خطبة الجمعة 12 المحرم 1430

خطبة الجمعة 12 المحرم 1430

Image تطرق  فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب الجمعة في زاهدان في  خطبة هذه الجمعة بعد تلاوة أوائل الآيات من سورة الفاطرإلى "أسباب نجاح البشر" قائلا  : إن الله تعالى ترك أمام البشر سبيلين وبين موضحا مصير أتباع كل واحد من هاتين السبيلين ، وقال الله تعالى "

——————————————————————————–

 تطرق  فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب الجمعة في زاهدان في  خطبة هذه الجمعة بعد تلاوة أوائل الآيات من سورة الفاطرإلى "أسباب نجاح البشر" قائلا  : إن الله تعالى ترك أمام البشر سبيلين وبين موضحا مصير أتباع كل واحد من هاتين السبيلين ، وقال الله تعالى "

يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرورإن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا لهم مغفرة وأجر كبير ".

قال فضيلة الشيخ في توضيح هذه الآيات : إن الله عزوجل أرى الناس سبيلين ،الأول منهما  سبيل الفشل والخسران والآخر سبيل النجاح والفلاح . لقد وضح الله سبحانه وتعالى لنا هاتين السبيلين بارسال الأنبياء والكتب السماوية وعباده المقربين ،فلو قمنا بتلاوة القرآن نجد أنه يبحث في هذا الموضوع ويشرح ذلك لنا بالأمثلة . وكذلك حياة النبي الطاهرة لقد قام صلى الله عليه وسلم  بتبيين هذه الأمور، وعين سبيل الفلاح والنجاة من سبيل الهلاك والخسران .

ولو قمنا بمطالعة التاريخ نجد أن الله تعالى لقد أهلك أقواما وأمما ، وإن أسباب هلاكهم واضحة للجميع . ونرى أيضا في هذا التاريخ تذكرة أقوام وأشخاص نالوا الفلاح والسعادة الأبدية ولقوا ربهم بنداء "فزت ورب الكعبة " .

ثم أردف فضيلته في بيان أسباب سعادة الأمم وشقاوتهم قائلا : كلما توجه البشر بقلوبهم إلى الله تعالى وسلكوا الطريق الصحيح ولم يولعوا بحب الدنيا ولم يصبحوا عشاق المادة ، ولم يؤمنوا بالمناصب والكراسي ، وسعوا لإكتساب الإيمان والهدى والأعمال الصالحة ،والتخلق بالأخلاق الكريمة ونشرها بين الأمم ،وقاموا بإتباع سنن الأنبياء وحاولوا الوصول إلى رضى الله تعالى ، وصار نيل الجنة والوصول إليها أكبر غاية في حياتهم ، فهذه الجماعة من البشر نالوا التقدم والرقي ووصلوا إلى الكمالات وتركوا من خلفهم ذكرا حسنا خالدا لهم . 

ولكن هؤلاء الناس لما تبعوا غير هذه الصفات والميزات ولم يدفعوا إلى إصلاح الأنفس ، صاروا محقرين في التاريخ وانقلبوا إلى الوراء ، فعندما يكون جل هم الإنسان الماديات ولا يهمه إلا الأكل والشرب فهذا الإنسان سيواجه في حياته الذل والإستهانة والخسران .

قال فضيلته : لما أقام الناس الصلاة وانتفعوا بتعاليم القرآن وطبقوا على أنفسهم صفات المتقين الذين ، بينهم الله عزوجل في مبتدأ سورة البقرة ،أصبحوا من أصحاب الفلاح والنجاة . قال الله عزوجل " الذين يقيمون الصلاة ومما رزقنهم ينفقون " وقال في آية أخرى " الذين إن مكناهم في الأرض آقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وآمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ".

فالصحابة رضوان الله تعالى عليه قاموا بإقامة الصلاة في جميع الأحوال بعد توطيد دعائم الإيمان في قلوبهم ،وكانوا يسهرون الليالي ويؤدون الزكاة ، حيث تبدلت بعد ذلك الأجواء ولقد نصرهم الله عزوجل في مواطن كثيرة .

ثم أشار سماحة الشيخ إلى الوضع الفكري والإيماني الموجود في الشعوب المعاصرة قائلا : يزعم كثير من مسلمي هذا العصرأن فلاحهم في الحياة تكمن في إدخار الأموال الكثيرة والأسلحة الراقية . مع أنه ليس كذلك ،فإننا نشاهد في الغرب كيف يواجه كبارالأغنياء الفشل والإفلاس . وليس قصدي أن نغمض أعيننا على التقدم المادي ،بل إن المنجي والمنقذ هو العودة إلى القرآن والسنة وإصلاح النفس . فإذا تمكن حب الله ورسوله في قلوبنا فإننا إذن ناجحين لأن الله عزوجل ينظرنا بعين المحبة أيضا .

ثم تطرق سماحته ببيان حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول :  يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا ، قَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمِنْ قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : لا بَلْ أَنْتُمْ كَثِيرٌ ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ ، وَلَتَعْرِفُنَّ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنُ ، قَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا الْوَهْنُ ؟ قَالَ : حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ".

فالأمة المسلمة تمر بحالات مثل هذه . ونحن نشاهد نماذج ثلاثة منها في أفغانستان وعراق وغزة ماذا يرتكب الأعداء من الجرايم بشأن هذه الشعوب !

وأشار الشيخ عبد الحميد إلى مأساة غزة الأخيرة وأدان صمت الأنظمة الدولية تجاه هذه القضية قائلا :الصهاينة مشتغلون في هذه الأيام في غزة بالمجزرة البشعة .لأنهم مطمئنون على  أنهم لايؤاخذون من قبل منظمة الدول ولا من قبل مجلس الأمن . وإن الجهود التي قدمت حتي الأن كانت جهودا دبلوماسيا أو كانت مسيرات ومظاهرات شعبية في بعض الدول وهي لم تغن شيئا بعد . وإننا لا نملك إلا أن نرفع شكاوينا إلى الله تعالى وندعوه تعالى بأن يستأصل جذور الصهاينة وينزل عليهم بأسه الشديد .

وقال سماحته مخاطبا للمصلين : إن نجاتنا ونجاة هذه الأمة تكمن في العودة إلى المعنوية ، لا بد أن يتوب المسلمون عربهم وعجمهم الإيراني منهم  وغيرالإيراني إلى الله تعالى ،ويقيموا الصلاة ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ويتخلقوا بالأخلاق الكريمة ولا يغتروا بالدنيا ولايولعوا بها ،فإن العزة والنجاة في الإيمان والأعمال الصالحة والعلم والأخلاق الحسنة .

وأكد خطيب الجمعة على الدعم العاجل من قبل المسلمين في العالم لأهل غزة المظلومين المحاصرين ،مقدرا جهود المقاومة الفلسطينية " حماس " في الدفاع عن أهل غزة .و قال مخاطبا زعماء حزب الله في لبنان أن هذه فرصة ذهبية للمقاومة في لبنان في الدفاع عن الفلسطين والمكافحة ضد الكيان الصهيوني الظالم ، وعلى الحركة أن تنتهز هذه الفرصة فلأي يوم إدخرت الحركة أسلحتها .

 إعتبر الشيخ عبد الحميد الأخبار والتحاليل الصادرة من الأعلام الأجنبية مضللة لللأفهام والعقول محرفة لحقايق ما يجري في غزة وقال إنها تقصد أن لا تتدخل دول المنطقة وخاصة دول الجوارفي القضية . وأضاف : لو فتحت الحدود على المستعدين للقتال في فلسطين ،لحلت القضية . وقال سماحته مشيرا إلى دور إيران في القضية : الحمد لله إن إيران بذلت جهودا واسعة في المستوى الدبلوماسي ويتفق صوت الشعب والنظام في القضية وإن كانت المشاركة العملية لايوجد لها طريق الإ بنزول حزب الله في المعركة  ،فإذن يسهل للإيرانيين الذهاب إلى فلسطين للجهاد في سبيل الله تعالى والدفاع عن الشعب الفلسطيني . ودعا سماحته الناس إلى الإستعداد التام للجهاد في سبيل الله عزوجل والشوق إلى الشهادة في هذه السبيل المباركة وأنهى خطبته بنقل   حديث  عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال فيه  : وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْلاَ أَنَّ رِجَالاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لاَ تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّى ، وَلاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ ، مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِى سَبِيلِ اللَّهِ ، وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّى أُقْتَلُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيَا ، ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ، ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ، ثُمَّ أُقْتَلُ . والسلام .

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات