اليوم :30 April 2024

الخطوة الأولى لإصلاح المجتمع هي إصلاح الفرد

الخطوة الأولى لإصلاح المجتمع هي إصلاح الفرد
molanaahmadكان فضيلة الشيخ عبد الحميد حفظه الله في رحلة دعوية في مناطق من بلوشستان، وألقى خطبة الجمعة في الجامع المكي فضيلة الشيخ أحمد نائب الشيخ عبد الحميد في الشؤون الإدارية بجامعة دار العلوم زاهدان.

تطرق سماحة الشيخ أحمد في خطبته إلى توضيح آية “يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ” قائلا: إن الله تعالى ذكرنا في هذه الآيات بأننا عندما آمنا بالله فكأننا أعطينا الله الميثاق والعهد.
وأضاف فضيلته قائلا: قال الله تعالى “إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا” أي لو اخترتم تقوى الله عزوجل نيسر لكم معرفة الصراط المستقيم ومعرفة الحق. كما أن اللوحات المنصوبة على جانبي الطريق تحدد جهة الحركة  للماشي، فإن تقوى الله عزوجل ترشدنا السبيل الموصل إلى الله عزوجل. والأجر الثاني للتقوى، هو إعفاء الخطايا والزلات والتقصيرات. قال الله تعالى” ويكفر عنكم سيئاتكم”. والأجر الثالث للتقوى مغفرة الذنوب. قال الله عزوجل “ويغفرلكم والله ذو الفضل العظيم”.
وتابع فضيلة الشيخ قائلا: إن سيدنا عبد الله بن عباس الذي كان ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وضع مرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءا فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله “اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل”، فأعطاه الله تعالى استجابة لدعاء الرسول له علم الدين وفهم القرآن الكريم، حيث اشتهر في الأمة برئيس المفسرين. وكان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدخله في مجلس مشائخ الصحابة.
عن ابن عباس قال : كان عمر يدخلنى مع أشياخ بدر ، فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال : لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله ؟ فقال : إنه من علمتم ! ا فدعاني ذات يوم فأدخلني معهم – قال فما رأيت أنه دعاني إلا ليريهم – يعني مكانتي العلمية – فقال عمر : مَا تَقُولُونَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ أُمِرْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ إِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا وَسَكَتَ بَعْضُهُمْ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا فَقَالَ لِي أَكَذَاكَ تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لَا قَالَ فَمَا تَقُولُ قُلْتُ هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَهُ لَهُ قَالَ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَذَلِكَ عَلَامَةُ أَجَلِكَ {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} فَقَالَ عُمَرُ “مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَقُولُ”.
سأل رجل ابن عباس فقال: رجل كثير العمل كثير الذنوب ورجل قليل العمل قليل الذنوب فقال ابن عباس: لا أعدل بالسلامة شيئا ورواية أبي معاوية قال عن ابن عباس قال: سأله رجل فقال: أيهما أعجب إليك رجل كثير العمل كثير الذنوب ورجل قليل العمل قليل الذنوب فقال ابن عباس ما أعدل بالسلامة شيئا.
سأل رجل ابن عباس فقال: أيهما أعجب إليك رجل كثير العمل كثير الذنوب ورجل قليل العمل قليل الذنوب فقال ابن عباس: “لا أعدل بالسلامة شيئا”. معنى الحديث أن أحد هذين الرجلين سالم والآخر مريض وإن كان يستعمل أدوية كثيرة، لذلك الطريق الوحيد للنجاح هو التجنب من المعاصي.
وأشار فضيلة الشيخ أحمد إلى أربعة طرق للنجاة من المعاصي والذنوب قائلا: الطريق الأول للنجاة، إصلاح بيئة الأسرة. أمر الله نبيه بإنذار الأقارب والعشيرة ودعوتهم إلى التوحيد. وإن صلحت الزوجة فيصلح الأولاد. إن ديانة وعفة و أخلاق الأم الكريمة في البيت سبب لإصلاح الأولاد وبيئة الأسرة.
ومن طرق إصلاح بيئة الأسرة إقامة جلسات التعليم في البيت وبين أعضاء الأسرة، بأن تقرأ كتب سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة والسلف الصالحين. علينا أن نعرف أكثرمن حياة أكابر الدين وأسرار نجاحههم، ونبادر إلى مطالعة الكتب المفيدة بدل الاشتغال بحل الجداول ومطالعة الجرائد عديمة الفائدة. والطريق الثاني للنجاة محاسبة الأعمال اليومية قبيل النوم. كم صدرت منا الخطايا أثناء ذلك اليوم وكم فعلنا من الخير فيه.
والطريق الثالث للنجاة، التوبة عن المعاصي. لابد من المبادرة إلى التوبة عندما تصدر معصية من الإنسان. وإن آثار المعصية تمحى بالتوبة والاستغفار وتغسل به، كما أن الثوب الدنس يطهر بالماء والمواد المطهرة المزيلة للأنجاس. علينا أن لا نسمح أن تتعود العين والأذن وطبيعة الإنسان بالتنجس بالمعاصي. فإن الأعضاء إذا اعتادت بالمرض سوف تفقد حساسيتها بالذنوب ولابد من المبادرة إلى التوبة والاستغفار مادامت لم تتعود بالمعصية والذنوب ولم تفقد حساسيتها بالمعصية والذنوب. لو لم نبادر إلى التوبة فسترتكب النفس المعاصي الكبرى ولا تبالي بها. ورد في الحديث الشريف “والله إني لاستغفر الله وأتوب إليه في كل يوم مائة مرة”. هذا وأن النبي عليه الصلاة والسلام معصوم من المعاصي وقد غفر ما تقدم من ذنبه وتأخر، وإنما فعل ذلك تعليما وإصلاحا للأمة.
والطريق الرابع للنجاة إعطاء كل ذي حق حقه. فبعد التوبة والإقلاع عن المعصية يجب أن نراجع إلى أصحاب الحقوق ونعطيهم الحق الذي ضيعناه  سواء كانت حقوقا مادية أو معنوية. وإن عدم إعطاء حقوق الغير يعد من المعاصي الكبيرة. ومن الظلم أيضا أن يضيع أحد حق أخيه المهاجر الأفغاني بسبب أنه لا يقدر على رفع الشكوى.
وأضاف خطيب الجامع المكي: لنتق غضب الله تعالى يوم القيمة اليوم الذي يقال فيه “وامتازوا اليوم أيها المجرمون”.
وأشار فضيلة الشيخ في القسم الأخير من خطبة هذه الجمعة إلى قضية إغلاق الحدود مع باكستان وأفغانستان قائلا: لقد واجه جمع كبير ممن كانوا يكتسبون بالتجارة المشروعة على هذه الحدود نتيجة انغلاقها مشاكل حادة.
لابد من مراعاة نكتتين في هذا المجال، الأولى: أن يكون الناس واعين متيقظين أن لا تستغل من هذه الحدود بالسوء. وأن لا يرتكب أحد أمورا مغايرة للقانون ومخلا بالأمن الوطني  بجانب هذه التجارة المشروعة على الحدود. والثانية: أن تكون خطوات المسئولين وفقا لبرامج مخططة وأن تنتفع بهذا الموقع التجاري أحسن انتفاع وأن تحل هذه القضية بشكل صحيح وقانوني. وإن كان رئيس المحافظة وممثلوا الشعب في المجلس وعلماء المنطقة  يتابعون هذه القضية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات