أعظم دروس الحج الخضوع لأحكام الرب تبارك وتعالى

أعظم دروس الحج الخضوع لأحكام الرب تبارك وتعالى

تطرق فضيلة الشيخ عبد الغني البدري، نائب رئيس جامعة دار العلوم زاهدان في الشؤون التعليمية، في خطبة هذه الجمعة (5 ذوالحجة 1434) بعد تلاوة الآيات الأولى من سورة الفجر المباركة إلى أهمية العشر الأولى من ذي الحجة وفريضة الحج والأضحية في شهر ذي الحجة، مشيرا إلى بعض دروس الحج ورسالته للمسلم.

وأضاف فضيلته قائلا: الأيام وليالي ذي الحجة أيام خاصة، ولهذه الأيام فضيلة عظيمة حيث أقسم الله تعالى بها في القرآن الكريم. يقول المفسرون “المراد من الفجرهو اليوم العاشر من ذي الحجة، والمراد من الليالي العشر هي الليالي العشر الأولى من ذي الحجة”. وكفى لفضيلة هذه الأيام أن الله تعالى أقسم بها.
 وتابع فضيلته قائلا: شهر رمضان المبارك من أفضل الشهور في السنة حيث ينتهي هذا الشهر بإعطاء صدقة الفطر وعيد الفطر، وبعد نهاية شهر رمضان المبارك مباشرة تبدأ أشهر الحج وهي شوال وذو القعدة والعشر الأولى من ذي الحجة. وهذه الأشهر التي يبلغ عدد أيامها إلى سبعين يوما تنتهي بالأضحية التي هي صدقة.
ووصف فضيلته الحج والأضحية من أعظم الأعمال في هذه الأيام قائلا: إن كانت تعاليم الشريعة كلها موافقة  للعقل والفطرة، لكن من الدروس والرسالات التي يحملها الحج والأضحية والتعاليم الشرعية الأخرى للمسلمين أننا إذا لم ندرك في موضع الفلسفة العقلية للأحكام، يجب أن نطمئن إلى الوحي ونجعل حياتنا في طريق الوحي. “مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا”.
واستطرد فضيلته قائلا: من أعمال الحج الوقوف بعرفة، حيث يجب على الحاج أن يذهب إلى ميدان عرفة ويقوم بالتضرع والدعاء من الصباح إلى المساء، ويكتب له بهذا الوقوف أجر عظيم. لكن ما يسترعي الانتباه أن شخصا لو ذهب إلى عرفة ووقف فيها في يوم آخر غير اليوم التاسع، لا ينال أجرا أبدا. رغم أنه ورد في الحديث أن صلاة في المسجد الحرام تساوي مائة ألف صلاة في مواضع أخرى، لكن يجب على الحجاج في اليوم الثامن أن يغادروا مكة المكرمة ويذهبوا إلى منى وعرفة ومزدلفة، ويرجعوا بعد الطواف مرة أخرى إلى منى ليقفوا فيها ثلاثة أيام. فلو استنكف حاج من الذهاب إلى منى ومزدلفة وعرفات بحجة أنه يقضي وقته في العبادة في المسجد الحرام لأجل فضيلة الصلاة فيها، عمله هذا يغاير تعليم الشريعة ولا يناله أجر بسبب البقاء في مكة والمسجد الحرام. بل على الحاج أن يتبع الشريعة خلافا لأهوائه وميوله.
 وتابع فضيلة الشيخ عبد الغني: من دروس الحج أن يتبع المسلمون ما أمرهم الله تعالى من دون تتبع عللها وحكمها. عندما أمر الله تعالى نبيه وخليله إبراهيم أن يضحي بولده، فلا يبحث إبراهيم علة وحكمة هذا الأمر الإلهي، بل يستشير ولده ليختبر إيمان ولده، ولم تكن هذه الاستشارة لأجل أن الولد لو لم يقبل يرفض امتثال أمر الله تعالى، لكن إبنه يقول “يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين”.
واعتبر فضيلته الخضوع لأوامر الله تعالى سنة إبراهيمية، قائلا: الدرس الذي نتلقاه من الحج والأضحية أن نخضع ونستسلم لأوامر الله تعالى. معنى الإسلام  أن نكون مسلمين. لذلك يجب أن نطيع ربنا في جميع التعاليم الشرعية.
وقال الشيخ عبد الغني البدري في فضيلة الأضحية: ورد في الرويات الصحيحة “مَا عَمِلَ آدَمِىٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ إِنَّهَا لَتَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا”، لكن يجب مراعاة  شرائطها وضوابطها. يقول الله تعالى: “لن ينال الله لحومها ولا دمائها ولكن يناله التقوى منكم”.
وأشار فضيلة الشيخ إلى يوم عرفة قائلا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ”، من الذنوب والمعاصي الصغيرة، لكن الكبائر تكفر بالتوبة والاستغفار وتأدية حقوق الناس.
كذلك وصف فضيلته تكبيرات التشريق وصلاة العيد والأضحية من الأعمال الأخرى في العشر الأولى من ذي الحجة.
وأشار فضيلته إلى قضية المصلى الجديد لأهل السنة في زاهدان قائلا: إن كان المسئولون وعدونا بتأدية الصلاة في المصلى الجديد إلا أن مكان المصلى الجديد لم يتم التوافق عليه، ونرجوا أن نقيم الأعياد القادمة في المصلى الجديد. لذلك تقام صلاة عيد الأضحى لهذه السنة في المكان السابق.

 

 

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات