الحضارة الإسلامية معدن مكارم الأخلاق

الحضارة الإسلامية  معدن مكارم الأخلاق

Imageقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة هذه الجمعة في توضيح آية " ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينك عداوة كأنه ولي حميم ": جعل الله تعالى  أعمالا مختلفة يستطيع العباد من خلا لها التقرب إليه ، من هذه الأعمال ، الأخلاق الحسنة يزعم كثير من الناس أن رضى الله سبحانه وتعالى ينحصر فقط في أعمال مثل الصلاة والزكاة والحج .

———————————————————————————

قال فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة هذه الجمعة في توضيح آية " ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينك عداوة كأنه ولي حميم ": جعل الله تعالى  أعمالا مختلفة يستطيع العباد من خلا لها التقرب إليه ، من هذه الأعمال ، الأخلاق الحسنة يزعم كثير من الناس أن رضى الله سبحانه وتعالى ينحصر فقط في أعمال مثل الصلاة والزكاة والحج . وإن كانت هذه الأعمال قيمة عند الله عزوجل وباعث هام لجلب رضى الله سبحانه وتعالى ولكن للأخلاق الكريمة أثرخاص في إكتساب رضوان الله تعالى . البر والتعايش الحسن مع خلق الله عزوجل ضروري جدا . للأخلاق الحسنة شعب مختلفة كإطعام الجائع وكسوة المحتاج والتبرع إليه ونصرة المسكين وإكرام الجار وإعانتهم ، واللقاء مع الأهل والأولاد بوجه طلق ، فهذه كلها من مكارم الأخلاق فإذا كانت خالصة لوجه الله تعالى تكون سببا للتقرب إليه عزوجل وطريقا للوصول إليه . ورد في الحديث الشريف " من عاد مريضا وكل به سبعون ألف ملك يصلون عليه وفی روایة " إن من المعروف أن تلق أخاك بوجه طلق " . إن الأخلاق الكريمة والتعامل الحسن مع الغيردرس قام كل نبي بتعليمه إلى أتباعه ، وإن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم أكمل هذا الدرس ثم قال " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ", جاءت في بعض الروايات  : أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ كَانَ اسْمُهُ زَاهِرَ بْنَ حِزَامٍ أَوْ حَرَامٍ قَالَ وَكَانَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- يُحِبُّهُ وَكَانَ دَمِيمًا فَأَتَاهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ لاَ يُبْصِرُهُ فَقَالَ أَرْسِلْنِى مَنْ هَذَا فَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِىَّ فَجَعَلَ لاَ يَأْلُو مَا أَلْزَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ عَرَفَهُ وَجَعَلَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ :« مَنْ يَشْتَرِى الْعَبْدَ؟ ». فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذًا وَاللَّهِ تَجِدُنِى كَاسِدًا. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- :« لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ أَوْ قَالَ لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ أَنْتَ غَالٍ » .

قال الله تعالى  مخاطبا رسوله " وإنك لعلى خلق عظيم "لأجل ذلك يجب علينا أن ننظر في أخلاقنا . قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر " إن أفضل ما يوضع فى الميزان يوم القيامة الخلق الحسن .ثم أردف فضیلته قائلا :كما أن الأخلاق الحسنة من أسباب التقرب إلى الله عزوجل ورفع الدرجات ، فالأخلاق السيئة والكريهة  من الأسباب التي تبعد الإنسان من الله عزوجل . والبخل أحد هذه الأخلاق الرذيلة ،فالبخيل الذي لا يتجرأعلى الإنفاق في سبيل الله تعالى يعذبه الله تعالى بماله ويفارق الدنيا وهو غارق في محبتها . فمن مكارم الأخلاق أن يبادرالإنسان إلى الخير والبر ، ويواسي الفقراء والمساكين والأيتام ويكسب بذلك رضا الله سبحانه وتعالى ،ورد في حديث "  قال النبی صلد الله علیه وسلم : أَمَرَنِي رَبِّي بِتِسْع : خَشْيَةِ الله في السِّرِّ والعلانية ، وكلمة العدل في الغضب والرضى ، والقصد في الفقر والغنى ، وأن أَصِلَ مَنْ قَطَعَنِي ، وأعطي مَنْ حَرَمَنِي ، وأعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنِي ، وأن يكون صَمْتي فِكْرا ، ونُطْقِي ذِكْرا ، ونظري عبرة ، وآمرُ بالعُرْف ، وقيل: بالمعروف» .

أن الله عزوجل لما أكرم سينا داود بالنعم الظاهرة والباطنة قال مخاطبا إياه "إعملوا آل داود شكرا "وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من أوتى ثلاثا فقد أوتى مثل ما أوتى آل داود خشية الله فى السر والعلانية والعدل فى الغضب والرضى والقصد فى الفقر والغنى .

قال إمام وخطيب الجمعة في زاهدان مشيرا إلى عظمة الحضارة الإسلامية ومعرباعن إستياءه للوضع الأخلاقي الراهن في المجتمعات الإسلامية : هذه نماذج من مكارم الأخلاق في حضارتنا الإسلامية فلو ألقيتم نظرة إلى جميع الحضارات الموجودة في العالم لن تجدوا فيها هذه الميزات الجميلة من مكارم الأخلاق . نرى اليوم أن الأخلاق الإسلامية تدرس في الجامعات  الأروبية ومع الأسف البالغ أنهم لا يشيرون إلى مصادر ما يدرسون وإنما يقومون بنشرها في العالم باسمهم وهذه غاية الظلم والعدوان في حق المسلمين  ، ومن المؤسف جدا أيضا أننا معشرالأمة الإسلامية مع إمتلاكنا هذه الثروة الغالية لا نعمل ولا ننتفع بها . وأشار سماحة الشيخ عبد الحميد في منتهى الخطبة إلى عودة حجيج بيت الله المكرم وحضورهم في صلاة الجمعة وقال : إن حفلة هذه الجمعة لقد تعطرت بحضورالجاج الذين سافروا إلى مكة المكرمة لأداء أحد أهم أركان الدين الإسلامي وحملوا معهم إلينا ذلك العطر الموجود في تلك الديار . وقال إن أرض الحرمين الشريفين هى جنة الدنيا ورحب سماحته بمجيئ الحجيج مخاطبا إياهم : كما أنكم قمتم بالتوبة في عرفات وقبلت توبتكم إن شاءالله فاستقاموا على هذه التوبة ,  والذين وفقوا لإحياء الليالي بالصلاة والقيام فلا بد أن يواصلوا هذا العمل المبارك في أوطانهم ويلتزموا على الأقل بأداء الصلوات المفروضات بالجماعة . والسلام

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات