خطبة الجمعة 7 من ربيع الأول

خطبة الجمعة 7 من ربيع الأول

يقول يوسف عليه السلام لعزيز مصر: «اجعلني علی خزائن الأرض إني حفيظ عليم»، فمن صفات النائب والممثل أن يكون قوياً‌ أميناً‌ حتی لايبيع شعبه، ولا يتورط في الفساد والانحلال الخلقي، ويجب أن يكون النائب مدافعاً عن حقوق الشعب ولايكون كالصم البكم بحيث يخاف من الدفاع عن حقوق الشعب، وعليه أن يكرس حياته في سبيل الخدمة وأن يغامر بنفسه ليحصل الشعب علی حقوقهم….

 

 

**********************
خطبة الجمعة 7 من ربيع الأول


قال فضيلة الشيخ عبدالحميد إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في مدينة زاهدان في خطبته يوم الجمعة: تكلمت أمامكم في الأسبوع الماضي حول موضوع الصداقة والأمانة حيث أنهما من تراث الحضارة الإنسانية وخاصة من الأمور التي أكد عليها الإسلام وحث المسلمين علی امتلاك هذه الثروة العظيمة. أريد في هذا الأسبوع أن أتكلم حول الصداقة.
وأضاف: الصداقة من أبرز سمات الحضارة البشرية وإنّ‌ الصداقة من الأمور التي كانت لها مكانة عالية مرموقة بين مختلف الأجيال والملل، ولما جاء الإسلام جعل لها مكانة متميزة.
وتابع قائلاً: حينما نذكر كلمة «الصداقة» يتبادر إلی الذهن أنها ترتبط بالقول فحسب مع أن الواقع خلاف ذلك، لأن الصداقة لها شعب كثيرة وإن لها صلة مع العقيدة والأعمال والممارسات والأخلاق والنيات.
وأردف قائلاً: يجب أن تكون الأعمال والممارسات وفقاً للصداقة حتی نكون عند الله من الصادقين، كما جاء في الحديث النبوي الشريف «إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلی الفجور وإن الفجور يهدي إلی النار وإن الرجل ليكذب ويتحری الكذب حتی يكتب عند الله كذاباً وعليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلی البر وإن البر يهدي إلی الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحری الصدق حتی يكتب عد الله صديقاً»، فعلينا أن نبحث عن الصداقة ونكون صادقين في جميع شئون حياتنا، ونترك الكذب.
واستطرد سماحته قائلاً: حينما ننظر إلی التاريخ، نری أن الأمم التي فشي فيهم الكذب فإنهم واجهوا العذاب والخزي في هذه الدنيا وأنه صار مصير الجاحدين الكاذبين الكافرين هو الهلاك وقد أبيدوا عن بكرة أبيهم.
وأردف: انظروا إلی عاد وثمود ولوط وقوم فرعون أنهم واجهوا سخط الرب سبحانه وتعالی وعذابه في الدنيا نتيجة لطغيانهم وإسرافهم في المعاصي وخاصة في الكذب والكفر، ولكن من جهة أخری نری ابراهيم علی نبينا وعليه الصلاة والسلام أن ذكره قد بقي إلی قيام الساعة بين الأقوام والملل. «واذكر في الكتاب ابراهيم إنه كان صديقاً نبياً».
السلام من الله علی الأنبياء إلی يوم القيامة لأنهم كانوا من الصديقين.
الصدق ينجي والكذب يهلك.
الكذب باطل يفضح المرء ويذهب بماء وجهه، ولم يشهد التاريخ أن قوماً‌ وصل إلی الكمال والازدهار نتيجة للكذب، ولكن من ناحية أخری شهد التاريخ أن الصدق يضمن الفلاح والازدهار والتلألؤ للأقوام.
وأضاف سماحته قائلاً‌: نری أن أكثر من مليار شخص يفتخرون اليوم بمحمد صلی الله عليه وسلم ويتبعونه في السراء والضراء لأنه كان صديقاً نبياً‌.
وتابع قائلاً: إذ ننظر إلی الملوك وإلی تاريخهم لانری لهم ذكراً‌ حسناً‌ علی مرّ‌ العصور والأزمنة ولكن إذ ننظر إلی صحابة الرسول صلی الله عليه وسلم نری أن حبهم قد تمكن في قلوب المسلمين مع أن كثيراًً منهم كانوا من الإماء والعبيد، وهذا نتيجة الصدق والأمانة.
وأردف بالقول: الصدق يبقی ولكن الكذب باطل يضمحل، الصدق كالماء الصافي والكذب كالزبد.
يظن البعض أن الكذب في التجارة يزيد في تجارتهم وأموالهم وهذا زعم باطل لأن الكذب يذهب ببركة المال ولكن الصدق يزيد في بركة المال.
وتابع قائلاً: ينبغي أن يجتنب الجميع من أن يعطوا أبنائهم من الرزق الحرام.
يجب أن نمتثل أوامر الله تعالی وننتهي عن المنكرات والمعاصي ونخاف الله تعالی وتكون مجالستنا مع الصادقين الصالحين، لأن المجالسة لها أثر كبير في المرء، إلا أن تكون المجالسة لأجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فعليكم أن تمارسوا الصداقة في حياتكم لأنها تضمن سعادتكم في الدارين. الدين الإسلامي هو دين الصداقة وإن القرآن هو قول الصادق «قل صدق الله».
واستطرد قائلاً: يجب أن لانشير إلی أحد بالكذب وعلينا بممارسة الصدق والصداقة في جميع شئون حياتنا وهذا ما جاء به الإسلام.
وأشار سماحة الشيخ عبدالحميد إلی الانتخابات التشريعية في ايران قائلاً‌: يجب أن نكون علی وعي تام في انتخاب المرشحين. علينا أن نلقي بأصواتنا لصالح الشخص القادر القوي الذي يتمتع بنعمة العقل والتدبر بحيث يستطيع أن يطرح الأمور المفيدة في مجلس الشوری الإسلامي ويجعلها كالقوانين البناءة للشعب.
لو فاز بعض الضعفاء في هذه الانتخابات فهذه أمارة ضعف مجلس صيانة الدستور حيث رفض أهلية كثير من المرشحين.
وأضاف فضيلته قائلاً: ليست علامة قدرة المرشح أن يكون علمه أكثر من الآخرين، لأن كثرة العلم لاتكون دليلاً‌ علی قدرة صاحبه ومهارته في مجال التفكر والعمل.
كثيراً ‌ما راجع المريض الطبيب ولكن الطبيب كتب له وصفة خلاف مرضه وقد ازداد مرضه،‌ وهؤلاء المرشحون كلهم من المثقفين، ولكن هناك فرق كبير بينهم في العمل، ويجب أن تنتخبوا من يكون قوياً أميناً‌ وجيهاً.
وتابع قائلاً‌: يقول يوسف عليه السلام لعزيز مصر: «اجعلني علی خزائن الأرض إني حفيظ عليم»، فمن صفات النائب والممثل أن يكون قوياً‌ أميناً‌ حتی لايبيع شعبه ولايدخل في الانحلال والفساد الخلقي، ويجب أن يكون النائب مدافعاً عن حقوق الشعب ولايكون كالصم البكم بحيث يخاف من الدفاع عن حقوق الشعب، وعليه أن يكرس حياته في سبيل الخدمة وأن يغامر بنفسه ليحصل الشعب علی حقوقهم.
واستطرد قائلاً‌: الإدلاء بالصوت قضية اجتماعية وإنها أفضل من الأعمال الانفرادية، لأنها قضية تعيّن مصير البلاد والشعب، ولايمكن إدارة البلاد بغير البرلمان.
إني أوصيكم أن تدلوا بأصواتكم لصالح شخصين في زاهدان لأن من المقرر أن يدخل اثنان من المرشحين في البرلمان نيابة عنكم.
وأضاف قائلاً: كذلك أوصي النساء أن يحضرن عند صناديق الاقتراع مع الحجاب الكامل وأن يصاحبن بعض أبنائهن لكتابة إسم المرشحَين.
 تصلنا بعض التقارير أن صناديق الاقتراع واجهت بقلة إقبال الناس حتی الآن وإني أوصيكم أن تساهموا في الانتخابات.
وأردف قائلاً‌: وأما وصيتي للقائمين علی الانتخابات أن يحفظوا أصوات الناخبين وأن يراعوا العدالة ويجتنبوا التزوير لأن التزوير في الانتخابات يفضح من تورط في هذه الجريمة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات