خطبة الجمعة 6 شعبان 1429

خطبة الجمعة 6 شعبان 1429
فضيلة الشيخ عبدالحميد

فضيلة الشيخ عبدالحميد

تطرق سماحة الشيخ عبدالحميد حفظه الله في خطبته يوم الجمعة إلی موضوع «ضرورة إصلاح النفس وتزكيتها والاستعداد لاستقبال شهر رمضان»، وفي الأخير قدم سماحته شكره الجزيل للجماهير حيث قاموا بخدمات جليلة وإعانات مالية لعقد الاجتماع السنوي بمناسبة تكريم خريجي جامعة دارالعلوم بزاهدان في الأسبوع المنصرم.

بدأ فضيلة الشيخ عبدالحميد إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة بمدينة زاهدان خطبته يوم الجمعة بتلاوة هذه الآية المباركة: «قد أفلح من تزكی وذكر اسم ربه فصلی. بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقی. إن هذا لفي الصحف الأولی. صحف إبراهيم وموسی»، ثم توجه إلی المستمعين قائلاً: في هذه الآية التي تلوتها أمامكم يذكرالله سبحانه وتعالی بعض الأمور الهامة، منها التزكية والإصلاح، وقد ذكر هذا الأمر في مختلف السور والآيات، ونفهم في ضوء الكتاب والسنة أن الإنسان الذي هو أشرف المخلوقات يحتاج إلی التزكية والإحسان، ويعلم أن أنواعاً من النجاسات الباطنية في وجود كل شخص، ولو لم يسع المرء أن يطهر وجوده من تلك الأرجاس فإنه يواجه أنواعاً من العذاب في الآخرة حتی يتطهر من تلك العيوب نتيجة العذاب الأخروي.
وتابع قائلاً: لو اعتنی المرء بإصلاح باطنه فإنه يستحق الإكرام وسوف يكرمه الله تعالی في الدنيا والآخرة وإن العذاب بعيد عنه.
وأردف قائلاً: هذا الرجس في الباطن الذي يذهب بالمرء إلی العذاب هو الكفر والشرك.
أكبر رجس باطني هو أن يكون الشخص علی جهل بالنسبة إلی خالقه وربه أو أن يشرك به غيره أو أن يتكبر أو يعمل الحسنات ولكن يرائي وليس في وجوده إخلاص.
من الرذائل الأخلاقية الحسد والحرص والارتشاء والمعاملات المحرمة. يقول الرسول صلی الله عليه وسلم: «تعس عبد الدينار وتعس عبد الدرهم» (أو كما قال عليه الصلاة والسلام).
النفس والشيطان يذهبان بالمرء إلی المحرمات ويوحيان إليه أن يزيد من طلب المحرمات، فعلينا أن نخالفهما ولا نسمح لهما أن يطلبا منا أكثر من الضرورة.
واستطرد قائلاً: يقول الله تعالی: «قل للمؤمنین یغضوا من أبصارهم ویحفظوا فروجهم ذلك أزكی لهم إن الله خبیر بما یصنعون . وقل للمؤمنات یغضضن من أبصارهن ویحفظن فروجهن»، فعلينا أن نخالف النفس والشيطان ونمارس تلك الأعمال الحسنة التي هي من أضداد الرذائل.
وأردف سماحته قائلاً: قال أحد من العلماء للعلامة أشرف علي التهانوي رحمه الله: إني حينما أجالسك أری نفسي كأني من الدواب والحيوانات، فقال العلامة التهانوي: إني أيضاً أری نفسي مثلما تری أنت نفسك.
فعلينا أن ننظر إلی أنفسنا كأننا أقل درجة من الآخرين وننظر إلی الآخرين كأنهم أفضل منا.
وأضاف قائلاً: شهر شعبان مدخل رمضان ويجب أن نهيئ أنفسنا لرمضان ويشير القرآن إلی هذا الأمر حيث يقول: «قد أفلح من تزكی وذكر ربه فصلی»، وكان الرسول صلی الله عليه وسلم يصوم كثيراً في شعبان، والصوم يزكي الإنسان.
في هذه الآية ذكرت الصلاة بعد التزكية، ويعلم من هذا الأسلوب أن الصلاة بعد التزكية تفوق بكثير من تلك الصلاة التي قبل التزكية.
واستطرد قائلاً: مع الأسف نحن قد نسينا أنفسنا ولا نفكر في إصلاح أنفسنا ونظن أن مشاكل العالم من ذنوب الآخرين مع أن الواجب أن ننظر إلی مشاكل العالم كأنها نتيجة ذنوبنا.
وأشار سماحة الشيخ عبدالحميد إلی عقد الاجتماع السنوي بمناسبة تكريم خريجي جامعة دارالعلوم بزاهدان في الأسبوع الماضي قائلاً: الحمدالله قد تم انعقاد الاجتماع بأحسن ما كان يمكن، ونحن نشكركم جميعاً علی ما قمتم به من الخدمات والإعانات لإقامة الاجتماع فجزاكم الله خير الجزاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات