اليوم :30 April 2024

إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان خطوة ظالمة في حق الشعب الأفغاني

إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان خطوة ظالمة في حق الشعب الأفغاني
molana22اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في زاهدان الاستراتيجية الجديدة للرئيس الإمريكي باراك أوباما في إرسال ثلاثين ألف جندي إضافي إلى أفغانستان بهدف محاربة ما يسميه الإرهاب خطوة ظالمة.

وقال فضيلته: إن هذه المبادرة هي خطة جديدة لاستهداف الشعب الأفغاني ومحاربة الإسلام، وكذلك ما قام بها الحلف الأطلسي من زيادة الجنود كلها خطوات ظالمة بحق شعب لايجدون لقمة عيش وهم محرومون من أدنى مرافق العيش والحياة، والمشاكل إنما تحل بالحوار والمفاوضة لا بإرسال القنابل واستخدام الأسلحة المتطورة.

وأضاف فضيلة الشيخ مشيرا إلى أوضاع الشرق الأوسط المؤسفة: إن هذه ليست حربا كما يزعمون ضد الإرهاب بل كل هذه خطوات ومبادرات تزيد من الإرهاب والعنف وذلك لأن الحرب تولد الحرب. ونحن لا نرى حلا للأزمة الأفغانية وغيرها من  البلاد الإسلامية في الشرق الأوسط من العراق وفلسطين التي احتلت أراضي أهلها منذ سنوات وكذلك باكستان في مثل هذه الخطوات. وعلى المؤسسات الدولية أن تتخذ خطوات جادة حول الأزمات الموجودة والملفات المعقدة  في الشرق الأوسط.

وأما في الخطبة الأولى فأشار سماحة الشيخ عبد الحميد بعد تلاوة سورة التكاثر إلى ما  تتضمنه هذه السورة من الرسالة قائلا: لقد تطرق القرآن الكريم في هذه السورة إلى ذكر أحد أهم الأمراض بل أشدها ضررا على الإنسان، وهي مرض التكاثر في الأموال وهي في الحقيقة من الأمراض التي لها أثار سلبية بالغة في بعدي الإنسان الروحي والمادي، فإن هذا المرض يخرب البعد الروحي في الإنسان، وبانهيار هذا البعد في الجسد الإنساني تتأثر حياته المعيشية سلبا. فكأن الله عزوجل حذر البشر كافة  بأن مرض التكاثر في الدنيا وجمع المال خطر كبير للبشر كلهم.

وتابع فضيلة الشيخ مشيرا إلى أحد أسباب هذا المرض: التكاثر بمعنى الإكثار وطلب وجمع المزيد من الأموال بأن لا يشبع الإنسان مهما جمع من المال، والسبب في ذلك أن الإنسان مجبول على حب المال، والمال محبوب إليه. قال الله تعالى في القرآن الكريم: “وإنه لحب الخير لشديد”.

واستطرد فضيلة الشيخ: التكاثر ضد القناعة، فإذا فقدت القناعة يأتي التكاثر وطلب المزيد من المال، وكلما يزداد ويشتد حب المال لا يهدأ للإنسان بال ويغفل عن كل شيء من الآخرة والعبادات والفرائض. يقول الله عزوجل: “ألهاكم التكاثر” أي أغفلكم عن مصيركم إلى الله وعن الآخرة. وإن هذا التكاثر وهذا الحب الشديد للمال يلهي الإنسان عن كل شيء، ويلهيه عن القيام بالفرائض والواجبات وأن نتردد إلى المساكين وذوي الحاجات.

وقال فضيلة الشيخ: لا شك أن حب المال موجود في قلب كل واحد من أبناء البشر، ولكن إذا اشتد هذا الحب للمال بحيث يمنع الفرد من القيام بالواجبات والفرائض فذلك ما حذرنا الله عزوجل منه. ثم حب الإنسان للمال يرافقه في جميع أحوال حياته. ورد في الحديث الشريف: “يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَتَشِبُّ مِنْهُ اثْنَتَانِ الْحِرْصُ عَلَى الْمَالِ وَالْحِرْصُ عَلَى الْعُمُرِ”. لكن لما نصل إلى القبر وهو من أوحش منازل الآخرة عندئذ تتضح لنا الحقائق. قال الله تعالى: “كلا سوف تعلمون”، وهذا العلم يحصل في القبر الذي هو من منازل الآخرة ربما يبتلى الإنسان المؤمن بعذابه. ورد في الأثر أن النبي عليه الصلاة والسلام مر بقبرين يعذبان فقال: “إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة” وكلاهما كانا من المؤمنين.

نظرا إلى الرواية المذكورة قال فضيلة الشيخ: من الظواهر السيئة في مجتمعنا هي النميمة وفوق ذلك نقل التقارير الكاذبة، والسبب في ذلك أننا إذا عادينا شخصا نبالغ في عداوته ونتهمه بتهم لا أصل لها من الصحة أساسا، والتهمة أكبر من النميمة.

ولما تنتهي مرحلة القبريأتي الحساب والعقاب الذي قال الله تعالى عنه: “ثم كلا سوف تعلمون”.

وتابع فضيلة الشيخ الخطبة بتلاوة آية “ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم”، قائلا: إن هذه النعم التي ننتفع بها في الدنيا من العافية والشباب والمال والعمر والمرأة الصالحة والأولاد الصالحين والمناصب تتطلب منا الشكر، والشكر في الواقع هو قيمة وسعر هذه النعم. وإننا سنسئل أيضا عن نعمة رسالة النبي عليه الصلاة والسلام والقرآن والسنة ومن جميع النعم الدينية والمادية.

ورد في الحديث الشريف: “لا تزول قدما ابن آدم يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ”، فرسالة هذه السورة من القرآن الكريم لنا جميعا أن لا نبتلى بمرض التكاثر وحب المال الشديد، ونكون يقظين واعين بأن أمامنا منازل صعبة من منازل الآخرة، فنستعد لها ونتأهب لأجلها ونستيقظ في هذه الليالي الطويلة ونشتغل بالذكر والعبادة ونبكي على ذنوبنا ومعاصينا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات