تطرق سماحة الشيخ عبدالحميد حفظه الله في خطبته يوم الجمعة إلی موضوع "واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وكذلك استنكر سماحته مراجعة البعض إلی السحرة والكهنة وحذّرهم من الخروج عن الإسلام بسبب بعض الأفعال الشركية، وأيضاً ردّ فضيلته علی "القزويني" (المناظر الشيعي علی قناة المستقلة) حيث طالبه بالدليل في إحدی القنوات الفضائية لإثبات قوله في نفي استشهاد فاطمة؛ وفي الأخير أعلن سماحة الشيخ أن الاجتماع السنوي لأهل السنة في إيران يُعقد في تاريخ 28 و 29 من شهر رجب المرجب.
بدأ سماحة الشيخ عبدالحميد إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة بمدينة زاهدان خطبته يوم الجمعة بتلاوة هذه الآية المباركة :«والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم»، ثم توجّه إلی المستمعين قائلاً: كل واحد منا يريد أن يعيش في الدنيا مع راحة البال، ومع ذلك يريد أن يدخل في جنات النعيم يوم القيامة، ولكن لا يمكن الحصول علی تلك النعمة السرمدية دون الاعتقاد الصحيح والإيمان الكامل والعمل بأحكام الشريعة الغراء، لأن الاسلام ليس بالاسم فحسب بل يجب العمل علی تعالیم الإسلام.
وتابع قائلاً: النجاة من العذاب الأخروي في اختيار الطريق الذي يسلكه الإنسان في الدنيا، كما أنه لما نزلت هذه الآية: «وأنذر عشيرتك الأقربين»، صعد الرسول صلی الله عليه وسلم علی الصفا ونادی الناس قائلاً: «يا معشر قريش اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبدالمطلب لا أغني عنك من الله شيئا، ويا صفية عمة رسول الله، لا أغني عنك من الله شيئا، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئا».
وأردف قائلاً: النسب لا يستطيع أن ينجي الإنسان من العذاب الإلهي، ولو كان للنسب تأثير في النجاة لكان ينجو أبولهب وأبوجهل ووالد إبراهيم وابن نوح.
واستطرد قائلاً: حينما نادی نوح ربه وقال: «رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين»، قال تعالی في رده: «يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني اعظك أن تكون من الجاهلين».
وأضاف قائلاً: الأخلاق الكريمة والعمل الصالح يضمنان الفوز والفلاح في الدارين، وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من المنجيات، وهذا واجب المسلمين جميعاً وعليهم أن يفكروا في إقامة هذا الواجب خاصة في أهليهم، وينبغي أن لا يدَعوهم يتركون الصلاة وينامون عنها.
جاء في الحديث النبوي الشريف: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته»، فكل فرد وشخص مسؤول بقدر استطاعته، وأوّل مايجب علی الشخص هو إصلاح أهل بيته، ثم تتوسع هذه المسؤولية بقدر الاستطاعة.
وأردف: لماذا يترك المسلمون اليوم الصلاة وقد فشت المنكرات والمعاصي في المجتمع؟ لأننا تركنا واجبنا تجاه الآخرين وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وتابع قائلاً: لوجاء الخبر أن في مكان معين توزع المواد الغذائية والنقود مجاناً لتعجّل إلیه الجميع وكانوا يتسابقون، ولكن مع الأسف لا نجد هذا السباق إلی الخيرات والمعروفات.
وأضاف سماحة الشيخ عبدالحميد قائلاً: مع الأسف قد انتشر السفور وشاع ترك الحجاب في الأسواق، وقد لا يحضر البعض المساجد لأداء الصلوات، ومن هنا ندعوهم أن يجددوا صلتهم ويعلّقوا قلوبهم بالمساجد، وندعو الله تعالی أن يوفق الجميع لأداء الصلوات في المساجد.
قال الرسول صلی الله عليه وسلم: «أحب البلاد إلی الله مساجدها وأبغض البلاد إلی الله أسواقها».
واستطرد قائلاً: الشيطان يبذل جهده المستطاع في الأسوق ليضلّ الناس.
الیوم يؤكل حق الضعيف ولا تؤدی مهور النساء ويضيّع ميراث الضعفاء، وتستعمل المخدرات، وترِد في بلدنا الأقراص الماجنة التي تذهب بالشباب إلی الأعمال غير الأخلاقية.
وتابع قائلاً: تهريب المخدرات ظاهرة قبيحة أخری في هذه المنطقة، ومن مفاسد هذه الظاهرة اختطاف الناس إثر الخلافات والديون.
واستطرد: العذاب قريب من المجتمع الذي تهضم فيه حقوق الله وحقوق الناس وتعمل فيه بالمعاصي.
قالت عائشة رضي الله عنها يوماً لرسول الله صلی الله عليه وسلم: «أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث».
وأردف: يجب أن ننتهي عن المعاصي والمنكرات ونأمر الآخرين بالمعروف وننهاهم عن المنكر ونقرّ بالحق ولوكان مرّا.
وأشار سماحة الشيخ عبدالحميد إلی السحر والكهانة وإقبال بعض الجهلة من الناس علی السحرة والكهنة، قائلاً: هؤلاء السحرة من الذين لا يؤمنون بالله تعالی، وقد حرّم الإسلام الرجوع إلی السحرة، وإن مراجعة الكهنة والسحرة تناقض إيمان الشخص وإسلامه، وربما تؤدي إلی خروجه من دائرة الإسلام، ويجب علی المؤمنين أن يفوضوا أمورهم إلی الله تعالی.
وأشار سماحة الشيخ عبدالحميد إلی قضية وفاة فاطمة رضي الله عنها حيث يزعم البعض أنها استشهدت، قائلاً: اعترض البعض في إحدی القنوات الفضائية علی موقفنا تجاه هذه القضية وطالبَنا بالدليل، ونحن نقول لهم بأن الدليل للإثبات لا للنفي، وأنتم إذ تقولون بثبوت هذه القضية فعليكم أن تأتوا بالدليل، وأما نحن فننفي ثبوتها، والنافي لا يُطلب بالدليل.
وأضاف قائلاً: قبل أيام كانت مناظرة علمية حول قضية وفاة أو استشهاد فاطمة في إحدی القنوات الفضائية وقد رأينا فيها ضعف الدلائل التي جاء بها هذا الرجل الذي طالبَنا بالدليل (يعني القزويني) وصار مغلوباً في المناظرة.
وفي الأخير أشار سماحته إلی قرب موعد الاجتماع السنوي لأهل السنة في إيران بمناسبة تكريم خريجي جامعة دارالعلوم بزاهدان، قائلاً: سيعقد هذا الاجتماع بعون الله تعالی في 28و 29 من شهر رجب، وهذا الاجتماع كله خير للحكومة وللشعب، ولا يتضرر منه أحد، ويشارك فيه الجميع من المسؤولين وسائر الشعب، ونرجو أن تنزل البركات والرحمات علی هذا الاجتماع.
وأضاف قائلاً: منذ 20 عاماً نحن نقوم بعقد هذا الاجتماع وإنه سيستمر بعون الله تعالی ونرجو أن لا تنسوا حفلكم من الدعاء والتبرعات المالیة حتی يتم عقده بأحسن ما يرام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليقات