إدانة الإساءة إلى أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله تعالى عنها

إدانة الإساءة إلى أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله تعالى عنها
ommolmomninالحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد. قال الله تعالى: “النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم”.

لقد صرح القرآن الكريم في هذه الآية بأن أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم – وعائشة الصديقة بنت الصديقة واحدة منهن – أمهات لجميع المؤمنين في العالم، فأزواج الرسول صاحبات لسره، وهم من أهل بيت النبوة. والإساءة إلى واحدة منهن أو التطاول على واحدة في الحقيقة تطاول على  سيد المرسلين وإساءة إليه. وإلاساءة إلى الرسول العظيم تستنزل سخط الله وقهره على فاعلها.
وخص النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها بمزيد التكريم والتفضيل، فقد بشرها الله تعالى بأنها زوجته في الدنيا والآخرة ثلاث مرات قبل أن يتزوجها، وقال “فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام”، متفق عليه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام، قالت: قلت وعليه السلام ورحمة الله”، متفق عليه. ولم يتزوج بكرا غيرها، وكانت أحب خلق الله إليه صلى الله عليه وسلم، ومات في حجرها وحجرتها ويومها ودفن في بيتها.
وإن إيذاء أهل بيت الرسول وأزواجه اللاتي هن المصاديق البارزين لأهل البيت، في الحقيقة إيذاء للرسول الكريم، ومن يفعل ذلك فهذا التهديد الإلهي الموجود في الآية موجه إليه “إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا”.
لقد فجع المسلمون قبل أيام باحتفال آثم بث في قناة فضائية، أن رجلا يدعى بـ “ياسر الحبيب الكويتي” الذي  ينسب نفسه إلى الشيعة، أقام في بريطانيا جلسة سرور وفرح لذكرى وفات أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما، الصديقة بنت الصديق، وسبها ولعنها وصفها بالكفر وغيره من أفضع الأوصاف.
لا شك أن إقامة  مثل هذه الاحتفالات تضاعف  من المشكلات الموجودة بين المسلمين، وإنها تبطل جميع الجهود المبذولة في سبيل الوحدة والتقارب بين المسلمين، فإن الأمة لن تمر عن الإساءة إلى المقدسات الدينية والتطاول على الشخصيا ت المتفقة بين غالبية المسلمين مرور الكرام، وتكون سببا لإثارة الفتن والنزاعات وتدخل الأجانب.
ولكن من لا يرى احتراما لأزواج الرسول ولا يتجنب استعمال أفضع الأوصاف في شأنهن كيف يدعي الإسلام؟ وماذا يقول أعداء الإسلام وأعداء الرسول عليه الصلاة والسلام عندما يشاهدون مثل هذه الإحتفالات المليئة بالتهم والسب والإساءة إلى زوجة الرسول الكريم، خاصة إذا كان من يقيمها يدعى الإسلام ويدعى أنهم مسلمون؟  
والموقع الرسمي لأهل السنة والجماعة (سني أون لاين) إذ يدين هذا العمل القبيح المثير للفتنة يطالب بمعاقبة هؤلاء السفهاء بأشد العقوبات التي يستحقونها، إحقاقا للحق وقمعاً لمن تسول له نفسه الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أو إلى أحد أزواجه أو أصحابة. كما يطالب من الحكومات الإسلامية والعلماء والمرجعيات الدينية وجميع المؤسسات الإسلامية أن تقوم بالواجب عليها للدفاع عن هذا الدين وشخصياته، فإن الأوضاع التي يعيشها الأمة المسلمة والأزمات العديدة التي تمر بها لا تخفى على ذي لب.  
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات