فضيلة الشيخ أحمد: الوحدة لا تتحقق بغير الاحترام إلى المقدسات

فضيلة الشيخ أحمد: الوحدة لا تتحقق بغير الاحترام إلى المقدسات
molanaahmadألقى فضيلة الشيخ أحمد (نائب فضيلة الشيخ عبد الحميد في الشؤون الإدارية بجامعة دار العلوم) خطبة هذه الجمعة في الجامع المكي في مدينة زاهدان نيابة عن فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في زاهدان، حيث كان سماحة الشيخ في رحلة إلى مدينة “جابهار” الواقعة في جنوب محافظة سيستان وبلوشستان.

قال فضيلة الشيخ أحمد في خطبته: إن من علائم الإيمان المقبول والحقيقي، محبة الصحابة رضي الله عنهم. الصحابة كانوا أمناء هذه الأمة في تبليغ رسالة النبي إلى الآخرين. وبجهودهم وصل الدين إلى الأجيال القادمة، ولا ينبغى التطاول عليهم بأي شكل من الأشكال. وعلى التلفزيون أن لا يجرح ببث برامج مسيئة إلى مقدسات أهل السنة والجماعة قلوب هذه الطبقة العظيمة من المجتمع.
واعتبر فضيلة الشيخ أحمد في خطبة الجمعة محبة الصحابة من معايير الإيمان الصادقة قائلا: الصحابة أفضل خلق الله بعد الرسل، وإن أكبر ولي من أولياء الله لا يساوي أدنى صحابي مكانة. وقد حذر الرسول صلى الله من اتخاذ أصحابه غرضا وهدفا للكلمات المسيئة والموهنة. فقال صلى الله عليه وسلم: “الله الله في أصحابي لا تتخذوهم من بعدي غرضا فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم”.
وقال خطيب الجمعة: إن وحدة الأمة الإسلامية التي هي سر بقاء هذه الأمة لن تتحقق من غير الاحترام إلى المقدسات والمعتقدات الدينية. فعلى المسلم السني أن لا تنطلق لسانه بما يجرح مشاعر الشيعة. كما أن على الشيعي أن لا يتحدث بما فيه إساءة إلى معتقدات أهل السنة والجماعة. ومن فعل مثل هذه الأعمال فقد ارتكب خيانة في حق الإسلام، ولم يخدم الإسلام في الحقيقة.
وأضاف قائلا: إن التلفزيون الذي هو في الواقع لسان الدولة والحكومة والذي يشارك فيه جميع الشعب ينبغي أن يكف عن بث ما فيه إساءة إلى مقسات أهل السنة.
فلو وجهت التهم إلى الصحابة وأحيطت شخصياتهم بالشبه فماذا يبقى لنا من الدين إذن؟! لأن الصحابة كانوا حملة هذا الدين. فإن استهدفوا فقد استهدف الدين، وتعرض أساس الإسلام للخطر. فالذين يتطاولون عليهم ماذا يكون جوابهم أمام الله يوم القيمة؟ إننا نطالب الإذاعة أن تكف من بث هذه البرامج وتنتهي عن الإساءة إلى صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام.
وتابع الشيخ أحمد: دائما يتأكد في مؤتمرات الوحدة على عدم الإساءة إلى الصحابة ومقدسات أهل السنة، ولكن مع ذلك نشهد الإساءات، فعلى الجميع أن يراعوا أصول الوحدة والتعايش السلمي والاحترام المتقابل.
و تطرق سماحة الشيخ في القسم الآخر من الخطبة إلى بيان صفات ومعايير أهل الإيمان قائلا: هناك مقاييس وموازين في العالم لموازنة ومقايسة الأشياء جيدا، ومعايير لمعرفة الحق من الباطل والإدعاء من الحقيقة. كذلك هناك لمعرفة الإيمان الحقيقي أيضا موازين ومعايير في الكتاب والسنة، حيث بها يعرف الإيمان الحقيقي من غيره.
قال الله تعالى: “إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون”. فأول علامة للإيمان أن في قلب المؤمن خوف وخشية عند ذكر الله؛ فهو يذكر الله دائما ويهتز قلبه من خوف الله، ولا يرتكب المعصية، ويشمئز قلبه من الذنوب والمعاصي، وهو متسارع إلى فعل الخيرات والحسنات. ورد في الحديث الشريف “إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن”.
والمعيار الثاني للإيمان، التأثر من آيات الله والخضوع أمام أحكام الله. قال الله تعالى: “وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا”. إن الخلفاء الراشدين والعشرة المبشرة وأم المؤمنين عائشة الصديقة وفاطمة الزهراء قد وصلوا إلى مرتبة التوكل على الله بقوة إيمانهم فأصبحوا أسوة لجميعنا.  قال الله تعالى: “وعلى ربهم يتوكلون”.
وأشار فضيلة الشيخ بقراءة حديث إلى بيان علائم الإيمان قائلا: قال معاذ بن جبل يا نبي الله أي الإيمان أفضل؟ قال: “تحب لله و تبغض لله و تعمل لسانك بذكر الله”. قال: و ماذا مع ذلك يا نبي الله؟ قال: “تحب للناس ما تحب لنفسك و تكره للناس ما تكره لنفسك”.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات