصرم قائلا: هذه المسيرة التي بدأها المحتجون من كويتا وقطعوا المسافة بين كويتا إلى كراتشي كانت على فقد أقاربهم أو على المصير المجهول الذي يواجهونه. وأكثر هؤلاء المحتجين ناشطون سياسيون في باكستان.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: شارك في هذه المسيرة أشخاص كثيرون من الطلبة والشباب والنساء والصغار والكبار ولقيت اهتماما كبيرا في وسائل الإعلام.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد: المحتجون قطعوا مسيرة 700 كم مشيا على الأقدام، ليسمعوا المسؤولين في باكستان والعالم صراخهم ونداءهم. المحتجون يتهمون القوات الأمنية بخطف واعتقال أبنائهم. وخطف هؤلاء الأشخاص يعود إلى النزاعات السياسية في هذا البلد.
وأضاف خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: على السلطات في باكستان أن تستجيب لمطالب هؤلاء المحتجين وإلى مطالب شعبهم، ويكون لديهم رد معقول عليها. يجب على المسؤولين في باكستان استماع صوت الشعب البلوشي والأقوام الأخرى والشعب الباكستاني. الحكومة مسؤولة عن المختطفين والمفقودين كما هي مسئولة عن  الأجساد الممثلة التي  تلقى في الصحراء وحافة الطرقات والشوارع بين حين لآخر.
وتابع رئيس منظمة اتحاد المعاهد الشرعية لأهل السنة في بلوشستان، قائلا: المحتجون أعلنوا مؤاساتهم في مسيرة طويلة مساحتها 700 كم مشيا على الأقدام من مدينة كويتا إلى كراتشي ليبلغوا صوتهم إلى المسؤولين في باكستان، وعلى السلطات القضائية أن يجدوا ردا مقنعا لمطلب إخوتنا البلوش.

الإتفاق النووي كان لصالح إيران:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى قائلا:هذا الاتفاق كان لصالح إيران وكما وعد الرئيس كل اتفاق يحقق يكون لصالح الجميع. فالاختلاف والنزاع يضر الجميع. نفع بلادنا أكثر في هذا الاتفاق، لأن القوى الكبرى جميعا أكدوا على أن النووي السلمي من حقوقنا المسلمة، والشعب الإيراني كان يبتغي امتلاك التقنية النووية السلمية منذ البداية، وغاياتنا من الابتدء كانت سلمية.
واعتبر خطيب أهل السنة الكيان الصهيوني الخاسر الوحيد في هذا الاتفاق قائلا: إسرائيل قلقة جدا، وكانوا يريدون فرض حرب على إيران بحجة الملف النووي. لا ترضى إسرائيل لشعبنا الحق المشروع من النشاطات النووية، وكانوا يسعون لحرمان شعبنا من كافة حقوقهم المشروعة. قلق إسرائيل يدل على أن الاتفاق المذكور كان لصالح إيران. ولو فرح المتشددون وإسرائيل عندئذ كان لنا الحق أن نشك في نجاح هذا الاتفاق.

تعيين المحافظ الجديد أتى في سبيل أهداف الدولة الجديدة وتنفيذ العدل والقانون:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة إلى تعيين محافظ جديد لمحافظة سيستان وبلوشستان قائلا: تعيين المحافظ الجديد للمحافظة وكذلك تعيين المراقب العام الجديد للاستخبارات، وحضور وزيري الاستخبارات والداخلية كان في سبيل أهداف الدولة الجديدة وتنفيذ العدل والقانون.
وعد الرئيس أثناء الانتخابات بتنفيذ الدستور، خسر من خسر وانتفع من انتفع. وهذا هو مطلب الشعب أن لا يهرب أحد من القانون ويلتزم  الجميع بالقانون.
وأضاف: ما يرجى من الدولة الجديدة هو الاعتدال وتنفيذ الدستور وإخراج المحافظة من الأزمة الأمنية، ويجب أن تفتح جيمع الأقفال بمفتاح التدبير.
وأردف خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: المحافظ الذي وصفه وزير الداخلية بالإنسان القوي، شخص ذكي وله رؤية جيدة إلى المسائل. ونحن نتمنى له النجاح في تنفيذ العدل وتحقيق الوعود التي أعطاها الرئيس، ونرجو أن تحافظ على حرمة الناس وكرامتهم أكثر.
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: الأخوّة الجيدة تحصل بتنفيذ الدستور والعدل، ويستقر الأمن في المحافظة. والعدل يضمن الفوز والثبات في المنطقة.

 

 

 

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات