خطبة الجمعة 14 من ربيع الأول

خطبة الجمعة 14 من ربيع الأول

Image
قال فضيلة الشيخ عبدالحميد إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في مدينة زاهدان في خطبته يوم الجمعة: إن الله تعالی يخاطب المؤمنين ويقول لهم: «يا أيها الذين آمنو قوا أنفسكم وأهليكم ناراً»، أي نار العذاب واللعنة.
 يدعو سبحانه وتعالی المؤمنين إلی التفكر في نجاة الأنفس و الأولاد من هذه النار، ثم يذكر سبحانه وتعالی أن وقود هذه النار هو بدن الإنسان والحجارة.
ليست هذه النار هي نار الدنيا بل هي نار الآخرة ولها حرارة لاتساويها نار و حرارة ولها رائحة كريهة منتنة.

واستطرد: هذه النار تحرق الأجسام، وإنه تعالی يعذب بها العصاة من عباده.
«عليها ملائكة غلاظ شداد». هؤلاء الملائكة لاتوجد فيهم رحمة بالنسبة إلی أهل جهنم ولايرحمون أحداً‌ منهم وهؤلاء هم ملائكة العذاب. نسأل الله تعالی أن يفنجينا ويبعدنا من النار.
وتابع قائلاً‌: خزنة جهنم لايعصون أوامر الله تعالی طرفة عين بل يمتثلون أوامره حرفاً‌ حرفاً‌.
وأردف: إن الله تعالی ينبه المسلمين ويقول لهم إن خطر العذاب يهدد أولادكم وإياكم، فعلی المسلمين أن يفكروا في النجاة من هذه الأخطار المحيطة بالجميع، ولايمكن النجاة إلا باتباع القرآن والسنة والكف عما نهی عنه القرآن والسنة.
القرآن هو حبل الله المتين وإنه يحفظ المرء من العذاب ويذهب به إلی الطريق المستقيم.
علينا أن نمتثل أوامر الله تعالی ونكون علی حذر من المخاطر التي تهددنا، وكذلك علينا أن نفكر في آخرة الأولاد ونجاتهم من هذه المخاطر كما نفكر في معاشهم الدنيوي.
وأضاف سماحته قائلاً: يقول العلماء أن الذنوب تتبدل في الآخرة إلی العذاب وأن الأعمال الصالحة تتبدل إلی نعيم الجنة.
وتابع قائلاً: لكل عمل من الأعمال السيئة والمعاصي والذنوب جزاء خاص وسيواجه العصاة أنواعاً‌ من العذاب وفقاً‌ لأعمالهم.
واستطرد قائلاً: عليكم أن ترشدوا أولادكم إلی الخير وتقصوا عليهم قصص السلف الصالح وتحرضوهم علی تعلم العلوم العصرية والإسلامية ويجب أن لانسأم من النصيحة للأولاد، لأن نتيجة النصيحة ستظهر علی صعيد الواقع ولو بعد حين.
وتابع قائلاً‌: إخوتي الأعزة! نحن نعاني اليوم من الهجمة الثقافية والغزو الفكري في مناطقنا وإن الأعداء قد وجهوا سهامهم إلی ثقافتنا الدينية ويريدون أن يذهبوا بأولادنا إلی الفساد والفحشاء والشذوذ الخلقي.
وأضاف بالقول: ينبغي أن تأتوا بأولادكم إلی المساجد وتأمروهم علی إقامة الصلوات، ولاتتركوهم علی حالهم حتی ينحرفوا عن الصراط المستقيم ويكونوا فريسة للأعداء.
يقول الرسول صلی الله عليه وسلم: «ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته»، فلاتسأموا من النصيحة لهم ولاتميزوا بين أولادكم.
الذنوب تجلب وتجذب الشباب إليها، وهذا الأمر يستدعي ويتتطلب مزيداً من العناية إلی أمور الآخرة ومذاكرة أحوالها في البيوت، وعليكم أن تراقبوا أبنائكم حتی لاينجذبوا إلی الأقراص والأشرطة الماجنة وأصدقاء السوء والبيئة الفاسدة.
واستطرد قائلاً: نجد اليوم أن المسلمين يستفيدون من القنوات الفضائية الغربية، ولكني أحذركم من تلك الأهداف التي يريد العدو تحقيقها دون هذه الممارسات، لأن أعداء الإسلام وجدوا هذا الطريق أحسن وسيلة لنشر الشذوذ الخلقي بين أبناء المسلمين، وهذه القنوات أخطر علی أبنائنا من الرصاصات والقنابل.
الشباب في حاجة إلی عنايتكم إليهم، وكذلك لاتنسوا بناتكم من النصيحة، وينبغي أن توصلوا البنات إلی المدارس العصرية والدينية وتصاحبوهن في الطريق.
وتابع: من الواجب علی الوالدين أن يوقظوا أولادهم لصلاة الفجر، ولايرحموهم في إيقاظهم للصلاة، وينبغي لكم أن تخصوا مكاناً‌ خاصاً‌ في البيت لأداء النوافل.
وأشار سماحة الشيخ عبدالحميد إلی أسبوع الوحدة في إيران قائلاً: المسلمون في حاجة ماسة إلی الوحدة ويجب علی جميع المسلمين أن يراعوا هذه الوحدة ويدفعوا أيّ ثمن لازم لنيل هذا الهدف النبيل، وإنّ الفتن الطائفية تنشأ من ضيق الأفق.
وأشار أيضاً‌ إلی الانتخابات التشريعية في إيران قائلاً‌: إني أشكركم علی حضوركم عند صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتكم في الانتخابات التشريعية، فجزاكم الله خير الجزاء.
وأضاف بالقول: قبل الانتخابات قلت للمسئولين أن كثرة القوميات والمذاهب في مدينة زاهدان تتطلب أن تراعی المساواة في لجان الرقابة والإشراف علی الانتخابات بين الأقوام والمذاهب حتی لا يفتهم البعض بالتزوير، ولكن مع الأسف لم يراع المسئولون هذا الأمر وقد شاهدنا كثيراً‌ من القضايا والمشاكل والاضطراب الفكري والقلق في أمر الانتخابات. لو روعي هذا الأمر لما كانت الشكوك تحوم حول مصير الانتخابات.
وتابع قائلاً‌: قد طفرد كثير من المراقبين والمشرفين علی الانتخابات من عملهم، وهذا الأمر أثار كثيراً من الشكوك حول نزاهة الانتخابات وشفافيتها.
وأردف بالقول: يجب أن يسعی الجميع لإجراء العدالة في الانتخابات لأن الحكومة تدعي أنها تهدف إجراء العدالة في جميع المجالات.
واستطرد قائلاً: إني لاأری أمراً‌ يمنع حضور المراقبين الدوليين للإشراف علی الانتخابات في إيران حتی يری العالم حرية الانتخابات في بلادنا، ولو كان أمر الانتخابات مفوضاً‌ إليّ‌، لدعوت كافة المراقبين الدوليين حتی يتعلموا الحرية والعدالة منا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات