اليوم :20 April 2024

الشيخ عبد الحميد: حفلتنا دينية وليست سياسية ومدارسنا الدينية ليست خطرا على النظام ولا حاجة إلى تنظيمها من قِبَل الحكومة

الشيخ عبد الحميد: حفلتنا دينية وليست سياسية ومدارسنا الدينية ليست خطرا على النظام ولا حاجة إلى تنظيمها من قِبَل الحكومة
molana-khatm89تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في زاهدان ورئيس جامعة دارالعلوم زاهدان في خطبة ألقاها في نهاية الحفلة السنوية بمناسبة تكريم خريجي جامعة دار العلوم مساء الخميس أمام عشرات الآلاف من المشاركين الذين وفدوا من مختلف أنحاء البلاد، إلى سبب الاختصار في وقت هذه الحفلة قائلا: لقد اضطررنا نتيجة بعض المشاكل أن نعقد هذه الحفلة في يوم واحد، وكان همنا الوحيد أن لا يكون حضور كبير من قبل الشعب، ولكني أبارك همتكم السامية وهذا الحضور المكثف الذي شرفتمونا به.

وأضاف فضيلة الشيخ مشيرا إلى ماهية هذه الحفلة وأهميتها قائلا: إن هذه الحفلة حفلة ثقافية ودينية وليست حفلة سياسية، فالحفلات السياسية تتخذ في نهايتها القرارات والمواقف، وتعرض فيها المطالب السياسية، ولا تتخذ في هذه الحفلات قرارات سياسية ولم نقدم مطالب سياسية. فهذا الإحتفال احتفال شعبي ديني تقدم فيها المواعظ والنصائح والخطب الدينية والمسائل الإجتماعية الأخلاقية، وهي سبب للخير، وقد أكدت على هذه المسئلة في السنوات الماضية أيضا وطمأنت بها المسؤولين.
وتابع فضيلة الشيخ مشيرا إلى بعض التهم الواهية إلى أهل السنة والجماعة قائلا: بعض المتطرفيين الانتهازيين يتهموننا بالوهابية. إننا أهل السنة، شاء من شاء وأبى من أبى. وإننا لسنا إنفصاليين، فإننا كما نفتخر بالدين الإسلامي نفتخر بالمحافظة على حدود وسيادة البلاد، ولسنا طائفيين ولا نحب إثارة النعرات الطائفية. وإن كان بعض السنة لهم مواقف غير مواقفنا فنحن لسنا مسؤولين عن مواقفهم.
وأضاف فضيلة الشيخ إلى أهمية مراكز السنة الدينية ومدارسها قائلا: إن هذه المدراس كما يزعم بعض المتطرفين ليست خطرا لا على النظام ولا على الشيعة. وهذه الجلسات الدينية التي تعقد لتكريم المتخرجين من الطلبة ليست خطرا لأحد. إننا نعقد هذه الجلسات لأننا نعتقد أن العلم وأهل العلم يجب أن يكرموا، فإن العزة تحصل بالعلم والدين، وإننا نبتغي هذه العزة الإلهية لا العزة المادية الكاذبة. نحن نطلب عزة الدنيا والآخرة وإننا نشعر بالمسؤولية تجاه شعبنا وسائر مناطق السنة في إيران، ونشعر بأنه لابد من القيام بالمسؤولية التي أمرنا بها الشريعة تجاه إخواننا من أهل السنة.
وتابع فضيلة الشيخ مؤسفا على منع الوفدين المدعوين من سوريا وماليزيا من الحضور في هذه الحفلة قائلا: قد تأسفنا كثيرا على أن ضيوفنا المدعوين من سوريا وماليزيا لم يستطيعوا الحضور في حفلتنا ولم يستطيعوا المجيء إلى زاهدان. نرجوا أن يتحملنا المسؤولون. فإن معظم المدعوين الذين قدموا إلى هذه الحفلة في السنوات الماضية تغيرت وجهة نظرهم بالنسبة إلى إيران.
وأعرب فضيلة الشيخ أيضا عن أسفه من منع بعض شخصيات ورموز السنة وعامة الناس في مختلف المناطق من الحضور في الحفل المذكور قائلا: إنني إذ أعرب أن أسفي من منع بعض إخواننا الذين كان من المقرر أن نستمع إلى كلماتهم في هذه الحفلة، أعلن بصراحة تامة أن علاقة المجتمع السني وعلاقات بعضهم مع بعض، ليست ضررا للنظام ولا للمذهب الشيعي، ولا توجد أي خسارة ولا خطر على النظام في علاقاتنا وروابطنا مع المجتمعات السنية في الداخل والخارج.
وأضاف فضيلة الشيخ مشيرا إلى بعض التهم التي تنشر في الجرائد قائلا: رأيت في جريدة نشرت أنه سوف يعقد أكبر اجتماع للوهابية في شرق البلاد، مرة نُتّهَم بالوهابية، وأخرى تعرض علينا قضية قرار تنظيم المدراس الدينية، وأخرى نتهم بوصمة أخرى. أقول لأصحاب هذا القرار كما أكدت في الماضي أن مدارسنا الدينية ليست خطرا على أحد وهي منظمة ولا حاجة إلى تخطيطها وتنظيمها من قِبَلكم. إعلموا أننا مستعدون للصبر على الجوع والمسكنة ولكننا لا نريد أن تدفع نفقات مدارسنا الحكومة وتتدخل فيها.
وأضاف فضيلة الشيخ: إن أردتم الخدمة لأهل السنة، فنرجوا أن توظفوا أبنائهم في الشرطة والقوات المسلحة واستخدموا خريجي الجامعات من أبناء السنة في الدوائر ليخدموا جنبا إلى مواطنيهم من الشيعة، ويقوموا بالدفاع لسيادة أراضي البلاد كما قاموا بهذه المهمة في الماضي.
واستطرد قائلا: قد تابعنا هذه القضية مرارا، ولكن منذ أكثر من ثلاثين سنة من هذه الثورة لم يوظف أهل السنة في المناصب الحكومية العليا ، وإن نصيب استخدامهم في الدوائر الحكومية في المناطق التي يشكلون الأغلبية فيها ضيئلة جدا، ونطالب من المسؤولين هذه الفرصة للخدمة، فإننا مواطنون إيرانيون، ومع احترامي لجميع الشعوب إننا لسنا باكستانيين ولا أفاغنة، والتاريخ شاهد على أن أبائنا حاربوا الإنكليز للدفاع عن هذه الحدود ونحن ورثة هذه المناطق، لأجل ذلك نطالب بالتوازن والعدل في قضية التوظيف وتولية المناصب بين أبناء الوطن الواحد.
وأضاف فضيلة الشيخ مؤكدا: إن منهجنا منهج معتدل وصحيح وإننا لسنا كما يصفنا المتطرفون، ورجائي من المسئولين أن لا ينصتوا لتقارير العناصر المتطرفة عنا، بل يجب أن يكونوا وراء العدل وتفيذه بين الرعية، فإن العدل ضروري لتوطيد دعائم النظام وتثبيته، ونحن من رعيتكم.
وأضاف فضیلة الشیخ قائلا: إن طريقنا طريق المنطق والعقلانية وسنمضي على هذا المنهج في حياتنا، وقد أكد جميع العلماء على الأمن ونرجوا من سماحة مرشد الثورة أن يتدخل بنفسه لحل مشكلات أهل السنة، ونعتقد أن هناك مشكلات لا يقدر رئيس الجمهور ولا مجلس الشورى على حلها، بل لا يمكن حلها إلا من قبل قائد الثورة، ونحن من أتباع ومواطني هذه المملكة ومن حقنا أن نطرح مطالبنا على قائد الثورة.
وقال فضيلة الشيخ في نهاية خطبته مخاطبا الجميع: إن وصيتي للجميع  خاصة أهل العلم أن يتابعوا قضاياهم وحقوقهم من طرقها المشروعة بالمنطق والعقلانية والاعتدال، ويتجنبوا الطرق المثيرة للتفرقة، والمشاعر والشعارات الفارغة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات