خطبة الجمعة 30 من ربيع الأول

خطبة الجمعة 30 من ربيع الأول

فضيلة الشيخ عبدالحميد حفظه الله

فضيلة الشيخ عبدالحميد حفظه الله

تطرق سماحة الشيخ عبدالحميد حفظه الله إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في مدينة زاهدان بعد تلاوة آية «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا» وتقديم الشكر إلی ضيف الجامعة في الأيام الماضية الدكتور محمود أحمد غازي بسبب كلمته النافعة، إلی بيان "أن الإسلام هو الدين الكامل"، قائلاً: في الحقيقة إن الدين جاء إلی هذه الدنيا بمجيء البشر وهو من لوازم حياة البشر ومن لوازم سعادة وعزة ورقي البشر، وهو سبب فوز وفلاح المجتمع الإنساني والبشري؛ لأجل ذلك إن الله تعالی أعطی البشر الدين منذ أن خلقه، فكأن هذه العمارة كما أشار الضيف الكريم اكتملت ببعثة النبي صلی الله عليه وسلم.

قال النبي صلی ‌الله‌عليه‌وسلم وهو يضرب مثلاً لخاتمة نبوته: «مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنی داراً فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون ويقولون لولا موضع اللبنة»، فاكتملت عمارة الدين بنبوة سيدنا محمد صلی ‌الله‌عليه‌وسلم.
إن الله عزوجل أكمل الدين وجعل جميع المحاسن في الإسلام. كان الأنبياء كلهم معلموا الأخلاق ونبينا صلی ‌الله‌عليه‌وسلم كان آخر معلم للأخلاق وأسوة في المكارم وذروة في المحاسن وفي كل المجالات من الأخلاق والإعتقاديات واكتملت كل هذه بسبب بعثة النبي صلی ‌الله‌عليه‌وسلم.
وأضاف سماحته: إن الأصول الإعتقادية كانت مشتركة بين الأنبياء وكانوا مختلفين في الفروع، فعلينا أن نتمسك بهذا الدين ونعض عليه بالنواجذ، وإن هذا الدين الكامل الجامع فوض إلی خير الأمم وهي أمة محمد صلی ‌الله‌عليه‌وسلم، أخرجها الله عزوجل لصالح جميع الأمم الموجودة في الأمم وهو آخر الأمم التي يملك الدين الكامل الجامع الذي لا زيادة ولا نقص فيه.
لما نزلت هذه الآية، قال يهودي لسيدنا عمر رضي الله عنه بعد ذلك: يا أمير الأمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً. قال: أي آية. قال: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً». قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه علی النبي صلی ‌الله‌عليه‌وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
فكان رأي اليهودي أن الآية المذكورة هي أهم الآيات المنزلة في القرآن الكريم. وهي آية تحمل معها البشری والسرور للمسلمين، وهي تشير إلی أن للدين إرشادات وتوجيهات لكم في جميع شؤون حياتكم. وهناك تعاليم في هذا الدين لكل الشعب والمجالات في حياتنا لابد أن نتمسك بها.
وأردف قائلا: إن لهذا الذين تعاليم وبرامج لجميع شعب ومجالات حياتنا فعلينا أن نتمسك بهذا الدين ونعض عليه بالنواجذ.
وأضاف سماحته وهو يشير إلی بيان بعض السنن: إن الدين الذي أعطانا الله تعالی يسر وإننا لو قمنا بالعمل علی السنة سنجد النور والبركة والرحمة في حياتنا الدنيوية وفي الآخرة، والحقيقة أنه لاتوجد أية مشكلة في الشريعة ونحن نأتي بالمشاكل ونصنعها لأنفسنا.
عندما نغادر السنة إلی سنن الأقوام والأمم الأخری الموجودة في العالم نواجه إذن المشاكل والمصائب، ولوعملنا بسنة النبي والخلفاء الراشدين لن نواجه مشكلة في حياتنا.
ومن الأمور الهامة جداً أن نراعي السنة والشريعة في مصائبنا وأفراحنا بأن تكون حفلات السرور وفق الأحكام والتعاليم الشرعية. فإن هذه الحفلات تتزين إذن بنور الشريعة وصفاءها وتنزل الرحمة الإلهية أيضاً عليها وعلی من يحضرها، ولكن إذا غادرنا منهج السنة وسيرتها في مثل هذه الحفلات لنفتنذ هذا النور والبركة وكل الخير فيها ونكون أيضاً مخالفي السنة في علمنا وربما نكون مرتكبي المعصية.
كذلك جلسات التعزية إذا كانت وفق الشريعة والسنة النبوية تنزل الرحمة الإلهية علی المتوفي وعلی أصحاب التعزية أيضاً.
ينبغي مراعاة السنة في هذين الوقتين بشكل ضروري واتباع الشريعة والعمل علی تعاليمها ونجتنب الخرافات والخزعبلات والعادات المخالفة للشريعة.
واستطرد سماحته قائلاً: إن خير مجالسنا ما يكون فيها ذكر الله عزوجل ويؤمر فيها بالمعروف وينهی عن المنكر وتذكر الآخرة وينبغي أن تكون هذه الأمور في حفلات التعزية أيضاً بأن نتذكر الآخرة وأحوال القبر وأن يكون الحديث فيها عن الثبات والاستقامة ويكتفی فيها بماجاء من السنة في تعزية المصابين بالعزاء ونجتنب جميع العادات الجاهلية والمخالفة للسنة من قبيل الإطعام ورفع الأيدي للدعاء في جلسات التعزية وغير ذلك من التقاليد والعادات المخالفة للشريعة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات