اليوم :30 April 2024

الشيخ عبد الحميد: يجب على التلفزيون الإيراني احترام الصحابة

الشيخ عبد الحميد:  يجب على التلفزيون الإيراني احترام الصحابة
molana18أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في مدينة زاهدان في خطبته التي ألقاها في الجامع المكي، إلى زيادة الإساءات لمقدسات أهل السنة والجماعة في التلفزيون الإيراني لا سيما التعرض لصحابة النبي عليه الصلاة والسلام بالإهانة في بعض الأحيان، واعتبرهذه الأعمال ممارسات شنيعة مغايرة لتعاليم الإسلام والقيم الإنسانية العالمية قائلا: لقد منعنا الإسلام من سب آلهة المشركين وأوثانهم وعن الإساءة إلى مقدسات الديانات الأخرى، حيث جعله عملا محرما غير جائز، فكيف بالنسبة إلى من ينصب لأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام بالسب والإساءة وهم من مقدسات الأمة المسلمة. وإن الذين يقومون بمثل هذه الأعمال الإجرامية لا دين لهم.

واستطرد سماحة الشيخ قائلا: لقد ذكرت في إحدى خطبي أن التلفيزيون الذي هو من وسائل الإعلام الوطنية يقوم باستضافة أناس ووجوه سيئي السمعة في برامجه. وهناك انتقاد على نطاق واسع موجهة إلى وسائل الإعلام  في الداخل بسبب عدوله عن أهدافه الأصلية. وإن شكاوينا منها كانت منذ سنوات عديدة، فنحن متضايقون منذ سنوات من أعمال الإذاعة والتلفزيون التمييزية.
وأضاف قائلا: مع الأسف لا زالت هذه المؤسسة تتابع برامجها المسيئة والموهنة إلى مقدسات أهل السنة والجماعة، ولا تغطي خطب الجمعة لأهل السنة ولا الاحتفالات الدينية، وإن قامت بذلك فتكون بشكل ناقص في بضع ثواني فقط.

وأما الخطبة الأولى فبدأها سماحته بتلاوة قول الله تعالى “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا”، ثم تطرق إلى ضرورة الاعتدال في جميع جوانب الحياة، قائلا: إن الله تعالى رضي الإسلام كآخر دين وهدي للعالمين جميعا، وإن هذا الدين يشتمل على مجموعة من التعاليم والتوجيهات المعتدلة للبشر في جميع أبعاد حياتهم. واقول بتعبير آخر إن الإسلام دين وسطية واعتدال، وهو بعيد عن الإفراط والتفريط. لذلك سماه الله عزوجل في القرآن الكريم دينا وسطا، فلا حرج ولا عسر فيه، كما أنه لامحل للأحكام الشاقة فيه، فنحن لسنا مكلفين في ديننا بفعل أحكام متعذرة وشاقة تفوق طاقتنا البشرية. وكذلك ليس في الإسلام التقصير المفرط الذي نجده في بعض الديانات .
وأضاف سماحة الشيخ حفظه الله: نجد في الديانة اليهودية العسر والمشقة في الأحكام وإن الأحكام الشاقة التي فرضت عليهم إنما كانت بسبب ظلمهم. قال الله تعالى:” فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ” فابتلاهم الله تعالى بأعمال شاقة نتيجة ظلمهم. كما أن من الناحية الأخرى نجد في الديانة المسيحية التقصير، لكن الإسلام بعيد عن الغلو والتقصير كليهما. وهو الصراط المستقيم المعتدل الذي أفضل طريق وسبيل لهداية الإنسان وحياة البشر.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد مشيرا إلى ضررورة مراعاة الاعتدال في جميع شعب الحياة: يقول الله تعالى في مدحه جماعة من خاصة عباده “والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما”. إن هذه الجماعة من عباد الله تعالى، مقتصدون في معيشتهم وإنقاقهم أموالهم، فليسوا ببخلاء بأن يمسكوا أيديهم عن الإنفاق، وليسوا مسرفين مبذرين في الإنفاق. وهذا هو جانب هام من جوانب ديننا أن نلتزم الاقتصاد في الإنفاق.
ثم استطرد فضيلة الشيخ مشيرا إلى نماذج مختلفة من الإسراف في حياة المرء قائلا: من أشكال الإسراف التي نواجهها يوميا في حياتنا هو أن يطبخ لخمسة عشر شخصا طعام عشرين شخصا، ثم يطرح ما يتبقى منه في المزابل، أو يشترى الخبز الذي يتوفر بسهولة ثم تطرح الزيادات منه في المزابل.
وأضاف فضيلة الشيخ: من الغريب أن الكفار والذين لا يملكون هذه التعاليم المانعة من الإسراف، ربما  يتجنبون الإسراف والتبذير. ثم إن بلادنا متأزمة ماليا واقتصاديا، فذلك تستدعى منا اهتماما أكبر إلى مراعاة الاعتدال في الإنفاق والتجنب من التبذير والإسراف.
وتابع فضيلة الشيخ: وبالنسبة إلى الماء وخاصة مياه الشرب فقد وردت نصوص تمنع من الإسراف فيه، فمَرَّالنبي صلى الله عليه وسلم بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ «مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ». قَالَ أَفِى الْوُضُوءِ سَرَفٌ قَالَ « نَعَمْ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ ».
وإن سيدنا عثمان مع أنه كان من أغنياء الصحابة وقد جهز جيش العسرة بوحده ولكن لم يكن يسمح باستعمال مصباحين أو سراجين في آن واحد. وقد علمنا الإسلام إذا أنفقنا أن نكون معتدلين في إنفاقنا ونتجنب التبذير بجميع أنواعه.
وأشار فضيلة الشيخ إلى الإنفاق في سبيل الله تعالى قائلا: ثم في الإنفاق في سبيل الله يجب أن لا نكتف بتأدية الزكاة فقط، بل  اللازم أولا أن نقوم بتأدية الواجبات والفرائض، ثم نبادر إلى التطوعات والنوافل في الصدقات وإنفاق الأموال في سبيل الله تعالى. فكان من دأب السلف الصالحين أنهم كانوا  يتصدقون يوميا، فإن مثل هذه الصدقات والنفقات تسبب لنا مغفرة الخطايا والذنوب. ولقد بين الله تعالى فضائل وأجور مضاعفة للصدقات والنفقات وهي من الأسباب الرئيسية في رد البلايا  واستجلاب مرضاة الله تعالى.
نعطى الصدقة ونحافظ فيها الاعتدال. قال الله تعالى: “ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين” والمبذر من يسرف في إنفاق المال.
وتابع فضيلته مشيرا إلى إنفاق المال في أمور محرمة: إن إنفاق المال فيما حرمه الشرع من شراء المسكرات والمخدرات ومواد التدخين واستعمالها الذي يؤدي إلى أمراض كثيرة إسراف وتبذيرأيضا. وإضافة إلى أن دفع الثمن للتدخين حرام وإسراف شرعا فإن هذا الدخان الكريه يلوث البيئة التي نحن نعيش فيها.
وقال فضيلة الشيخ: من العادات السيئة لدى كثير من الناس أنهم إذا اشتروا لباسا جديدا لأنفسهم يقومون بادخار الملابس القديمة لديهم في الخزانات، بل ينبغي تصدق الزوائد من اللباس على المساكين والمحتاجين، لا أن نقوم بحفظ ما لا نحتاج إليه من الملابس والأمتعة الزوائد، بل نبقي عندنا في المنازل ما نحتاج إليه في حياتنا وننفق الزائد. قال الله تعالى: “يسئلونك ماذا ينفقون قل العفو” والعفو هو الزائد على الحاجة، فلا نترك العفو يبقى لبعد الموت بل نبادر إلى إنفاقه قبل الموت.
ثم أشار سماحته إلى المتبقى من الطعام والشرا ب الذي تناول منه شخص مسلم: من العادات السيئة الأخرى التي تناقض تعاليم ديننا أن الكثيرين يحترزون من أكل سؤر المسلم مع أن الإسلام أباح ذلك. ومن الإسراف أن نقوم بنبذ ذلك المقدار من الطعام أو الشراب.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات