وفاة الشيخ “بايجان آخوند قزل” من كبار علماء السنّة في “كلستان”

وفاة الشيخ “بايجان آخوند قزل” من كبار علماء السنّة في “كلستان”

توفي الأستاذ الشيخ “بايجان آخوند قزل” من كبار علماء أهل السنة ومشائخهم في محافظة “كلستان” شمالي إيران، وأستاذ مدرسة “نعمان” الشرعية في “سيمين شهر”( كتوك)، بعد سنين من العمل الدعوي والتربوي، يوم السبت 22 من جمادى الأولى 1433 من الهجرة النبوية.
ولد رحمه الله سنة 1344 من الهجرة النبوية، في حوالي “آجي ياب” في مملكة “تركمانستان” في أسرة ملتزمة متدينة، وأنهى التعاليم الإبتدائية في مسقط رأسه حتى الصف السادس.
لم يبلغ الأستاذ “بايجان” الرشد حيث استشهد والده في السجن الشيوعي المضاد للدين، وهاجر رحمه الله إلى إيران في السادس عشر من عمره، عندما وصلت المضايقات السياسية والمذهبية للنظام الشيوعي وتضييق الخناق على المتدينين ذروتها، عملا بوصية عمه، وتلمذ سنتين ونصف في الكتّاب عند الأستاذ “ملا قره توماج”، ثم في التاسع عشر من عمره التحق رسميا بمدرسة “آخوند آباد” الشرعية (مراد بردي الحالية)، وانتفع من مجالس أساتذة كبار مثل “عطا آخوند (جراغ مغصم) جوغان” و الأستاذ “عزيز آخوند جوغان”، وكان الأستاتذة يعتنون به عناية خاصة.
تخرج رحمه الله في الواحد والثلاثين من عمره، ثم بعد أشهر سافر في حوالي سنة 1376 من الهجرة بدعوة الأستاذ “مشهد آخوند ايري” مؤسس مدرسة نعمان كتوك، وبإشارة أساتذته إلى قرية “كتوك” وتولى إدارة المدرسة المذكورة والتدريس فيها. واشتغل نحو خمسين سنة من ذلك الوقت في تربية التلاميذ وتكوين بيئة دينية روحية في المنطقة بين عامة الناس.
حياة “الشيخ بايجان آخوند قزل” رحمه الله كانت مليئة بالتقوى (نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا)، وكان نموذجا بارزا من السلف الصالح. البساطة، وقلة التكلف، والتواضع، والخشوع والإخلاص والربانية والانهماك في ذكر الله تعالى، والعبادة، والتلاوة، والأخلاق الحسنة والمجاهدة في سبيل الله تعالى وغيرها من الخصال الحميدة فيه كانت تعكس حياة الصحابة في أعين الزائرين.
واستمر رحمه الله في التربية والتعليم الديني إلى أن وافته المنية مساء يوم السبت 22 جمادى الأولى 1433 عن عمر يناهز 89  عاما، وشيع جثمانه إلى مأواه الأخير بحضور جم غفير من العلماء والشعب المؤمن، وأودع إلى مأواه الأخير.
إن موقع “سني أون لاين” إذ يعزي أسرة الفقيد وأهل العلم وعامة الناس في هذه المنطقة بهذا المصاب، يرجو علو الدرجات للفقد الراحل، ولأسرته الأجر الجزيل والصبر الجميل من الله تعالى.
اللهم اغفرله وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله، و وسع مُدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، و نقّه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات