أنا مسلم من أبناء المسلمين الذين يعيشون مظلومين مضطهدين تحت نيران الظلم والهجمية. أنا مسلم أنتسب إلی بيت الإيمان والإسلام وأفتخر بالقرآن وبتعاليمه القيمة، ولي صلة بالنبي الكريم محمد صلی الله عليه وسلم صلة الحب والغرام. أعيش بحب القرآن والرسول صلی الله عليه وسلم، أعيش تحت ظلال الإسلام الوارفة بسعادة قلبية وفرح مكنون رغم الضغطات التي أواجهها.
أنا مسلم أنتسب إلی الصحابة الكرام البررة، إلی أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وخالد و … الذين دافعوا عن الدين الحق دفاعاً لاينساه التاريخ وتتلألأ أسمائهم في سماء المجد والشرف، وزعزعوا بنيان الكفر المشيد وركلوا الدنيا وبهجتها واستهانوا بالحياة وملاذها وتركوا الأهل والراحة لكي يصلوا إلی مقاصدهم النبيلة وأهدافهم الجليلة. نعم وصلوا إلی ما وصلوا إليه ولاينكره تاريخ ولاينساه المورخون والباحثون.
نعم! أنا أنتسب إليهم ولكن وقعت في وحشة وعزبة، أنا مسلم أبيّ لاأرتضي بالظلم وهضم حقوق الإنسانية، لاأرتضي إلا بالإسلام الصحيح وأسعی لهذا العمل المجيد، ولكن أشكو من أبناء الزمان وعدم مساعدة الإخوان. أنا أسعی لكي أعرف الحق وأهله وأعمل بكتاب الله وأتبع سيرة النبي الكريم صلی الله عليه وسلم وسننه وسيرة أصحابه الكبار والأئمة الأخيار، ولكن أری علی طريق الحق عوائق ومشاكل.
أری أن المسلمين الذين ينتسبون إلی النبي صلی الله عليه وسلم وصحبه البررة الأخيار رضي الله عنهم قد تركوا طريقتهم وابتعدوا عن منهجهم ويشربون كأس المنون بهذا العمل السيء ويقتفون آثار الكفرة والفجرة وتورطوا في الذل النفسي ولايرضون بالإسلام ديناً عالمياً خالداً.
أنا مسلم، هل تعرفني يا مسلم؟!
انا أعيش بإيماني في أقصی العالم ولي مشاكل عديدة وأتحمل المصائب والشدائد في سبيل الله، أنا أعيش عيشاً صعباً تحت هجمات التهم والإفتراءات، ولايتركونني حراً في ديني وعقيدتي وتفكيري، وما هي جريمتي الإ الإسلام وحب النبي الكريم صلی الله عليه وسلم والعقيدة بالقرآن، وليس لي ذنب إلا الانتساب إلی هذا الدين الذي يخرج الناس من عبادة العباد إلی عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلی عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلی سعة الآخرة، كما قال الصحابي البطل ربعي بن عامر رضي الله عنه. هذا هو السبب الذي جرّ عليّ وعلينا العداء المكشوف من جانب الحكومات.
أنا مسلم، قد هجم الأعداء لكي يغتصبوا أرضي وبلادي، وأنا أناضلهم وأدافع عن عقيدتي وإيماني وبلادي وأحمي أبناء قومي. أنا أعيش في الشيشان تحت ضغوط الكفرة وأدعياء الإلحاد وبين غفلة إخواني الذين ينتمون إلی ديني وإسلامي.
أنا مسلم، هل تعرفني يا مسلم؟!
أنا مظلوم مضطهد أتجرع كأس المنون في "البورما" حيث قد أحاطت بي الممالك الإسلامية ولايعرفني المسلمون ولايستخبرون عن حالي.
أنا مسلم، هل تعرفني يا مسلم؟!
أنا أعيش في أروبا تحت وطأة الكفر وأياديه الظالمين الذين لايعرفون الرحمة ولاصلة لهم بالإنسانية، ولكن العجب كل العجب منك، فإنك مسلم ولاتعرفني ولايهمك أمري ومعاناتي ولايزعجك آلامي لأنك لاتعرفني.
ألست أخي في الله؟ أليس قرآننا واحد ونبينا واحد؟ فلماذا تركت مصيبتي ومعاناتي ولاتستخبر عن حالي وحال إخواني ولايهمك إلا المال و الراحة؟!
أنسيت أن نبينا صلی الله عليه وسلم قال: «المؤمنون في توادهم وتراحمهم كجسد واحد إذا اشتكی منه عضو تداعی له سائر الجسد بالسهر والحمي» (أو كما قال عليه الصلاة والسلام).
أراك يامسلم تسعی وراء حطام الدنيا وجمعها ليل نهار. تسعی وراء الراحة واللذة. تسعی وراء المناصب الكبيرة والمصادر الوفيرة للحصول علی الرفاهية الكثيرة والعيش الرغيد. تسعی لكل شيء يتعلق بحياتك الدنيا ولكن مع الأسف الشديد لاتسعی لأجل الإسلام ولايهمك أمر المسلمين وأخبارهم في أقصی العالم وأدناه وفي شتی بقاع العالم. لاتسعی لأجل الدين واليقين ومعرفة القرآن معرفة صحيحة، فكيف يهمك خبري إذا لم تتصل بالدين.
نعم! أنا مسلم تجمعنا أخوّة الإسلام والإيمان ولكن قد انقطعت صلة الأخوة ونسينا حبل الله المتين ولم نعتصم به اعتصاماً يزيد في قوتنا ونشاطنا.
فيا حبذا رجال تركوا زخارف الدنيا وزينتها وراءهم ظهريا وحرموا علی أنفسهم العيش الذليل وكافحواالباطل وصمدوا أمام غطرستهم وخيلاءهم ومارسوا جهودا جبارة لمحو الظلم والعدوان وإغاثة الملهوفين والمستنصرين، وأجابوا ندائهم ولبوا أصواتهم وصراخهم.
فإلی متی يا مسلم لاتنتبه عن سباتك العميق؟
إلی متی تركض خيل نفسك وراء الشهوات والملذات؟
إلی متی تنسی إخوانك المظلومين؟
و إلی متی ؟ وإلی متی؟؟!!
تعليقات