مليونية تأييد لمرسي و15 ديسمبر موعد لاستفتاء الدستور

مليونية تأييد لمرسي و15 ديسمبر موعد لاستفتاء الدستور

شهد محيط جامعة القاهرة والشوارع المحيطة حتى مساء أمس احتشاد أكثر من مليون مصري لتأييد الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي الشهر الماضي، ولمشروع الدستور الجديد الذي أعلن الاستفتاء عليه في 15 ديسمبر/كانون الأول الحالي. في المقابل تواصل اعتصام قوى سياسية متعددة في ميدان التحرير بقلب القاهرة مطالبين بإسقاط الإعلان الدستوري ورفضا لدعوة الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد.
كما شهدت الإسكندرية مظاهرات مؤيدة للإعلان الدستوري ومشروع الدستور الجديد. ووقعت في ساحة مسجد القائد إبراهيم مواجهات خفيفة بين مؤيدي الرئيس المصري وعدد من معارضيه الذين تجمعوا بأعداد أقل.
وتوافد مئات الآلاف من أنصار حزب الحرية والعدالة وحزب النور السلفي وقوى سياسية إلى ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة استجابة للتظاهر تحت شعار “مليونية الشرعية والشريعة”. وقدم المتظاهرون من محافظات عدة وامتلأت بهم الشوارع أمام جامعة القاهرة وصولا إلى ميدان الجيزة وإلى كوبري الجامعة.
وأعلن حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين أن “القوى الإسلامية والوطنية والثورية تنظم مليونيتين لإعلان تأييدها ودعمها للشرعية ولهوية الأمة ولرئيس الدولة المنتخب بإرادة شعبية”.
وقد توافدت الحشود المشاركة في المليونية الأولى على ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة، ومن ثم انضمت لها مسيرات أخرى انطلقت من أماكن مختلفة. وفي المساء نظمت الجماعة الإسلامية والدعوة السلفية وأنصار السنة المحمدية وأحزاب الحرية والعدالة والنور والبناء والتنمية مليونية ثانية تحمل عنوان “دعم الشرعية والشريعة” بساحة مسجد عمر مكرم بأسيوط بمشاركة محافظات أسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والوادي الجديد.
وبعد إعلان الرئيس مرسي موعد الاستفتاء ارتفعت هتافات التأييد لمرسي والدستور، كما أذيعت بصوت عال أغنية النصر المصرية الشهيرة “الله أكبر.. بسم الله بسم الله” في منطقة المظاهرة أمام جامعة القاهرة حيث أقيمت منصة كبيرة اعتلاها متحدثون أطلقوا بمكبرات صوت شعارات مؤيدة لمرسي ومناهضة لمعارضية خصوصا مؤسس حزب الدستور محمد البرادعي ومؤسس حركة التيار الشعبي حمدين صباحي.
رفعت أمام جامعة القاهرة لافتتان كبيرتان كتب عليهما “الشعب يريد تطبيق شرع الله” و”الشعب يؤيد قرارات الرئيس” وسط هتافات منها “الشعب قال قراره والشريعة اختياره” و”الشعب يريد تطهير الإعلام” و”يلا يا مرسي اضرب تاني .. لسه الزند ولسه تهاني”، في إشارة إلى رئيس نادي قضاة مصر أحمد الزند والقاضية في المحكمة الدستورية العليا تهاني الجبالي اللذين يعدهما الإسلاميون خصمين رئيسيين لهم.
كما هتفوا “البرادعي وحمدين .. أعداء الثورة ليوم الدين”.
في غضون ذلك هبطت طائرة مروحية مساء أمس السبت بمطار القاهرة بعد تصويرها فعاليات المظاهرة المؤيدة لمرسي.
وقالت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة إن الطائرة استأجرتها جماعة الإخوان المسلمين حيث سمح لطاقم تصوير من التلفزيون المصري بالتصوير أثناء رحلة الطائرة التي استغرقت حوالي 90 دقيقة قامت أثناءها بمتابعة فعاليات مليونية “دعم الشرعية والشريعة”.
وقد كثفت الأجهزة الأمنية المصرية في محافظة الجيزة استعداداتها لتأمين المنشآت العامة والسفارات بالمنطقة، ونشرت دوريات أمنية وجرى استدعاء ضباط وجنود من مصلحة الأحوال المدنية، وقطاع السجون، للمعاونة في تأمين منطقة التظاهر.

مرسي يحدد 15 ديسمبر لاستفتاء الدستور
من جهة أخرى، دعا الرئيس المصري محمد مرسي إلى استفتاء شعبي عام في 15 ديسمبر/كانون الأول الحالي على الدستور المصري الجديد الذي تسلمه مساء السبت من الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور، وأكد أن هذا الدستور سيكون لبنة جديدة لبناء النظام الديمقراطي في مصر.
وقال مرسي في كلمته أثناء احتفال بتسليم مسودة الدستور أقيم بمركز المؤتمرات الدولية بمدينة نصر في القاهرة “سأصدر قرارا اليوم بدعوة جموع الشعب المصري إلى الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد يوم السبت الموافق 15 ديسمبر 2012″، وأعرب عن أمله بأن يكون يوما جديدا من أيام مصر المستقرة.
وكان رئيس الجمعية التأسيسية حسام الغرياني قد قام بتسليم الرئيس مرسي المسودة النهائية لمشروع الدستور التي كانت قد أقرتها الجمعية فجر الجمعة، بعد التصويت على فقراتها في وقائع أستمرت نحو 20 ساعة متواصلة ونقلت مباشرة على التلفزيون.
وأشاد الرئيس مرسي بالطريقة التي عملت بها الجمعية التأسيسية في وضع الدستور، وقال إن المسودة قلصت صلاحيات رئيس الجمهورية، وجدد الدعوة لفتح حوار وطني جاد حول هموم الوطن بكل صراحة وتجرد لإنهاء المرحلة الانتقالية في أسرع وقت “بما يضمن حماية الديمقراطية الوليدة”.
وتعارض العديد من القوى السياسية الطريقة التي تشكلت بها الجمعية التأسيسية، وما زال العديد من أنصار هذه المعارضة يعتصم في ميدان التحرير احتجاجا على الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي، ولاحقا على تمرير مسودة الدستور.
وقال الرئيس المصري إن مصر فخورة بأجواء الحرية والديمقراطية التي عملت بها جمعية الدستور الذي يعد حلقة جديدة من نجاحات ثورة 25 يناير ولشهدائها ومصابيها، مؤكدا أنه “أيا كان رد الشعب المصري على الاستفتاء فإنه سيكون لبنة جديدة لبناء النظام الديمقراطي وممارسة للتعبير عن الرأي والمشاركة في صنع مستقبل مصر الكبيرة بأبناءها جميعا”.
وأشاد مرسي بالدور الذي قام به قضاة مصر في الإشراف على الانتخابات والاستفتاءات التي سبق إجراؤها “بكل حياد ونزاهة”، وكذلك دوره “الشجاع” عندما أعلن عن تزوير الانتخابات في النظام السابق، وقال إن القضاء المصري سيبقى حارس العدل وحامي الحريات ليصل كل حق إلى صاحبه.
من جهته، قال المستشار حسام الغرياني رئيس الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور في كلمته قبيل تسليم مشروع الدستور للرئيس المصري إن اللجنة عقدت 49 جلسة استغرقت أكثر من 240 ساعة، وتلقت أكثر من مليون تعليق عبر موقعها الإلكتروني وزعت على اللجان المختصة لفحصها.
وأضاف أن مشروع الدستور الذي يتكون من ديباجة وخمسة أبواب أعلى من قيم الديمقراطية والشورى والمواطنة، وأكد على سيادة الشعب واستقلال القضاء، كما نص على حقوق لم ينص عليها أي دستور سابق في مصر مثل حقوق المرأة والمعاقين وشهداء الثورة وأسرهم.
وأضاف الغرياني أن الدستور كفل حرية الرأي والإبداع وتكوين النقابات وحقوق أبناء مصر في الخارج، كما استحدث مجالس وهيئات رقابية.
وفي ختام كلمته دعا المستشار الغرياني الرئيس محمد مرسي إلى الإسراع بدعوة الشعب للاستفتاء لتحقيق الاستقرار، وقال إنه بموافقة المصريين على الدستور “تنتهي الفترة الانتقالية وتسقط جميع الإعلانات الدستورية وتجني الثورة المجيدة ثمار صبرها”.

المصدر: وكالات

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات