مهران بن فرخ

اسمه وكنيته: هو الصحابي الجليل , صاحب دار النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أبو عبدالرحمن , مهران بن فرخ , مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان مولى أم سلمة , فاختاره الله صاحبا وخادما ورفيقا ومولى لنبيّيه عليه السلام.

قال سفينة: أعتقتني أم سلمة واشترطت علي أن أخدم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ما عشت.
قلت: ولو لم تشترطي علي لخدمتُ رسولَ الله ( صلى الله عليه وسلم ) أو ما فارقتُ رسولَ الله ( صلى الله عليه وسلم )..

أصله:
من أبناء فارس , اشترته أم المؤمنين أم سلمة ثم أعتقته واشترطت عليه أن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم.

لقبه:
سفينة.
يقول: سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة , وذلك أني خرجت معه, ومعه أصحابه يمشون فثقل عليهم متاعهم فحملوه علي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " احمل فإنما أنت سفينة ".
فلو حملت يؤمئذ وقر بعير ما ثقل علي.
وقد رُوي في تهذيب الأسماء بعدة طرق:
قال(سفينة): كنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – نمشى، فمررنا بواد أو نهر، وكنت أعبر الناس، فقال لى رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "ما كنت منذ اليوم إلا سفينة".
وفي رواية: خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يمشى ومعه أصحابه، فثقل عليهم متاعهم، فقال لى: "ابسط كساك"، فبسطته، فجعلوا فيه متاعهم، ثم حمله علىَّ، فقال لى: "احمل، فإنما أنت سفينة"، فلو حمل علىَّ من يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة أوخمسة أو ستة أوسبعة ما ثقل علىَّ إلا أن يجفو.
وفى رواية: كلما أعيا بعض القوم ألقى علىَّ سيفه وترسه ورمحه، حتى حملت شيئًا كثيرًا، وكان إذا قيل له: ما اسمك؟ يقول: سمانى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سفينة، فلا أريد غيره.
تعدد أسماءه:
ولما لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا اللقب, اشتهر به وغلب اللقب على اسمه , فكثر الخلاف في اسمه حتى ذكروا له أكثر من عشرين اسما .
أشهرها : مهران بن فرخ .
من أسمائه: سقبة بن مارقة , و طهمان , و مروان, و نجران , ورومان وذكوان وكيسان و سليمان و سنة و أيمن و مرقنة و أحمر و أحمد و رباح و مفلح وعمير و معتب و قيس و عبس و عيسى و شنبة بن مارقة و مثعب و بحران …
قال له سعيد بن جمهان: ما اسمك؟ فقال: ما أنا بمخبرك. سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة, ولا أريد غير هذا الاسم.

أولاده:
كان لسفينة من الولد: عمر ، وإبراهيم ، وعبد الرحمان.

فضله:
يكفي لجلالته وفضله أنه صحب النبي وخدمه في السفر والحضر .
قال: خدمت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عشر سنين.
وكان رضي الله عنه يخدم النبي صلى الله عليه وسلم في بيته .
قال: أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) طيرين بين رغيفين وكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في المسجد لم يكن في البيت غيري وغير أنس بن مالك , فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فدعا بالغذاء فقلت: يا رسول الله قد أهدت لك امرأة , فقدمتُ إليه الطير.
فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك.
فجاء علي(رضي الله عنه) فضرب الباب ضربا خفيفا…
فقلت: من هذا؟
قال: أبو الحسن.
ثم ضرب ورفع صوته.
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من هذا؟
قلتُ: علي.
قال: افتح له.
ففتحتُ فأكل مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من الطيرين.
وقد روى سفينة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أم سلمة وعلي.
وعنه ابناه عبدالرحمن وعمر, وسعيد ابن جهمان وأبو ريحانة وسالم بن عبدالله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي نعيم والحسن البصري وغيرهم.

من مروياته:
رُوِيَ له في (مُسنَد بَقِيٍّ): أَربعة عشر حديثاً.
وحديثه مُخَرَّجٌ في الكتب، سوى (صحيح البخاري).
عن سفينة مولى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " الخلافة ثلاثون سنة، ثم تكون ملكا ".
عن سفينة مولى أم سلمة، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها. إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها " قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت: من خير من أبي سلمة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت: ثم عزم الله لي، فقلتها: اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها.
قالت: فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم, يقول: ما من نبي إلا وقد حذر أمته الدجال, هو أعور بين عينيه ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر.( زاد عاصم معه واديان أحدهما جنة والآخر نار فناره جنة جنته نار).
قال سفينة رضي الله عنه:" كان عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة وما ملكت أيمانكم فجعل يرددها حتى يلجلجها في صدره ".
قال حماد بن سلمة عن سعيد بن جهمان عن سفينة: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكان بعض القوم إذا أعيا ألقى على ثوبه حتى حملت من ذلك شيئاً كثيراً فقال: ما أنت إلا سفينة.
وكان يسكن بطن نخلة.

من كراماته:
قال سفينة: ركبتُ سفينة في البحر فانكسرت، فركبتُ لوحا منها فطرحني في لجة فيها الأسد.
فقلتُ: يا أبا الحارث،(يعني الأسد) أنا سفينة مولى رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
قال: فطأطأ رأسه وجعل يدفعني بجنبه أو بكتفه حتى وضعني على الطريق، فلما وضعني على الطريق همهم، فظننت أنه يودعني.

وفاته:
تُوفِّيَ: بعد سنة سبعين.
رضي الله عنه وعن جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
اللهم انصر من أحبهم فيك والعن من لعنهم.

الكاتب: عبدالحميد جمعة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المنابع:
سير أعلام النبلاء – (ج 5 / ص 168). للإمام الذهبي.
الإستيعاب في معرفة الأصحاب – (ج 1 / ص 207) لابن عبدالبر.
الإصابة في معرفة الصحابة – (ج 1 / ص 450)لابن حجر
ثقات ابن حبان – (ج 5 / ص 149)لابن حبان
تهذيب التهذيب – (ج 4 / ص 110)لابن حجر.
الوفاة – (ج 1 / ص 45) النسائي .
تهذيب الكمال – (ج 10 / ص 378) المزي .
تهذيب الأسماء – (ج 1 / ص 306) للنووي.
تاريخ دمشق – (ج 4 / ص 268) لابن عساكر.
الكامل لابن عدي – (ج 2 / ص 440) عبدلله بن عدي.