“علماء المسلمين” يدعو لوحدة المسلمين ضد المؤامرات الخارجية

“علماء المسلمين” يدعو لوحدة المسلمين ضد المؤامرات الخارجية
alettahad-muslimsأصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانا، أدان فيه الأوضاع العربية برمتها، وطالب بضرورة الحفاظ على الثوابت الفلسطينية وعدم الاعتراف بيهودية “إسرائيل”، كما دعا لضرورة العمل على وحدة السودان بالإضافة لتضافر جهود القوى الوطنية المخلصة بالعراق نحو اتجاه تحرير إرادة البلد من الآثار السلبية للاحتلال الأمريكي.

جاء ذلك خلال البيان الختامي للاجتماع الثاني لمجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين “الدورة الثالثة”، والذي عقد برئاسة فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي، في مدينة الدوحة خلال الفترة من 21 – 22 من ذي القعدة 1431هـ 29- 30 أكتوبر2010م.
وشارك في هذا الاجتماع ثلاثة و ثلاثون عضوا عالجوا فيه العديد من القضايا الإدارية والهيكلية وناقشوا عددا من قضايا ومشاكل العالم الإسلامي.
جدير بالذكر أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يضم أكثر من ألف عالم بصفتهم الشخصية بجانب 70 جمعية تضم 50 ألف عالم من علماء المسلمين.
ففي الشأن الفلسطيني، أكد البيان أن الاتحاد يتابع بقلق بالغ التطورات الأخيرة الجديدة الحاصلة في القضية الفلسطينية التي هي قضية الأمة المركزية، وهي الأخطر على مستقبلها، ويتمثل ذلك في موقف حكومة الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية من يهودية (دولة إسرائيل) بمعنى أن تلك الدولة وما تضمه من مناطق وأراضي هي وطن لليهود، الأمر الذي يعني إلغاء حق العودة، وتهديد وجود العرب الفلسطينيين، الذين بقوا تحت تلك الدولة منذ 1948م، كما يتضمن التسليم لما تدعيه الصهيونية من حق توراتي، وقد أضافت عليه الإدارة الأمريكية (اعتبار فلسطين هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي).
وندد البيان بما سماها “التنازلات العربية” التي تقدم للجانب الصهيوني، مشيدًا بالخطوات الإيجابية للقوافل الإنسانية التي وصلت وتصل إلى قطاع غزة.
ودعا الاتحاد، الإخوة الفلسطينيين إلى أن يرصوا صفوفهم ويوحدوا كلمتهم، ويتجاوزوا حالة التجزئة والانقسام إلى موقف موحد يحفظ الثوابت الفلسطينية مهما كانت كلفتها وفي مقدمتها تحرير كل فلسطين.
وفي الشأن السوداني، اعتبر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الخطر الكبير الذي يواجه الأمة العربية والإسلامية في الأشهر القليلة القادمة يتجسد في الهجمة الآثمة التي راحت تستفرد بالسودان لغرض فصل الجنوب عن الشمال، فلولا الدعم الخارجي لدعاة هذا الانفصال وما تمارسه الإدارة الأمريكية من ضغوط على حكومة السودان والدول العربية، لما تطور الوضع إلى ما وصل إليه.
ودعا الاتحاد إلى توحيد كل القوى الداعمة للوحدة داخليا وخارجيا، من أجل الحفاظ على وحدة السودان، ووصى بدعم ذلك من كل الدول العربية والأفريقية والإسلامية، وكل أحرار العالم. وقال: “علينا ألا نستسلم للأوهام التي يغذيها البعض بأن الدولة المنفصلة في الجنوب ستكون صديقة للعرب والمسلمين، وذلك من أجل تجنب وضع النقاط على الحروف، خوفا من إغضاب القوى العالمية المصرة على الانفصال والتجزئة”.
وفي الشأن العراقي، دعا الاتحاد إلى تضافر جهود القوى الوطنية المخلصة نحو اتجاه تحرير إرادة البلد من الآثار السلبية للاحتلال وتصفية أي ارتهان سياسي أو أمني أو اقتصادي أو عسكري لقوى التوسع والعدوان، ودعا جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى متابعة ما يقام من قضايا وملاحقات لكل من أثبتت الوثائق ضلوعه في جرائم بحق العراق والعراقيين وتشكيل لجان تحقيق مستقلة.
وفي الشأن اليمني، ندد الاتحاد بالتدخلات الأمريكية وغيرها تحت أي ذريعة، علما أن هذه التدخلات المغرضة تعزز قوى العنف والتطرف والغلو داخل اليمن وخارجه، التي تستمد شرعيتها من ادعاء مقاومة التدخل الأجنبي.
ودعا الاتحاد، الحكومة اليمنية والشعب اليمني المعروف بالحكمة إلى المصالحة والمشاركة الحقيقية الكاملة لجميع مكونات الشعب واحترام حقوق الجميع.
وفي الشأن الباكستاني، أعرب الاتحاد عن مخاوفه الشديدة من الوضع الذي تعيشه جمهورية باكستان  الإسلامية، من التدخلات الأمريكية والعسكرية الأمنية، بحجة ملاحقة الإرهاب، ومن الاندفاعات الداخلية، التي تحضر لصراعات أهلية، فضلا عن حالة الاضطراب الأمني الخطير، وما أفرزته الفيضانات من معاناة أليمة لملايين من أبناء هذا البلد وفقرائه ونسائه وأطفاله.
ودعا إلى الوقوف مع وحدة باكستان واستقلالها التام، ودعمها البرامج والمشاريع الوحدوية العلمية والعملية، وبرامج الإغاثة والمساندة للمتضررين، وإعادة التعمير، محذرًا من إثارة النعرات العرقية والطائفية بين مكونات الشعب الباكستاني.
وفي الإصلاح العام، رأى الاتحاد أن من مهماته الجليلة تصحيح الانحرافات الفكرية والسلوكية في العالم الإسلامي، وبذل الجهود الممكنة بكل الوسائل المتاحة في نشر الوسطية والاعتدال والوعي الرشيد والفهم السليم للشريعة، والالتزام بمحكماتها وقواطعها، وجمع المسلمين عليها حكاما ومحكومين، رجالا ونساء ، والتذكير بطاعة الله ورسوله في الشأن الفردي والجماعي والشعبي والحكومي، ودعوة المسلمين كافة إلى الالتزام بالعبادات التي هي مصدر سعادة وفوز، وبالأخلاق الكريمة التي تحفظ وحدة المجتمعات، وتمنح الروح الإيجابية، وتجعلها في مقام الأسوة والقدوة الكفيلة باستنهاض روح الأمة حضاريا وبمقاومة الضعف والهزيمة الداخلية للوصول إلى التغيير المطلوب في الأنفس والسلوك(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
وفي شأن الأقليات الإسلامية، أعرب الاتحاد عن قلقه من تنامي ظاهرة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا)، والأعمال العنصرية المتطرفة التي تستهدف القرآن الكريم، أو النبي العظيم صلى الله عليه وسلم، أو الوجود الإسلامي ومؤسساته، والمظاهر الإسلامية الأخلاقية في اللباس وغيره.
ودعا الاتحاد تلك الدول التي تقع فيها لأعمال العدوانية ضد الإسلام والمسلمين إلى تحقيق مبادئ العدل والمساواة والحرية التي تنادي بها، وعدم ازدواجية المعايير.
وفي الشأن الأفغاني، أكد الاتحاد أن موقفه الراسخ لمشكلة أفغانستان هو خروج الاحتلال من هذا البلد المسلم العزيز والمصالحة لجميع مكونات الشعب الأفغاني وأطيافه السياسية للوصول إلى حكومة وحدة وطنية.
وفي شان العدوان على أمهات المؤمنين، أعلن الاتحاد رفضه الشديد للأصوات المنكرة التي تقيم احتفالات السب والشتم لأصحاب النبي وأزواجه، وتحرض على الفتنة، وتؤسس لتمزيق نسيج الأمة وتعايش طوائفها، وتردد ما يقوله أعداء الإسلام عن تاريخ الإسلام ورجاله ورموزه.
وفي ختام البيان، حذر الاتحاد بشدة من إحياء فتنة الطائفية والمذهبية التي لا يستفيد من إثارتها إلا المشروع الصهيوني الأمريكي، والاتحاد إذ يحذر من هذه الفتنة يدعو بقوة إلى سد جميع الذرائع المؤدية إلى مثل هذه الفتن بالقول أو الفعل.

المصدر: الإسلام اليوم

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات