خطبة الجمعة 5 من ربيع الثاني

خطبة الجمعة 5 من ربيع الثاني

Image
بدأ سماحة الشيخ عبدالحميد إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في مدينة زاهدان خطبته يوم الجمعة بتلاوة هذه الآية المباركة: «إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون»، ثم توجّه إلی المستمعين بالقول:أيها السادة! تلوت أمامكم هذه الآية، وحقيقة إن من السهل الميسور الإقرار بـ "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ولكن العمل والثبات عيها صعب جداً، لأن مقتضاها الثبات علی الدين حتی يأتي الأجل (واعبد ربك حتی يأتيك اليقين).

وقد أنشد شاعر الإسلام محمد إقبال رحمه الله: «لما أقول أنا مسلم، ترتعد فرائصي، لأني أعرف مقتضيات كلمة "لا إله إلا الله"».
وأضاف قائلاً: إن الإنسان لما يعتنق الإسلام أول ما يخالفه النفس، وهي دائماً في جدال مع الدين والمعروفات وتريد الكذب والظلم والمنكرات.
والعدو الثاني: هو الشيطان الذي يهدي الناس إلی الظلمات، ولكن المسلمين يريدون الهداية إلی النور وعلی ذلك هو لا يفری حتی نحاربه.
والعدو الثالث: الشياطين الإنسية والجنية وهي تدفع الإنسان نحو الكذب والغيبة والمعاصي. علی سبيل المثال إنك لو تريد الحج فأتباع الشيطان من الإنس الذين ينطق الشيطان علی لسانهم يقولون: هذا حاج، أو تفعل الصالحات فيقولون: هذا صوفي، أو تصلي التهجد فيقولون: إذا ذهبت إلی الجنة فاذهب بنا أيضاً.
وقد أخبر القرآن بأن الله يبلي الإنسان بالصبر والثبات، وقد بين القرآن ابتلاء السابقين.
وتابع قائلاً: لما سافرت إلی طهران قال لي واحد من الإخوة: إن السير يمنعي أن أودي صلاة المغرب. فقلت له توقف في جانب من الشارع وصل صلاتك. فقال: إن الذي يريد أن يؤدي صلاته في جانب من الشارع يفستهزأ به.
واستطرد سماحة الشيخ بالقول: إن الثبات علی الدين قد أتعب الأنبياء والأولياء. وكان يقول الشيخ عبدالعزيز رحمه الله: إن الثبات قصم ظهر الأولياء.
وأشار سماحة الشيخ إلی رحلته إلی الهند، قائلاً: في الأسبوعين الأخيرين سافرت إلی الهند تلبية لدعوة موجهة إلیّ من جامعة ندوة العلماء بلكنو للمساهمة في ملتقی الإمام أبي الحسن علي الندوي رحمه الله، من الأعلام الذين عرضوا الإسلام بلغة العصر وأسس مراكز لنشر كتبه إلی اللغات المختلفة.
قد زرت كثيراً من المؤسسات العلمية في الهند، منها جامعة دارالعلوم بديوبند التي سميت بـ "ازهر آسيا"، ومنها مركز نظام الذين (مركز التبليغ)، وكذالك شاركت في دورة المجمع الفقهي، وأيضاً دفعيتف إلی حفل عفقد بمناسبة افتتاح كلية جديدة بجامعة إسلامية تابعة لندوة العلماء بلكنو وأعجبني برامجها الدراسي.
قد ألقيت في ذاك الحفل كلمة وقلت: إن العالم يعاني من مشكلتين: الأولی أن الغرب يری أنه في غنی عن علوم الشريعة، والثانية أن المسلمين يزهدون في العلوم العصرية.
وأردف قائلاً: قد حضر في افتتاح الكلية في تلك الجامعة نائب الحاكم لذاك الإقليم وهو أمر مساعده المسلم أن ينقل حاجات المسلمين إليه، وقال: لوكنت في المنام في الساعة الثانية من الليل لا بأس أن توقظني من النوم لحلّ مشاكل المسلمين.
وتابع: قلت لذاك المسئول سأنقل هذا الخبر السارّ إلی بلدي وأحكيه للناس.
وقال سماحة الشيخ: والشيء الثاني الذي لفت نظري أن كثيراً من لوحاتهم تكتب باللغة الفارسية وقلت لهم: إن ملح لغتكم هو الفارسية وملح لغتنا هو العربية، وأتأسف لما أری بعض الأشقياء يريدون تجرد اللغة الفارسية من الكلمات العربية.
واستطرد قائلاً: ما رأيت في الهند أي تمييز طائفي ضد المسلمين في مجال الاستخدام، فإن كثيراً من الوزراء في الحكومة هم من المسلمين ولهم مشاركة بناءة في إدارة بلادهم.
وقد أبان سماحة الشيخ عن تحريضه ملسمي الهند علی إرسال أبنائهم إلی الجامعات ودويّ كلمته في الصحف والمجلات الهندية.
وفي الأخير انتقد سماحة الشيخ مبادرة المسئولين بمنع مؤتمر كان من المقرر عقده حول مؤسس جامعة دارالعلوم بزاهدان الشيخ عبدالعزيز رحمه الله ، وقال: إن 21 سنة تمضي من ارتحال الشيخ عبدالعزيز رحمه الله وهو الذي سبب الصحوة الإسلامية في إيران ولاسيما في هذا الإقليم، وهو كان شخصيته جامعة لجميع الخصال الحسنة وقد شاهدتم هذه الخصال في حياته.
في هذا العام أردنا عقد ملتقی ومؤتمر حول حياة الشيخ إلا أن الحكومة منعت عقده.
وأضاف قائلاً: نظراً إلی أن الشيخ كان شخصيته نافعة للسنة والشيعة وهو كان مقدماً في أمر الوحدة بين المذاهب ما كنا ننتظر أن يمنع هذا الملتقي من قبل المسئولين.
لقی الشيخ عبدالعزيز مؤسس الثورة في النجف وسئله آية الله الخميني عن الوحدة في محافظة بلوشستان فأخبره الشيخ بأنه لا يوجد أي ملف في التفرقة في محكمة زاهدان ففرح.
كيف يطيب للمسئولين أن يمنعوا هذا المؤتمر، ونحن لا نقصد أهدافاً سيئة من عقده. 
وأردف: احتراماً للقانون نؤخر عقد المؤتمر حتی نحصل علی جواز من قبل المسئولين ولا نتنازل عنه وسنعقدها بجزم إن شاء الله في فرصة أخری.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات