اليوم :28 April 2024

الشيخ عبد الحميد: الإرهاب والعنف من نتائج الاستبداد، ولن ينتهيا بمقتل الأشخاص

الشيخ عبد الحميد: الإرهاب والعنف من نتائج الاستبداد، ولن ينتهيا بمقتل الأشخاص
molana_26أشار فضيلة الشيخ عبدالحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان في القسم الأخير من خطبة الجمعة التي ألقاها أمام عشرات الآلاف من المصلين في الجامع المكي، إلى حادث اغتيال أسامة بن لادن، قائلا: إن الحادث الأهم في الأسبوع المنصرم هو مقتل أسامة بن لادن، وقد احتفل الأمريكيون وآخرون في مناطق من العالم بمقتله، زاعمين بأن الإرهاب قد انتهى بموته.

واعتبر فضيلته هذه الاحتفالات والابتهاجات بمقتل بن لادن نتيجة قلة التفكير وخفة التعقل من جانبهم، قائلا: إن أكثر أصحاب السلطة لا عقل لهم. مع الأسف كثير من الذين يصلون إلى الحكم والسلطة، يفقتدون قوة التفكر والتعقل، والسبب أنهم يحسبون أنه لا يوجد أعقل منهم، وهذه قاعدة عامة أن أصحاب المناصب والسطلة يفتقدون التعقل والتدبر. فكان حريا بهؤلاء أن يفكروا – بدل الاحتفال والفرح – ما الذي  جاء ببن لادن، وما هي عوامل قيامه؟
مرة نرى أن إسرائيل تتهم جماعات في فلسطين ولبنان بالإرهاب والعنف، ومرة أخرى تُتّهم جماعات أخرى بالإرهاب في أفغانستان والعراق والبلاد الأخرى التي احتلها الغرب وهم يقولون نحن نجاهد ضد المحتلين الذين احتلوا بلادنا. ولكن السؤال الذي يجب أن يفكر فيه الجميع، هو أنه لماذا لجأت هذه الجماعات إلى العنف؟

الاستبداد أحد أهم أسباب العنف:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الاستبداد كأحد أهم أسباب العنف، قائلا: لو عاد أهل الدنيا قليلا إلى العقل وفكروا في أسباب الإرهاب وجذوره، يجدون أن جميع التيارات والحركات والمنظمات الإسلامية التي تُتّهم بالارهاب والتطرف، إنما لجأوا إليه نتيجة الظلم والاستبداد الذي واجهوه في حياتهم. عندما يمارَس الظلم ضد الشعوب وتستبدّ بهم، وتُهمل حقوقهم ويقال لهم عندنا قدرة، فلنا حق الاحتلال، والكلمة كلمتنا فحسب، ولا يسمع كلام المظلومين ومن غُصِب حقه، فعندئذ تنشأ تيارات تلجأ إلى العنف ورفع السلاح.
واستطرد فضيلته مشيرا إلى أن بمقتل بن لادن لا ينتهي العنف، قائلا: الهجمات الانتحارية والتطرف كلها نتيجة الاستبداد من الحكومات والأنظمة، ونتيجة عدم استماع كلام المظلومين والضعفاء؛ وبمقتل الأشخاص لن تنتهي هذه الظاهرة.
وخاطب فضيلته الغربيين والانظمة المستبدة، قائلا: لو قتلتم ألف بن لادن لن ينتهي الإرهاب والعنف، بل ينتهي القتال وتنتهي الهجمات الإنتحارية وغيرها من الظواهر إذا انتهى الاستبداد، وإذا سُمعت أصوات المظلومين والمضطهدين، وأن ينزل المتكبرون والمتغطرسون من غطرستهم وكبريائهم، وأن يسمع الرئيس الأمريكي صوت الشعب الفلسطيني، وأن تسمع الأنظمة المدعومة من الغرب في الشرق الأوسط أصوات شعوبها بدل قتلهم، وتبادرإلى التغيير، وتسمح بالحرية والانتقاد لشعوبها، فكان من الممكن حل مشكلة الإرهاب حينئذ من غير قتل أمثال أسامة بن لادن.

الأمريكيون لم ينصفوا الشعب الفلسطيني والشعوب المسلمة:
وأضاف إمام وخطيب أهل السنة: الأمريكيون يدّعون أن عندهم الحرية والدموقراطية، ولا شك أن في بلادهم حرية ونزاهة في الانتخابات، وحرية التعبير والرأي، فالفرق والمذاهب حرة في ممارسة طقوسهم، فيسمح ببناء المساجد ولا يمنعون أحدا من إقامة الصلاة؛ وفي “مسكو” عاصمة الروس الشيوعية الذين لا يعتقدون بالرب، قد بني عدد من المساجد في السنة الماضية، وهذا أمر مستحسن، ولكن الروس لم ينصفوا الشعب الشيشاني وغيره من الشعوب، وكذلك الأمريكان لم ينصفوا الشعب الفلسطيني والشعوب المسلمة المظلومة الأخرى بدعمهم للاحتلال الصهيوني والأنظمة الفاسدة التي تستبد في هذه البلاد، ولم يسمعوا كلام هذا الشعب المضطهد المظلوم، وهذا هو الاستبداد. وكذلك رؤساء الأنظمة العربية والإسلامية المستبدة التي لم تسمع كلام شعوبها في مصر وتونس واليمن وسوريا قد ابتلوا بمشكلات في بلادهم، فمثل هذه الأصوات التي لا تسمع تتبدل إلى الإرهاب، والإرهاب نتيجة للاستبداد، ولا ينتهي بموت الأشخاص ولا بقتلهم.
وتابع فضيلة الشيخ قائلا: أتوقع أن ينتهي الاستبداد في الشرق الأوسط، وإذا انتهى الاستبداد سوف تحل المشكلات؛ وأنصح الجميع أن يسمحوا بالانتقاد البنّاء، لأن المنع من الانتقاد يؤدي إلى الانفجار. فالانتقاد هو الشيء الوحيد الذي يخفف من الاستبداد، ويجب أن تكون هذه الانتقادت مفيدة وبناءة أيضا، ويتجنب من الاتهامات، وأن تكون انتقادات خالصة وصادقة، وأتوقع إن شاء الله أن الحرية إذا جاءت في البلاد الإسلامية، سوف يتخلى جميع من رفعوا السلاح عن أسلحتهم، ويجلسون في طاولة الحوار، وسيقود هذه البلاد من ينتخبهم الشعوب.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات