الشيخ عبد الحميد : بقاء الحكومة في مشاركة المؤهلين من جميع الطوائف والأقوام في إدارة البلاد

الشيخ عبد الحميد : بقاء الحكومة في مشاركة المؤهلين من جميع الطوائف والأقوام في إدارة البلاد
molana-hamayeshتطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد رئيس جامعة دارالعلوم في مدينة زاهدان في خطبة ألقاها في حفلة الطلبة الجامعيين السنة من مختلف الجامعات الإيرانية إلى ذكر مصاديق من حياة الرسول والصحابة رضي الله عنهم قائلا: لتكن حياتهم المليئة بالخير والبركة أسوة لجميع المسلمين، ولا أحد يقدر على تقديم نماذج أكمل من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وأضاف فضيلة الشيخ:  مع الأسف يحاول البعض  في بلادنا بعد الحوادث التي تلت الانتخابات الرئاسية إلى تشبيه الاختلافات الحزبية والسياسية  بمشاجرات الصحابة في الجمل وصفين، ولا شك أنه لا يجدر ولا يصلح أحد من علماء الشيعة ولا من علماء السنة ليقاس بطلحة والزبير والخلفاء الراشدين وأهل البيت رضي الله عنهم. وليشبه من أراد التشبيه الاختلافات المعاصرة بنماذج تاريخية، ويتجنب من التشبيه بأناس أتقياء كانوا أول تلامذة الحضارة الإسلامية ونالوا شرف صحبة النبي عليه الصلاة والسلام، وتربوا على يديه، ولم يشهد التاريخ مثالهم في الماضى ولن يشهد أمثالهم في المستقبل.
وحرّض سماحته الطلبة على مزيد من السعي والمجاهدة في سبيل العلم قائلا: على الطلبة أن لا يكتفوا بشهادات البكالوريوس والماجستير، بل يسعوا لحصول التخصصات في العلوم المختلفة ويكونوا أصحاب ابتكار وابداعات ويحلوا مشاكل الشعب والدولة بتقديم آراء بناءة ومفيدة.
واستطرد فضيلة الشيخ مؤكدا على عدم تفكك عنصرَي العلم والدين: لابد من التضحية وبذل الجهود لأجل كسب العلم ولا نغفل بجانب ذلك من العنصر الأساسي والهام وهو الهدي، لنستطيع المحافظة على القيم ونكون أتباعا صادقين للنبي صلى الله عليه وسلم ونتقدم في التدين بتمسكنا بالقرآن الكريم الذي هو أكمل وأجمع كتاب في الوجود. ولا يوجد عالم يستغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن علوم النبوة. وإن أشاع الصليبيون وأعداء الأمة في وسائل الإعلام شبهات حول هذه الشخصية العظيمة، لكن الحقيقة أن حياة هذه الشخصية كانت حياة مثالية ونزيهة عن جميع هذه الشبهات.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى حقوق أهل السنة في إيران، قائلا: قد أكدنا مرارا على أننا إيرانيون، وإيران بلدنا، ونقصد الخير والشفقة لجميع البشر. وقد أمرنا الإسلام بإحسان التعامل مع الحيوانات أيضا فضلا عن الإنسان وأمرنا أيضا بمراعاة  حقوقهم. فأقول مؤكدا أننا نشعر بالأخوة من البعد الديني والوطني، كلنا مسلمون وكلنا إخوة ولا نضيع هذه الأخوة، وكل من يعيش في إيران إلى أي دين أو مذهب كان ينتمي نعتبره إخوة مواطنين. فالإسلام الذي هو الدين الرسمي في البلاد وكذلك  الدستور يعطينا حق المساواة مع الآخرين في الحقوق.  
وأضاف فضيلة الشيخ: بناء على المواثيق الدولية التي تعد إيران من الموقعين عليها وكذلك نظرا إلى الشريعة الإسلامية، فإن جميع المواطنين لهم حقوق.  ولتحترم هذه الحقوق والحريات الدينية والثقافية وتنفذ العدالة في البلاد.
لابد أن تكون القوميات والمذاهب المختلفة واتباع الديانات المتعددة التي تعيش في إيران مع الثقافات وتقاليدهم الخاصة بهم موضع احترام ومتساويين في نظر الدستور، فالإسلام لم يحارب الثقافات والعادات بل أصلحها، واحتفظ باللغات والثقافات والتقاليد الحسنة. ولم يكلف الإسلام أتباعه بالتكلم باللغة العربية التي هي لغة النبي صلى الله عليه وسلم. ونسعى في إنقاذ اللغات والثقافات المحلية من الضياع.
وأضاف فضيلة الشيخ: لا محل للإكراه في الإسلام، وأتباع المذاهب المختلفة أحرار في العمل على فقه مذاهبهم وممارسة تعليم وتربية أتباع ذلك المذهب بفقههم الذي ينتهجونه. ولتحافظ على الحرية المذهبية التي صرحت بها الدستور لأهل السنة. فلا يرى الدستور بأسا ولا مشكلا في تأسيس المسجد أو المدرسة. يجب أن لا تكون هناك موانع ولا مشكلات في إقامة صلاة الجمعة في طهران وغيرها من مدن إيران. لكن مع الأسف يحاول مجموعة من المتطرفين فرض آرائهم وضم الجميع في مذهب واحد.
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: لا يمكن التقدم والعمل الناجح في بلادنا بجناح سياسي واحد أو بحزب سياسي واحد، بل نعتقد أن سر نجاح النظام وبقائه في مشاركة جميع الأقوام و الأحزاب والجماعات مع تنوع مذاهبهم وآرائهم. ولتكن الأهلية والتخصصات هي أساس الاستخدام والتوظيف.
وأضاف الشيخ: إن هذه هي الطرق المعقولة  للخروج عن المعضلات، ولست أطرحها لأهداف أو لمنافع ذاتية، وإنما أقولها لاستخدام النخب والمؤهلين من أبناء أهل السنة في إدارة البلاد، وهي من معضلات أهل السنة والجماعة. وأتتعجب لماذا يتضايق البعض بهذه النصائح، وفيها صلاح البلاد والنظام. وقد انصرم عهد والملوكية، فلابد من حل قضية توظيف أهل السنة وتوليهم المناصب العليا التي أبعدوا عنها منذ أكثر من ثلاثين سنة، إضافة إلى أن حظهم  في التوظيف الإقليمي كان قليلا جدا، ليشعر أولادنا بمستقبل لامع لأنفسهم. وإن الأخوة تتطلب أن يعامل المسؤلون مع هذه القضية بسعة الأفق ولينصرفوا من إعمال القوانين التي لم تدون بعد، والتي تمنع من مشاركة أهل السنة والجماعة في الدوائر الحكومية وقوات الشرطة.
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: أهل السنة والجماعة في إيران بريئون من الإفراط والتفريط وأعلنوا برائتهم مرارا عن الافراط والتفريط، ولسنا نرضى بالتشدد، وقد كنا ندينه دائما ونعتقد بالعمل على مواد الدستور و متابعة حقوقنا من طرقها المشروعة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات