خطبة الجمعة 17 صفر

خطبة الجمعة 17 صفر

فضيلة الشيخ عبد الحميد حفظه الله

فضيلة الشيخ عبد الحميد حفظه الله

بدأ سماحة الشيخ عبد الحميد حفظه الله تعالى  إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في مدينة زاهدان خطبته بتلاوة آية "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين" قائلا: إن كثيرا من الناس لا يهتمون بالصلاة وهم إما متكاسلون في شأنه وإما غير ملتفتين إلى مكانتها وأهميتها، مع أن الصلاة أهم وأعظم ما يخطر ببالنا من الأعمال في الإسلام، ولقد أقامها جميع الأنبياء والرسل ودعوا إلى إقامتها، وتأتي مرتبة الصلاة من حيث المنزلة والأهمية بعد الإيمان في جميع الشرائع السماوية، فالعمل الأهم والأفضل بعد الإيمان في جميع الأديان السماوية وإن باب الاعتقاد والإيمان في شريعتنا هو الصلاة. فلا عمل أهم في أمورالإسلام من الصلاة وقد نطق بها القرآن والسنة وقد نزلت في بيان أهمية الصلاة وعظمتها آيات كثيرة وقد تضافرت السنة أيضا بذكر فضائلها.

أضاف سماحة الشيخ قائلا: عندما نتلو القرآن الكريم نجد أنه قد ورد تأكيد خاص على الصلاة بأساليب مختلفة، ومعظم هذه الآيات تؤكد على إقامة الصلاة، ومعنى الإقامة أداءها على أحسن وجه. قال الله عزوجل "وأقيمو الصلاة وآتوا الزكاة".
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: إن للصلاة أثرا كبيرا في الإصلاح والتزكية، فلو أديت الصلاة بشكل صحيح يرجى الإصلاح والتزكية. لذلك يجب أن نهتم إلى الصلاة أكثر ونهتم إلى ما هو الأساس في الصلاة وهو الخضوع والخشوع حسب قول الإمام الغزالى وحسب قول الشاه ولى الله الدهلوي في كتابه المعروف حجة الله البالغة.
الصلاة غاية الخشوع والخضوع أمام الله تعالى من بين العبادات، والسجدة في الصلاة هي غاية التعظيم والخشوع ولا يقترب عبد من الله تعالى في حالة من الأحوال مثلما يقترب إليه وهو ساجد.
وفي الصلاة نطرح مطالبنا أمام الله عزوجل لأجل ذلك قيل إن الصلاة معراج المؤمنين ويجب أن يقوم المصلي مع نهاية الأدب ويوجه فكره وقلبه نحو الله تعالى ويستحضر عظمة الله تعالى في قلبه وبأنه واقف أمام الله تعالى ويعتبر نفسه عاجزا مسكينا لا يملك شيئا.
واعتبر فضيلة الشيخ الخشوع والخضوع كركن ضروري في الصلاة بل ومن أهم أركان الصلاة يجب على المصلي الإتيان بها وكذلك يجب عليه أن يكون على وعي وفكر أثناء أداء الصلاة ويبعد الاضطراب والقلق وكل ما ينافي الصلاة أثناء قيامه للصلاة فعندئذ تكون الصلاة مؤثرة في حياته ومصيره.
وأضاف خطيب الجمعة قائلا: عندما نقرأ الحديث والسنة نجد أنه كم ورد من التأكيد حول الصلاة، فقد ورد في الحديث "مَنْ صَلَّى صَلاَةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِى ذِمَّةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ"، فتارك الصلاة لا ذمة له عند الله تعالى. وفي حديث آخر "الْعَهْدُ الَّذِى بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَة"، فالعهد القائم بيننا وبين الله عزوجل هو الصلاة وليس عهد غيره، وقد جعل ترك الصلاة في رواية كفرا "من ترك الصلاة فقد كفر" ومعناه من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر. بناء على هذا ذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أن تارك الصلاة متعمدا كافر ولا يدفن في مقابر المسلمين.
وقد أطلق القرآن لفظ الإيمان على الصلاة في قوله تبارك وتعالى "وما كان الله ليضيع إيمانكم" لأهمية الصلاة.
وأضاف سماحته: إن مجتمعنا والمجتمع الإسلامي لا زال في مواجهة المشاكل والمعضلات مادام فينا يتواجد تاركو الصلوات أو المتكاسلين في الصلاة.
قال الله تعالى  مخاطبا لبني إسرائيل "وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ".
 لم يكن الصحابة يجعلون عملا موجبا وسببا للكفر مثلما كانوا يجعلون ترك الصلاة كفرا.
من العجب أن يدعى الإنسان الإسلام ثم يترك الصلاة، فلكل دعوى دليل وإن دليل إسلامنا هو إقامة الصلاة فعلى أهل الإسلام أن يقيموا الصلاة في السفر والحضر فإن آخر وصية أوصاها النبي صلى الله عليه وسلم مؤكدا إياها عند التحاقه بالرفيق الأعلى كانت حول الصلاة، فعلينا أن نقيم الصلاة في مساجدنا وهو العهد بيننا بين الرسول وبيننا وبين الله تعالى وتكون هذه الصلاة سببا لنجاتنا، وقد جاء في سورة البقرة والمؤمنون والمعارج التأكيد للمحافظة على الصلاة، فنحافظ عليها ولا نضيعها.  وأضاف: لا بد أن نبكي على ترك المسلمين الصلاة.ألا يتفكر هؤلاء في الموت بماذا نجيب الله تعالى على تركنا الصلاة أو الزكاة وبماذا نجيب الله تعالى على تضييع حقوق الله تعالى فالموت أمامنا.
يأتي اليوم الذي نموت فيه نحن جميعنا ولكن ما هو زادنا لتلك المواقف التي هي أمام مصيرنا وما هو زادنا لحياتنا بعد الموت وكم فكرنا لإصلاحنا ولإصلاح أولادنا وإصلاح مجتمعنا. لا أقول لا تفكروا في أمور المعاش ولكني أقول كم فكرنا لمعادنا ولديننا ولإصلاحنا. قال النبي صلى الله عليه وسلم "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه".
فعندما يشعر الإنسان عند الموت وعندما يذهب للقاءالله بانه كان في مصير الدين يحب لقاءالله ولكن العاصي لما يرى أعماله السيئة يكره لقاء الله تعالى فعلينا أن نكون مشتغلين بالصلاة. مع الأسف يقوم الناس بمشاهدة الأفلام والفضائيات طوال الليل ثم ينامون عن الصلاة وعلينا أن نقوم للصلاة فارغي البال خاشعين خاضعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته   

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات