اليوم :30 April 2024

الاتباع الحقيقي للحسين رضي الله عنه يكون في اتباع سيرته

الاتباع الحقيقي للحسين رضي الله عنه يكون في اتباع سيرته
molana23تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد حفظه الله إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في مدينة زاهدان في خطبة هذه الجمعة إلى بيان قيام الحسين بن علي رضي الله عنه واستشهاده في سبيل إقامة العدل، معتبرا قيامه متفقا مع المقاييس الشرعية في وجهتي نظر السنة والشيعة.

وأضاف سماحته: إن ما نقوله في هذه المجالات ليست كقضية سياسية بل هي من القضايا الاعتقادية، وإن كانت سياستنا أيضا جزء من معتقداتنا، ولسنا نجيز المجاوزة من حدود العقيدة للقضايا السياسية.
وتابع قائلا:  إن قيام الحسين رضي الله عنه كان لتنفيذ العدل والمساواة ومكافحة الظلم والتمييز، ولم يكن رضي الله عنه يطمح إلى ثروة أو منصب مادي. وإن كان المسلمون في عصرنا يحبون المهدي ويتمنون قيامه فذلك لأجل أن المهدي يقيم العدل ويملأ الأرض عدلا وقسطا، فالعدل من القضايا الهامة والأساسية.
واستطرد خطيب الجمعة في مدينة زاهدان قائلا: لا بد من مراعاة العدل في المجتمع. على الحكومة أن تراعي العدل بالنسبة إلى رعيتها، كما أن على الرعية أن تلتزم بالعدل حيال راعيها، والحكومة ستصل إلى قمة القوة بتنفيذ العدل.
إن قيام حسين رضي الله واستشهاده مع جميع أصحابه وتضحيتهم بأنفسهم لأجل تنفيذ العدل في المجتمع تدل على مكانة وأهمية العدل البالغة.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: تجب مراعاة العدل من غير النظر إلى النزعات القومية والمذهبية. والحكومة العادلة في العالم هي التي تملك رؤية سوية بالنسبة إلى جميع مواطنيها وتراعي حقوق الجميع وتتقي الله في تلك الحقوق. والتقوى في الحقيقة لا تعرف من خلال الصلاة والتضرع والبكاء، بل التقوى في إقامة العدل، والاتباع الحقيقي للحسين رضي الله عنه إنما هو في التأسي بسيرته وتحقيق أهدافه، وبالعدل يمكن لنا حصول موالاة الحسين رضي الله عنه.
إن دعوى المحبة والمودة وحتى البكاء للحسين من غير الاقتداء به في حياته العملية لیست علامة ولائنا له، بل الواجب علينا أن نكون متبعين لذلك الإمام الجليل في تلاوة القرآن الكريم والصلاة والتقوى والخلق الحسن والعدل بأن نراعي العدل والقسط في جميع الأحوال.
عن عمار قال ثلاث من جمعهن جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، والإنفاق من الإقتار، وبذل السلام للعالم.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن من أكبر الفرائض وأهم الوظائف هو العدل، والعدل واجب من جهة العقل والشرع. وأنا أدعو نفسي والمسئولين إلى العدل.
وأوضح سماحته: إن أولى الناس بالحسين وعلي وأبي بكر الصديق وعمر رضي الله عنهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم وبل أقرب الناس إلى الله عزوجل هو الذي يراعي العدل والإنصاف في حق الجميع.
وأدان فضيلة الشيخ حفظه الله الإساءة إلى مؤسس الثورة قائلا: إن الإساة إلى مؤسس الثورة من قبل أي كان ومهما كان الهدف، يعد عملا قبيحا ويستحق الإدانة.

يجب مراعاة حرمة الصحابة في البلاد

وأشار فضيلة الشيخ إلى استضافة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الوجوه المتطرفة والمتعصبة الذين يرون الإساءة إلى مقدسات المسلمين لاسيما صحابة النبي عليه الصلاة والسلام من أهم واجباتهم، قائلا: على مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التي هي مؤسسة عامة وتعمل بنفقات الشعب الإيراني من السنة والشيعة أن لا تسمح بوجوه سيئي السمعة ومتطرفين أن يستغلوا الإعلام الوطني في سبيل بث إساءاتهم واستهداف صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام بالسب.
وأضاف سماحة الشيخ: إن لدينا أناسا معتدلين وسطيين كثيرين كان من المناسب الانتفاع بهم في الإعلام الوطني، ولا يجدر بالإعلام الوطني أن يقع محصورا في قبضة جماعة ويحرم الآخرون من الوصول إليه.
واعتبر فضيلة الشيخ مراعاة حرمة الصحابة ضرورة هامة لحفظ الوحدة قائلا: من اللازم حفظ حرمة الصحابة الذين ضحوا بأموالهم وأنفسهم للإسلام وشهدوا جميع الغزوات والميادين جنبا إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز لأحد أن يسيئ إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مناسبة أيام المحرم وعاشوراء، فإن الإساءة لهذه الطبقة من الناس الصالحين سبب لاستنزال غضب الله وعقابه.
وتابع فضيلة الشيخ حفظه الله قائلا: إن نصيحتي لجميع الخطباء والكاتبين من السنة والشيعة في هذه الأيام والأيام الأخرى، أن يراعوا حرمة الصحابة لئلا تتعرض الأخوّة الإسلامية بسوء.

انتخاب رئيس جديد لبلدية زاهدان بعد 8 أشهر من الانتظار

واعتبر سماحة الشيخ عبد الحميد موافقة المسؤلين مع تعيين رئيس البلدية لمدينة زاهدان علامة سعة أفاقهم، ناصحا الرئيس الجديد لبلدية مدينة زاهدان وكذلك أعضاء المجلس المحلي أن يبذلوا مساعيهم متضامنين متفقين وبالوحدة والانسجام في سبيل عمران وتنظيف وتطوير مدينة زاهدان، خاصة ضواحي المدينة المحرومة، فإنها بحاجة إلى اهتمام أكثر، فليجعلوا حل مشاكلها في أولوية نشاطاتهم. وعلى الناس أن ينصروا المخلصين المجتهدين من المسئولين خاصة البلدية والمجلس المحلي بالدعم المادي والمعنوي.

لا معنى للحرية المذهبية من غير حرية المساجد والمدارس الدينية

وانتقد سماحة الشيخ عبد الحميد تصرفات مكتب ممثل الولي الفقيه في الامتناع عن إعطاء النفط إلى مساجد أهل السنة وإيقاف هذا الأمر على توقيع إستمارة التنظيم، الخاصة بتنظيم مساجد أهل السنة، واعتبر فضيلته هذا النوع من التصرف مغايرا للحرية المذهبية وحقوق الوطنية المسلمة لجميع الإيرانيين، قائلا: أنا في حيرة بالنسبة إلى هذه القضية، فالنفط ثروة وطنية تعم جميع الشعب وليس للدولة ولا لمؤسسة خاصة. لماذا تفرض هذه الشروط لإعطاء حق الشعب. والنفط للشعب وللمصلين ليقوا أنفسهم من برد الشتاء، وليس لأئمة المساجد.
وأضاف فضيلة الشيخ مخاطبا أئمة المساجد: إقرءوا هذه الاستمارات جيدا قبل ملئها، وفكروا ماذا يطلبون منكم. مع الأسف لا يعلم كثير من أئمة المساجد حقيقة الأمر ويملئون مثل هذه الاستمارات بسبب المبلغ الذي يدفع إليهم في الغالب، وبسبب حاجتهم إلى المبلغ لا ينظرون في عاقبة الأمر.
وصرح فضيلة الشيخ عبد الحميد منتقدا هذا القرار: في أي ناحية من العالم تجدون مثل هذه التصرفات؟
إن سلبت الحرية من مساجدنا ومدارسنا فحينذاك لا نملك أي نوع من الحرية، ولنكبر أربعا على الحرية المذهبية إذا.
وعلى المسؤوليين أن يلتفتوا أكثر إلى مراعاة العدل والأخوة ولا يتعرضوا لمذهب أحد. ولا يتعرض أهل السنة لمذهب الشيعة ولا الشيعة إلى مذهب السنة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات