“الحر” يسيطر على مواقع بحلب ودمشق

“الحر” يسيطر على مواقع بحلب ودمشق

قالت لجان التنسيق المحلية إن أكثر من 100 شخص قتلوا السبت في سوريا، في حين سيطر الجيش السوري الحر على مدرسة المشاة العسكرية في حلب كما يواصل حصاره مطار منغ العسكري التابع لـقوات النظام في المدينة. وبينما تتواصل المعارك في دمشق، أكد ناشطون فرار رئيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة أحمد جبريل من مخيم اليرموك وانشقاق الكثير من مقاتليه المؤيدين للنظام.
فقد أكد ناشطون أن الجيش الحر تمكن من فرض سيطرته تماما على مدرسة المشاة العسكرية، وأنه أسر خمسين عسكريا من قوات النظام، واستولى على عدد من المدرعات والآليات العسكرية، وذلك بعد حصار استمر 12 يوما.
وقال مراسل الجزيرة في حلب إن قوات النظام قصفت منطقة الشيخ نجار القريبة من المدرسة بعد سيطرة الجيش الحر عليها، وأكد ناشطون أن المدرسة درجت على قصف أحياء حلب بالمدفعية يوميا منذ عدة شهور.
وكانت موفدة الجزيرة إلى حلب مريم أوباييش قالت صباح السبت إن الجيش الحر تمهل في اقتحام المدرسة تجنبا لوقوع الكثير من القتلى بين صفوفه، وأنه أمهل ضباط وجنود النظام في المدرسة 24 ساعة للاستسلام أو الانشقاق.

حصار وتقدم
وفي الأثناء، يواصل الجيش الحر حصار مطار منغ العسكري شمال حلب بحسب الهيئة العامة للثورة، كما تستمر الاشتباكات في محيط مطار دير الزور العسكري.
وفي دمشق، أكد ناشطون أن رئيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة أحمد جبريل غادر منطقة مخيم اليرموك مع ابنه متوجها إلى مدينة طرطوس الساحلية التي تعد من معاقل أنصار النظام.
وقالوا إن الثوار تمكنوا بالتعاون مع كتيبة فلسطينية تدعى “لواء العاصفة” من السيطرة على حيي الزين والتقدم بالمخيم -الذي يقطنه عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين- بعد 12 يوما من الاشتباكات.
وبينما أنكر التلفزيون الرسمي سيطرة الثوار على الحي، قالت مصادر معارضة وفلسطينية إن عددا من الانشقاقات “النوعية” وقع في صفوف الجبهة أثناء القتال.
ومن جهة أخرى، قال مجلس قيادة الثورة في دمشق إن الثوار هاجموا حاجزا في قدسيا ودمروا دبابة في داريا، كما بث المجلس صورا لحصار إدارة المركبات.
أما شبكة شام فقالت إن المعارك تواصلت السبت في بلدتي زملكا وعربين وعلى طريق مطار دمشق الدولي، وكذلك في حي طريق السد ومخيم النازحين وبلدتي النعيمة ومحجة في درعا.

قصف وضحايا
في غضون ذلك، قالت لجان التنسيق المحلية إن أكثر من 100 شخص قتلوا السبت معظمهم في ريف دمشق وإدلب وحمص.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أن 13 سوريا أصيبوا خلال اشتباكات في بلادهم ونقلوا إلى مستشفى تركي للعلاج، وأن اثنين منهم توفيا.
وقد وثق مجلس قيادة الثورة في دمشق سقوط عشرات الجرحى جراء القصف على حيي الحجر الأسود والعسالي، كما تحدث عن استمرار القصف من مقرات الفرقة الرابعة في قدسيا على مناطق العاصمة الجنوبية.
وفي ريف دمشق، أكدت شبكة شام تواصل القصف على مدن وبلدات عقربا وبيت سحم وداريا ومعضمية الشام وشبعا وسقبا وكفربطنا ودوما وعربين والزبداني والسيدة زينب.
أما حمص فشهدت قصفا على حي دير بعلبة ومعظم أحيائها المحاصرة، في حين اتهم ناشطون قوات النظام بارتكاب “مجزرة” بمدينة الرستن عندما قصفت الطائرات المقاتلة أحياء سكنية وقتلت عائلة كاملة، كما تعرضت بلدات البويضة الشرقية وآبل وتلبيسة والقصير والغنطو لقصف جوي ومدفعي.
ووثقت شبكة شام قصفا على مواقع عدة، ومنها بلدات النعيمة وبصر الحرير ومحجة في درعا، وبلدات الناجية وفركيا والمغارة وفيلون في إدلب، وناحية كنسبا وبلدة العيدو باللاذقية، فضلا عن معظم أحياء مدينة دير الزور.

الإعلان عن تجمع للمنشقين عن الأسد
من جهة أخرى، أُعلن في عمّان اليوم السبت عن تأسيس “التجمع الوطني الحر” الذي يضم المنشقين عن مؤسسات الدولة في سوريا برئاسة رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب. وجاء في الإعلان أن التجمع الجديد سيعمل ضمن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية “الذي يهدف لإسقاط النظام السوري بكل رموزه”، كما ورد في بيان التأسيس.
وجاء في بيان تلاه عضوة البرلمان السوري المنشقة إخلاص بدوي في مؤتمر صحفي مقتضب في عمّان اليوم، أن التجمع الوطني الحر يضم “العاملين في مؤسسات الدولة السورية الذين رفضوا ما يتعرض له شعبنا من قبل النظام المستبد من قتل وتشريد وتدمير للمدن والبلدات والقرى والبنى التحتية في سوريا، ووقفوا مع ثورة شعبنا المظفرة”.
وأوضح أن تأسيس هذا التجمع الحر الذي سيكون مقره العاصمة القطرية الدوحة يهدف “للإسهام الفاعل في المشروع الوطني للمعارضة السورية بقيادة الائتلاف الوطني الذي نحن جزء منه ونعمل معه لإسقاط النظام بكامل رموزه وبناء الدولة الديمقراطية التعددية الحديثة؛ دولة المواطنة لجميع أبنائها، مؤكدين أن التنوع مصدر قوة وثراء”.
وأعلن البيان أن رؤية التجمع تكمن “في بناء مجتمع سوري موحد آمن محصن من الفوضى والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد، ونسعى إلى المساهمة في الحفاظ على مؤسسات الدولة المدنية وتقديم الدعم التقني والفني للقيام بدورها في تأمين احتياجات المواطن المختلفة وفي الحفاظ على ممتلكات الشعب وتعزيز تلاحمه. ونعمل على دعم ومساندة العاملين في الدولة المناصرين للثورة ليكونوا ضمانة حماية مؤسسات الدولة والسلم الأهلي حال سقوط النظام، وقد أصبح وشيكا”.
وأكد التجمع الوليد دعمه للجيش السوري الحر وقيادته الموحدة، “وننظر بإجلال وإكبار للدور المشرف الذي يقوم به في الدفاع عن ثورة شعبنا وإسقاط عصابة الإجرام والقتل والتدمير”، وفقا لما جاء في البيان.
وحيا بيان التجمع ما سماها “المواقف المشرفة للدول العربية الشقيقة وللدول الصديقة في دعمها لثورة الشعب السوري، ونقدر عاليا اعترافها بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري”.
يذكر أن التجمع ضم عشرات الشخصيات المدنية التي انشقت عن النظام السوري من معاوني وزراء ومديري دوائر ونواب في مجلس الشعب السوري. وضمت الاجتماعات التحضيرية للتجمع ثلاثين شخصية من بينهم أعضاء بارزون في الائتلاف الوطني السوري.

المصدر: الجزيرة.نت

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات