اليوم :27 April 2024

الشيخ عبد الحميد: سنة إيران شعب صبور وإنما يطالبون بإزالة التمييزات الطائفية

الشيخ عبد الحميد: سنة إيران شعب صبور وإنما يطالبون بإزالة التمييزات الطائفية

ألقى فضيلة الشيخ عبد الحميد، خطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، يوم السبت 5 من ربيع الثاني 1434، كلمة أمام حشد غفير من أهالي مدينة “إيرانشهر”، ضمن رحلة دعوية قام بها فضيلته إلى مناطق مركزية وجنوبية في بلوشستان، واصفا المجتمع السنّي في إيران بـ “الشعب الصبور” و”المحب للوحدة” وإنما يطالبون بإزالة التمييزات الطائفية.

وأضاف فضيلته قائلا: إن أهل السنة في إيران شعب صبور ومحب للوحدة. لم تصدر منهم قط خيانة بالنسبة إلى الوطن، ولم يبيعوا وطنهم أبدا لطرف. لقد سمعتُ عن بعض الأشخاص الذين غادروا البلاد، أن أعداء الوطن عرضوا عليهم الخيانة للوطن، لكنهم رفضوا عرض الأعداء، قائلين لا نبيع وطننا.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، قائلا: المجتمع السنّي الذي ثبتت وطنيته للجميع، يرجون أن تراعى حقوقهم، وأن لا يكون تمييز بين الشيعة والسنة. وهذا هو حق قانوني ومشروع لأهل السنة في إيران.
وتابع عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: يرجو أهل السنة من علماء ومراجع الشيعة وعلى رأسهم مرشد الثورة، أن يكون لهم انتباه خاص إلى حقوق أهل السنة في إيران، ويزيلوا التمييزات الموجودة.
واستطرد خطيب أهل السنة إلى تواجد أهل السنة في الحدود الإيرانية، قائلا: نحن إيرانيون، وإيران وطننا. ولو حدثت لا سمح الله حرب، فأهل السنة هم الذين يدافعون عن هذه الحدود، وسيقتلون دفاعا عن الوطن. فشعبنا مقاتلون أبطال، ولسنا جبناء ضعفاء، بل سندافع عن وطننا.
وأضاف فضيلته مؤكدا: التمتع بالحرية المذهبية وكافة الحقوق، حق أهل السنة في إيران. نحن لا نعتقد بالتمييز بين أهل السنة والشيعة. نحن نشعر بالأخوّة مع الشيعة ومع كل من ينسب نفسه إلى الإسلام، ومع كل إنسان لم يعتد على حقوق المسلمين وليست لديه عداوة مع المسلمين. فنعتبرهم إخوتنا في الإنسانية.
وأضاف رئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، قائلا: نحن نطالب أن تراعى حقوق الشيعة في البلاد التي هم فيها أقلية. إن الله تعالى لا يرضى بالتمييز بين طائفتي السنة والشيعة، وأن تنظر إليهما بنظرتين مختلفتين، بل إن الله تعالى يرضى إذا كانت نظرة المسؤولين والعلماء إلى الشعب نظرة متساوية.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى التعايش السلمي بين الشيعة والسنة في مدينة إيرانشهر، قائلا: الحمد لله، يعيش السنة والشيعة في منطقة إيرانشهر سلميا، ونحن لم نسمع أن يشتبك الشيعة والسنة لمسائل مذهبية في هذه المنطقة.
واستطرد فضيلته قائلا: المهم والضروري أن تكون النظرة متساوية إلى كلتي الطائفتين، وهذا هو المطلب الذي نصرّ عليه، ويقول بذلك الإسلام وكذلك دستور بلادنا أن يكون الشعب متساويين في عين القانون.
وخاطب فضيلة الشيخ عبد الحميد في نهاية خطابه أهل إيرانشهر قائلا: نصيحتي لكم أيها الشعب أن تلتزموا الأحكام الشرعية. نحن عندما رضينا بالإسلام دينا، رضينا أيضا بالالتزام بالأحكام الشرعية. وانتبهوا أن شعبا لم يهلك بسبب الفقر، لكن أي شعب ابتعد عن الأحكام الشرعية وهرب من الدين وأقبل إلى المعصية، واجه الزوال والهلاك.

فضيلة الشيخ عبد الحميد في مدينة “كنارك”:
الطائفية علامة الجهل والشقاوة
وضمن رحلته الدعوية، وصل فضيلة الشيخ عبد الحميد حفظه الله مساء الأربعاء 9 من ربيع الثاني إلى ميناء “كنارك” (جنوب بلوشستان). وقبل وصوله إلى مدينة “كنارك” بعدة كيلومترات، واجه فضيلته باستقبال حاشد من أهالي المدينة، حيث خرج آلاف من الشعب المؤمن خارج المدينة لاستقبال فضيلة الشيخ.  
وألقى فضيلة الشيخ عبد الحميد كلمة أمام حشد غفير من أهالي مدينة “كنارك” وضواحيها، معتبرا “الطائفية” نوعا من الفقر الثقافي، قائلا: الطائفية من جانب الشيعة أو السنة، نوع من الجهالة والفقر الثقافي. إذا قال البعض لا تسمحوا للشيعة ببناء مسجد، أو قال آخر لا تسمحوا لأهل السنة ببناء مسجد، فهذا نوع من الشقاء. الذين يقولون لا تسمحوا لأهل السنة في المدن الكبرى مثل طهران وإصبهان ليقيموا الصلاة، هؤلاء أناس جهلاء بعيدون عن الثقافة. هل مدن طهران وتبريز واصبهان مدن خاصة لطائفة دون غيرهم؟!
وأضاف عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قائلا: الشيعي الذي لا يتحمل صلاة العيد أو صلاة الجمعة لأهل السنة، وكذلك السنّي الذي لا يتحمل صلاة الشيعة، هو إنسان جاهل بعيد عن الثقافة. لما أننا كإيرانيين شعب له جذور ثقافية عريقة، فعلينا أن نجتنب الطائفية والعصبية الجاهلية.
وتابع فضيلته: أنا شخصيا أقف في وجه من لا يتحمل صلاة الشيعة، وكذلك أوصي المدراء من أهل السنة أن لا يمارسوا التمييز بين الشيعة والسنة. فيجب أن تكون لدينا رحابة الصدر وسعة الأفق.
وأشار خطيب أهل السنة في زاهدان، إلى الحرية المذهبية للأقليات في سائر البلاد الإسلامية قائلا: في تركيا يتمتع الشيعة وأتباع سائر الأديان والمذاهب بحرية كاملة في ممارسة معتقداتهم وشعائهم المذهبية. في رحلتي (قبل سنوات) إلى طاجيكستان، سألت الرئيس الطاجيكي عن أوضاع الأقليات؛ فقال في طاجيكستان تتمتع الأقليات بحرية تامة، وجميع الشعب من الشيعة والسنة واليهود وغيرهم الذين يعيشون في طاجيكستان تنظر إليهم بنظرة متساوية.

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات