اليوم :16 October 2024

أبو عمر الْكِنْدِي

أبو عمر الْكِنْدِي

التابعي الجليل، أحد العلماء الكبار الموثوق بهم.
اسمه ونسبه:
زاذان بن فروخ، أبو عمر الكندي بالولاء ، وقيل: أبو عبد الله. الفارِسي الكُوفي البَزّاز.

مولده:
وُلِد: في حياة النَّبي صلَّى الله عليه وسلم وشَهِد خُطبة عُمر بالجابِية.
(عن محمد بن سوقة عن زاذان قال: قدم علينا عمر بن الخطاب بالجابية على بعير مقتب بقتب عليه عباء قطوانية وبيده عنزة فقال: أيها الناس! فثاب الناس إليه.
فقال لهم: إنّي سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: ثم بكى ثم قال: سمعتُ حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم بكى، قال: أيها الناس عليكم بأصحابي، ثمّ الذين يلونهم، ثمّ الذين يلونهم، ثمّ الذين يلونهم، ثلاثة قرون، ثم يجئ قوم لا خير فيهم يشهدون ولا يستشهدون ويحلفون ولا يستحلفون. من سره أن ينزل بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة، ألا إنّ الواحد شيطان وهو من الاثنين أبعد، ألا ومن ساءته سيئته وسرّته حسنته فهو مؤمن.)

نشأته:
قال زاذان: كنتُ غلاما حسنَ الصوت جيّدَ الضّربِ بالطنبور، وكنتُ أنا وصاحب لي في رابعة، وعندنا نبيذ لنا وأنا أغنّيهم، إذ مرّ عبد الله بن مسعود فلمّا سمع الصّوت دخل علينا فضرب الباطِيَة برجله فأكفاها، وانتزع الطنبور من يدي فضرب به الأرض فكسره، ثمّ قال: لو كان ما أسمع مِن حُسن صوتك هذا يا غلام بالقرآن كنتَ أنتَ أنتَ.
ثمّ مضَى، فقلتُ لأصحابي: مَن هذا الذي فعل؟
قالوا: هذا عبد الله بن مسعود.
فألقى الله في نفسي التوبة، فسَعيتُ وأنا أبكي، فلمّا بلغ الباب أراد أن يدخل فأخذتُ بثوبه، فالتفت إلي، فقال: من أنت؟!
قلتُ: أنا صاحب الطنبور.
فأقبل عليّ فاعتَنَقَنِي وبكى، ثم قال: مرحبا بمن يحبّه الله، اجلس مكانك.
ثمّ دخل فأخرج لي تَمرا فقال: كُل مِن هذا التمر ولو كان غيره أخرجتُه إليك.

شيوخه:
روى عن عمر، وعليّ، وسلمان، وعبد الله بن مسعود، وعائشة، وحُذيفة، وأبي هريرة، وجرير البَجَلِيّ، وابن عُمر، والبَراء بن عازِب، وغيرهم.

من تلاميذه:
حدّث عنه: أبو صالح السّمّان، وعَمرُو بن مُرّة، وحَبِيب بن أبي ثابت، والمِنهال بن عَمرو، وعطاء بن السّائِب، ومحمّد بن جُحادَة، وآخرون.

صفاته:
قال زُبيد: رأيتُ زاذان يُصَلِي قائما كأنَّه خَشبة.
وقال محمّد بن جحادة: كان زاذان يَبيع الكرابيس وكان إذا جاءهُ الرجل أراه شرّ الطَّرفين وسامه سومة واحدة.
عن عبد الله بن أبي كثير قال: كان زاذان يخرج يوم العيد فيتخلل الطريق ويكبّر ويذكر الله حتّى يأتي المصلى.
قال الوليد: قال زاذان يوما: إنّي جائع فسقط عليه من الروزنة رغيف مثل الرّحا.

توثيقه:
كان ثقة قليل الحديث.
وثّقه : ابن معين، وابن سعد، وابن حبان، والخطيب. أخرج له مسلم، والأربعة، والبخاري في الأدب المفرد.
قال النَّسائِي: ليس به بأْس.
وقال ابن عدِيّ: أحاديثه لا بأْسَ بها.
عن إبراهيم بن الجنيد قال: سمعتُ أبا طالب يسأل يحيى بن معين عن زاذان أبي عمر فقال: ثقة، وسألتُه عن حميد بن هلال فقال: ثقةٌ لا يُسأل عَن مِثل هؤلاء .

وفاته:
توفّي سنة اثنَتَين وثمانِين لِلهِجرَة بالكوفة أيّام الحجّاج بن يوسف بعد الجماجم.

الكاتب: الشيخ أبو محمد البلوشي
*******************************************
المراجع:
الوافي بالوفيات / الصفدي
الثقات للعجلي ط الباز / العجلي
تاريخ بغداد ت بشار / الخطيب البغدادي
سير أعلام النبلاء /  الذهبي
تهذيب التهذيب / ابن حجر العسقلاني
تاريخ دمشق /  لابن عساكر

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات