اليوم :14 December 2024

خطبة عيد الأضحى أمام ألاف من المصلين في مصلى ” زاهدان”

خطبة عيد الأضحى أمام ألاف من المصلين في مصلى ” زاهدان”

Imageتطرق سماحة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب الجمعة في الجامع المكي ورئيس جامعة دارالعلوم زاهدان في القسم الأول من خطبة عيد الأضحى التي ألقاها أمام مجموعة عظيمة من المصلين الذين ملئوا ساحة المصلى الواسعة بحضورهم المبكر صباح اليوم لأداء صلاة ثاني عيدهم في السنة الجارية وهو عيد الأضحى الكريم ، إلى بيان المعاني التي تشتمل عليها حياة سيدنا إبراهيم عليه السلام وحقيقة الأضحية وتوضيح قول الله تبارك وتعالى الذي قال فيه حكاية عن نبيه وخليله سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام

 ——————————————————————————-

تطرق سماحة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب الجمعة في الجامع المكي ورئيس جامعة دارالعلوم زاهدان في القسم الأول من خطبة عيد الأضحى التي ألقاها أمام مجموعة عظيمة من المصلين الذين ملئوا ساحة المصلى الواسعة بحضورهم المبكر صباح اليوم لأداء صلاة ثاني عيدهم في السنة الجارية وهو عيد الأضحى الكريم ، إلى بيان المعاني التي تشتمل عليها حياة سيدنا إبراهيم عليه السلام وحقيقة الأضحية وتوضيح قول الله تبارك وتعالى الذي قال فيه حكاية عن نبيه وخليله سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام " وإني ذاهب إلى ربي سيهدين رب هب لى من الصالحين فبشرناه بغلام حليم " قائلا : إن الآية التي تلوتها أمامكم تناسب اليوم الذي نحن فيه وهو يوم الأضحية ، فلابد أن نعرف أولا معنى الأضحية وهي تسمى قربانا وذلك لأنه سبب في تقريب العبد إلى ربه عزوجل ، ونحن بذبحنا الأضحية في هذا اليوم  نحيي سنة إبراهيم وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم في السنوات العشرة التي كانت في المدينة المنورة ، فهذا العيد عيد القربان وعيد التقرب من الله عزوجل لذلك ينبغي أن نستقبل في حياتنا كل عمل ، صلاة كانت أوصوما زكاة كانت أو أضحية يقربنا إلى الله عزوجل .

وأضاف قائلا : إن الآية تذكرنا حكاية إبراهيم عليه الصلاة والسلام الذي أعلن الهجرة من بلاده بعد ما أخلص لله الدعوة وأظهر الحق وبعد ما يئس من قبول قومه هذه الدعوة وبعد ما ألقاه قومه في النار بسبب دعوته إلى التوحيد ورفض الأصنام ، وما أصعب على نبي أن يلقى في النار بمجرد أنه يدعوا إلى التوحيد ورفض الأوثان ، فقد أراد الله عزوجل أن يرينا مكانة إبراهيم ومدى صبره واستقامته على المصائب والمكاره ، فلما تيقن سيدنا إبراهيم أن قومه لا يستمعون إلى دعوته بل لا يلتفتون إليه أصلا ، قام بالهجرة فهاجر أولا إلى الشام ثم من هنا إلى الحجاز وترك إبنه وزوجته في واد غير ذي زرع في الحجازورجع إلى الشام مرة أخرى . والله تعالى أعلم ماذا جرى في ذلك الوقت في قلب سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام عندما ترك وغادر ولده وزوجته . وبعد عودته إلى أهله في الحجازوعندما بلغ اسماعيل السعي  إبتلاه الله تعالى بإمتحان آخروهو الأمربذبح الولد ، فرأى في المنام أنه يذبح ولده  فقال لإبنه وهو ولده الوحيد إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى ، ولقد كان إمتحانا كبيرا وشاقا على إبراهيم ولكن أنظروا إلى جواب إبنه الحكيم  حيث قال لأبيه " يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين " كأنه قال لا بأس بأن يذبح إبنك إسماعيل ولكن المهم أن لا يذبح حكم من أحكام الله عزوجل ثم قال ستجدني إن شاء الله من الصابرين فرجى وتمنى من الله الصبر والإستقامة لئلا يكون مدعيا للصبر والإستقامة تجاه هذا الإمتحان العظيم . ولما ذهب إبراهيم وإسماعيل إلى منى    ،عرض لهما الشيطان وهو يحاول أن يصد إبراهيم  من تنفيذ هذا الحكم الإلهي فينهاه عن ذلك فيرميه إبراهيم بسبع حصيات حتى ذهب  ويحاول مرة أخرى فيرميه إبراهيم أيضا مرة أخرى  بسبع حصيات إلى أن يئس الشيطان من ذلك ، ويقول إسماعيل في ذلك الوقت ( حسب ما ورد في بعض الرويات ) لأبيه ، لا تذبحني و أنت تنظر عسى أن ترحمني فلا تجهز علي ، اربط يدي و رجلی ثم ضع وجهي على الأرض فلما ادخل يده ليذبحه وأمرالمدية على رقبته فحال بینهما حائل معنوی لم يحك المدية حنى نودي" أن يا إبراهيم  قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين " ففدي إبراهيم بعد نجاحه في هذا الإمتحان بكبش من جانب الله تعالى فيقوم الأب والإبن فرحين ناجحين من هذا الإبتلاء الإلهي السماوي . واليوم نحن نشاهد في ذلك المكان الذي أراد إبراهيم ذبح ولده ففداه الله تعالى بذبح عظيم ، تذبح ملايين من الأضاحي إقتداءا بسيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ولقد من الله عزوجل بهذه الأضحية التي تشتمل علي قدر كبير من الأجر والثواب والفضل ففي الأضحية لصاحبها بكل شعرة حسنة ،وإنَّهَا لَتَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ .

 فالله تعالى إبتلى إبراهيم وقد نجح إبراهيم في هذا الإختبار فقال تعالى بعد ذلك " وسلام على إبراهيم " وترك من بعده ذكر خير له بأن يسلم كل مسلم عليه إلى يوم القيمة ، ولنتعرف على هذه التضحيات التي قدمها سيدنا إبراهيم و سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من بعده والتي قدمها أمثال أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين وسائر الصحابة و أمهات المؤمنين . فكل ما نملكه اليوم ، و نشاهده اليوم من تجمع ملايين من الناس في أماكن الصلاة في البلاد الإسلامية المختلفة من ثمرات جهودهم وتضحياتهم ومن إحسانات الله عزوجل علينا .

 ثم استطرد سماحته قائلا : إن الدين الذي نملكه أيضا إحسان عظيم من عند الله تبارك وتعالى فلا نألوا في أداء أحكامها وأركانها ، ولا نتكاسل خاصة في تأدية الصلوات قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته الأخيرة : إتقوا الله في الصلاة ، فنتقي الله في الصلاة ونتقي الله في الزكاة ونتيقن أن كل مال ننفقه في سبيل الله تعالى نعوض به من جانب الله عزوجل .

ولقد أنهى فضيلة الشيخ عبد الحميد هذا الموضوع بوصية قدمها إلى الحاضرين قائلا : إن وصيتي لكم أن تتجنبوا المعاصي فإنها تقرب العبد من الشيطان ، وإياكم وشرب الخمور والمخدرات والأفلام الماجنة  ، وواظبوا على أولادكم ولا تتركوهم يكونون فريسة الجلساء السيئين ، وأحذركم من تضييع حقوق الوالدين والأبناء والجيران وعليكم بمراعاة حقوق أصحاب الحقوق خاصة في تأدية ديون الناس ، واسعوا أن تؤديهم بأحسن ما يمكن فإن الإنسان لواستشهد في معية النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر أوأحد لن يعفى عنه دين الناس . وأوصيكم كذلك بالإلتزام الكامل بأحكام الشريعة فأن مصير كل واحد منا إلى الموت ومن ثم إما  إلى الجنة وإما إلى النار .

ثم تطرق فضيلته الشيخ في القسم الأخيرمن الخطبة إلى بيان بعض الأحداث والقضايا المعاصرة كالأزمة المالية والإقتصادية التي أقلقت العالم كله قائلا : إن هذه  الأزمة الإقتصادية والمالية  التي واجهتها الدول الأروبية بما فيها الولايات المتحدة الإمريكية التي تعد أكبر دولة إقتصادية في العالم وقد تأثرت بهذه الأزمة بعض البلاد الإسلامية مع الأسف ترجع أسبابها إلى أمرين ،الأول : فشو المعاملات الربوية في هذه البلاد فإن نشاطات معظم البنوك والمؤسسات المالية  فيها ربوية بل إقتصادهم يبتني على الربا . والثاني : ظلم هذه الدول التي أباحوه على الشعوب الضعيفة كدعمهم للصهاينة المغتصبين المعتدين حقوق الشعب الفلسطيني  وقمع الشعب العراقي والويلات التي جروها على هذا الشعب بتشريد النساء والأطفال وقتل الأبرياء وإراقة دماءهم  ، وكذلك المجازرالتي أقامتها هؤلاء في أفغانستان بقصفهم مرات على المدنيين . وليعلم الشعب الإمريكي والشعوب الأروبية أن هذه المظالم والمجازر التي أقاموها في البلاد الضعيفة وخاصة الإسلامية هي التي أوقعتها في هذه الأزمة .

وأضاف سماحته قائلا : إن المطلب الثاني الذي أردت أن  أذكره ولا أريد بذلك إلا الأصلاح ،  هو بالنسبة إلى إضطراب المجتمع السني وقلقهم في هذه البلاد بسبب حرمانهم من حقين أساسيين ، الأول : حق المواطنة فإننا كما يعلم الجميع إيرانيون وقد قمنا بالدفاع عن هذه البلاد ولقد أخرج شعبنا المحتلين المعتدين من هذه المناطق في الماضي  وإن آثار مقابر الجنود البريطانيين لا زالت موجودة في المنطقة وهي خير دليل على ذلك . فالشعب السني يرجون أن يتمتعوا بكافة الحقوق التي لا بد أن يتمتع بها مواطن إيراني أكثر من الماضي. والثاني : حق الحرية المذهبية التي قررها الدستور وقد ورد في الأصل الثاني عشر من الدستور شرح هذه الحرية بأن أهل السنة أحرار في أمورهم التعليمية والتربوية وعقد محافلهم الدينية ، فمطالبتنا من المسؤلين وعلى رأسهم سماحة القائد أن تراعى حقوقنا المذهبية والمدنية كلها ، فإننا من أجزاء وأعضاء هذا الجسد الكبيروإذا اشتكى عضوفاللازم أن  يتداعى له سائر الجسد  . وهذه الحرية وهذه المواطنة من حقوقنا التي لا بد أن نتمتع بها  ، وقد أعطتنا المواثيق والقوانين الدولية هذا الحق أن نكون أحرارا في أمورنا المذهبية ونستطيع أن نقوم بتعليم وتبليغ مذهبنا إلى أتباعه ونقيم صلاتنا ونعقد محافلنا المذهبية  بحرية كاملة في جميع المدن ، وهذا حقنا من النظام الذي نطالبه بجد ونطالب كبار المسؤلين وخاصة القائد مراعاة هذه الحقوق ، فإن هذه المحافظة التي نعيش فيها كانت منفى القائد و الكثيرين من المسؤلين  في زمن النظام السابق  ،فالمطالبة والرجاء منهم أن يبذلوا توجها أكثر إلى هذه المحافظة . واستطرد فضيلته :  إن الزعيم دائما يذكرعن  أهل هذه  المحافظة بالمرابطين الغيارى فإذا كانوا كذلك فلا بد أن يجعلوا موضع عناية مسؤلى النظام أكثرمن هذا ، وتراعى حرمتهم و كرامتهم . وإن من متطلباتنا أيضا مراعاة حرمة أكابرنا ومقدساتنا و كرامتهم في هذه البلاد  أكثرمن كل شئ . والسلام   

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات