اليوم :30 April 2024

الشيخ عبد الحميد: انضمام الشعب إلى الثورة كان لأجل الحصول على الحرية والعدل

الشيخ عبد الحميد: انضمام الشعب إلى الثورة كان لأجل الحصول على الحرية والعدل
molana25قال فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في مدينة زاهدان في خطبة هذه الجمعة مشيرا إلى أهداف الثورة التي كانت لها دورأساسي في انتصارها سنة 1979م : انتصرت هذه الثورة سنة 1979م، نتيجة مساندة الشعب الإيراني بمختلف طبقاته وطوائفه لها، فقام الشعب بدعمها عندما رأوا تلك الأهداف السامية  التي كانت تدعو إليها الثورة مثل الحرية للجميع والاستقلال وتنفيذ العدل.

وأضاف قائلا: إن الحرية والاستقلال لهما قيمة ثمينة لدى الشعوب الحرة التي تفضل العيش الحر وتسعى للوصول إليه وتطالب به، وهي في الواقع من خصائص الإنسان أنه يحب الحرية في حياته، وهذه الحرية للجميع كانت من أهم  أهداف الثورة، وعندما لا يستطيع الإنسان على أن يظهر ما في ضميره ولا يستطيع أن ينشر مقاله أو رأيه، فعندئذ يشعر بالعبودية والذل ويشعر أنه مسلوب الحرية.
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: إن هذه الأهداف السامية والثمينة كانت مطروحة في أيام الثورة، ولم تكن هذه الحرية التي دعت إليها الثورة لجماعة معينة ولا لفكرة خاصة ولا لقومية خاصة، بل كانت للجميع، وكانت لها معنى عاما شاملا، بأن تعم الجميع ويملكها كل شخص إلى أي حزب أو جماعة كان ينتمي، وأن يملكها الموافق والمعارض في إطارالشريعة.
وأضاف الشيخ عبد الحميد: لقد هتف الشعب لانتصار الثورة لأجل إزالة التمييزات ومكافحتها، ولأجل تثبيت دعائم العدل الذي هو من أهم أهداف بعثة الرسل والأنبياء، فقال الله تعالى: “ليقوم الناس بالقسط”. وقد دعا الأنبياء أممهم إلى مراعاة العدل في جميع شعب حياتهم.
وتابع فضيلة الشيخ قائلا: إنما ساند الشعب الثورة حتى انتصارها لأن أنظارهم كانت ممتدة نحو هذه القيم العالية من العدل والأخوة والحرية ولأجل أن يملكوا مصير إدارة بلادهم بأنفسهم وينتزعوها من أيدي الأجانب وتدخلاتهم فعندئذ تحققت الثورة وانتصرت بقوة الشعب وإرادتهم.
واستطردا سماحة الشيخ  مشيرا إلى ضرورة الحرية لكافة الفرق والطوائف من الشعب الإيراني: ما يريده الشعب اليوم هي تلك الأهداف التي لأجلها تحققت ثورتهم، وأن تكون هذه الحرية للجميع، فتكون لأهل السنة والجماعة نفس الحرية التي تكون للشيعة. فإذا أراد أبناء السنة والجماعة مثلا إقامة الجمع والأعياد في أي ناحية من البلاد، أو أرادوا تأسيس مراكز تعليمية   ليعلموا فيها أولادهم الأمور التعليمية والتربوية، فمن حقهم أن يملكوا الحرية التامة في كل ذلك  ولا يشعروا بصعوبات ومشكلات في سبيل ذلك. ويجب أن تبلغ هذه الحرية إلى درجة يتمكن المخالف أيضا من بيان وجهات نظره بسهولة  وهي الحرية المطلوبة في الإسلام.
وأضاف سماحته في بيان أهداف الثورة قائلا:  كانت من أهداف الثورة أيضا تنفيذ العدل وإزالة التمييزات من المجتمع، وليس العدل في الاسلام للمسلمين أو لجماعة خاصة منهم، بل يعم المؤمن والكافرأيضا، فكان اليهود وأصحاب الديانات الأخرى يتمتعون بالعدل في ظل الخلافة الإسلامية الراشدة. أما المعترض أو المنتقد فقد أعطاه الإسلام الحرية ليطلق آرائه ووجهات نظره، فإن كان حقا ما يقوله فتجب المبادرة إلى الإصلاح والتغيير.
وتابع فضيلة الشيخ قائلا: إن الشعب قام بنصرة الثورة ومساندتها رجاء تحقق هذه الأهداف، وهم اليوم يطالبون بتفقد هذه الأهداف وتحقيقها. فنرجوا أن تتفقد هذه الأهداف التي نحن بأمس حاجة إليها في أيام ذكرى الثورة وهي من القضايا التي تتطلب المزيد من الاهتمام والاعتناء، فلابد من السعي نحو تنفيذ ها، ولا بد من تنفيذ الدستور بكافة مواده، فالحرية والعدل والمساواة من القيم التي لأجلها ضحى الآلاف من أبناء شعبنا بأنفسهم.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد مشيرا إلى مسيرة يوم الخميس في كافة مدن إيران بمناسبة الذكرى الـ31 للثورة، أعتقد أن مثل هذه المسيرات التي تعتبر مسيرات وطنية يحضرها مختلف طبقات الشعب من كافة الجماعات والطوائف والأحزاب ويحضرها المعارض والمؤيد. فيجب أن تكون الهتافات أو الشعارات التي تطلق فيها هتافات وطنية وتتجنب عن إطلاق الهتافات الحزبية والتي لصالح جماعة معينة أو حزب خاص. فالحفلات الوطنية إن روعيت فيها المنافع لصالح حزب أو فئة، تكون ذلك سببا لطرد قسم كبير من أبناء الشعب من هذه الحفلات الوطنية.
نظرا إلى ما جرت على ألسنة كثير من الخطباء و كذلك المحاضرين في التلفزيون الإيراني بعد الحوادث التي أعقبت الانتخابات الأخيرة من تشبيه المعارضة بأحد طرفي النزاع في حادثة “جمل” التي كان بين سيدنا علي بن أبي طالب من ناحية وطلحة والزبيررضي الله عنهم أجمعين من ناحية أخرى، فتطرق سماحة الشيخ في خطبة هذ الأسبوع  إلى هذا القياس الباطل قائلا: إن تشبيه أناس في القرن الرابع عشر الهجري بجيل تربوا على يد الرسول صلى الله عليه وسلم وتلمذوا عليه وهم السابقون في الإيمان به قياس بعيد عن العقل والمنطق.
فطلحة والزبيررضي الله عنهما وغيرهم من الصحابة والقرابة للنبي صلى الله عليه وسلم ليسوا خريجوا الحوزات العمية في “قم” أو “زاهدان”، بل إنهم تلامذة سيد المرسلين وصحابة إمام  الأنبياء. ولا أحد يملك الصلاحية والجدارة من أن يشبه بهم، ولا يعقل أبدا تشبيه أحد منا  بعلي بن أبي طالب ولا بطلحة ولا بالزبير ولا بغيرهم من صحابة الرسول رضي الله عنهم .
ولو اجتمعت علماء السنة والشيعة كلهم لا يستوون وغبار وطئه رجل صحابي، فإنهم كانوا أناس مطهرين، رباهم الرسول وزكاهم. وأما ما نقلت إلينا من مشاجراتهم فهي كانت منبعثة من اجتهاداتهم ولم تكن على أساس الحق والباطل، لأن الصحابة كلهم كانوا معايير للحق، وإنما كانت خلافاتهم على أساس الخطأ والصواب. ولم تكن أيضا هذه الخلافات  ناشئة من  حبهم للجاه والمنصب أو الشهوات وغيرها من الأهداف المادية الدنيئة. فيجب أن نجتنب من تشبيه المخالفين أو المعارضين بقوم قيل  عنهم “خير هذه الأمة قلوباً، وأعمقهم علماً، وأقلهم تكلفاً، اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه ونقل دينه”، وكذلك ليتجنب التلفزيون الإيراني من الإساءة إلى الصحابة واستضافة من يتعرض لهم بالسب والاستخفاف.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات