خطبة الجمعة 22 من صفر

خطبة الجمعة 22 من صفر

إن الله تعالی يطلب منا التوحيد لأنه لايحتاج إلی أحد وهو تعالی لايحتاج إلی الأنبياء والأولياء ولا إلی الجمادات والنباتات ولا إلی أي مخلوق آخر وهذا (التوحيد) هو الأصل في جميع الأديان السماوية. يقول تعالی مخاطباً رسوله: « قل لاأملك لنفسي ضراً ولانفعاً». فهو الذي يدفع الضرر وليس النفع ولا الضرر إلا بيده تعالی ولايستطيع أي ولي ولانبي أن يجلب نفعاً ولا أن يدفع ضرراً…

 

 

 

*******************************
خطبة الجمعة 22 من صفر


بدأ فضيلة الشيخ عبدالحميد إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في مدينة زاهدان خطبته يوم الجمعة بتلاوة هذه الآية المباركة: «إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب. الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلی جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار»، ثم توجّه إلی المستمعين بالقول: إن الله تعالی عظيم قدير مقتدر خَلَق كافة الموجودات في العالم.
هو واحد أحد فرد صمد لاشريك له، خلق الكائنات بحكمته وفقاً لهدف خاص يريده.
وأضاف قائلاً: هو خالق كل الموجودات في هذا العالم وهو الله الذي لاشريك له، فلونظرنا إلی ورقة أو أضعف المخلوقات مثل الذباب نری أن الخالق هو الله لاغيره.
المهم في هذا المجال أن نعرف الله تعالی. إذ نخضع أمام الله تعالی ونسجد له لو علمنا أنه هو واجب الوجود وعبدناه علی معرفة وبينة لتسهل علينا العبادة.
وتابع قائلاً: عليكم أن تعرفوا ربكم واتلوا القرآن وخذوا معرفته من كتابه إذ هو يعرّف نفسه.
يقول الرسول صلی الله عليه وسلم: «اللهم لاأحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت علی نفسك».
وأردف بالقول: ليس أحد أعرف بالله من ذاته، فلا أحد يعرفه مثل ما هو يعرف نفسه، ولايوجد مفعرّف لذاته مثل القرآن فإنه يعرّف الله تعالی مع كافة صفاته.
يقول العلامة محمود الحسن الديوبندي (المعروف بشيخ الهند): كثير من صفات المخلوقين تضاهي صفات الخالق بحسب الإسم والظاهر ولكن هناك فرق كبير بين صفات الله تعالی وصفات المخلوقين، فإنه تعالی يری ولكن لا كرؤيتنا، لأن رؤيته لاتنحصر بشيء دون شيء بل يری كل شيء ورؤيته محيطة بكافة الأشياء، وأما رؤيتنا منحصرة ونری أمامنا ولانری ماوراء الجدران.
هو تعالی عليم بذات الصدور وعلمه محيط بكافة الأشياء وأما علمنا بالنسبة إلی علمه ليس بشيء، كما قال خضر لموسی عليهما السلام حينما جاء عصفور ونقر في البحر «ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر».
واستطرد سماحة الشيخ عبدالحميد قائلاً: عفلمف الأولين والآخرين وكذالك العلم الذي يفدرّس في كافة المدارس والجامعات كقطرة أمام بحر محيط من علم الله تعالی.
يقول الله تعالی: «قل لوكان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولوجئنا بمثله مدداً».
إن الله تعالی خلق الشمس والقمر والكواكب ويصل إلينا نور الشمس من تلك المسافة الشاسعة، فهو قادر مقتدر عظيم.
إنه تعالی خلق الأرض وجعل عليها من مخلوقاته وجعل لاستفادة الإنسان أصنافاً من الأثمار والألبان واللحوم.
نعم! لكل هذه الأمور خالق مدبّر «ذلك تقدير العزيز العليم».
سبحان الله ما أقدره وأعلمه.
هو الذي خلق البحر وجعله مسخراً للإنسان بحيث يمكن له نقل الأمتعة الثقيلة عن طريقه. جعل في البحر أنواعاً من الحيتان والأسماك لاستفادة الإنسان وإنه تعالی يرفع البخار من البحر ويرسل المطر إلی سائر المناطق.
وتابع قائلاً: هناك بعض من يقيمون حفلات لشروع الربيع ويجب عليهم أن يسجدوا لله ويشكروا له بدل هذه الحفلات والاحتفالات.
اليوم يستخرج البشر المعادن من الأرض، وكافة هذه الأمور من فضل الله. عليكم أن تعرفوا ربكم. هو الذي خلق البشر من نطفة وأعزّه في العالم «لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم».
هو الذي أعطی الإنسان نعمة العقل والإدراك وقدرة البطش والمشي وعلّمه طريق الحياة وآتاه الخفلفق والحضارة.
وأضاف قائلاً: هو الذي خلق الليل والنهار نعمة منه علی البشر وجعل لكل منها ميزة خاصة. هو خالق الإنسان وكافة النباتات والجمادات، فعلينا أن نعرف هذا الخالق.
إن الله تعالی يطلب منا التوحيد لأنه لايحتاج إلی أحد وهو تعالی لايحتاج إلی الأنبياء والأولياء ولا إلی الجمادات والنباتات ولا إلی أي مخلوق آخر وهو الذي اعترف أفضل الرسل بالعجز أمامه وخضع أمامه، وهذا (التوحيد) هو الأصل في جميع الأديان السماوية.
يقول تعالی مخاطباً رسوله: « قل لاأملك لنفسي ضراً ولانفعاً». هو الذي يدفع الضرر وليس النفع ولا الضرر إلا بيده تعالی ولايستطيع أي ولي ولانبي أن يجلب نفعاً ولا أن يدفع ضرراً. «وإن يمسسك الله بضر فلاكاشف له إلا هو».
وأردف قائلاً: التوحيد هو الأصل، فلو اعترف البعض بالنبوة والمعاد ولكن كانت بعض النقائص في توحيده فهو ليس بمؤمن.
جاء في الحديث الشريف أن من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة.
وتابع: الكلمة الثانية هي محمد رسول الله، فعلينا أن نعترف برسالته و نمتثل أوامره لأنه هو الذي جاء بهذه الأحكام من عند الله تعالی.
علينا أن نفكر في مخلوقات الله تعالی وفي أنفسنا حتی تتمكن عظمة الله تعالی وجلاله في القلوب.
الأنبياء جاؤوا برسالات الله تعالی حتی يذهبوا بالبشر إلی الطريق المستقيم وإلی جنات الفردوس، وكل من كفر برسالات الأنبياء و لم يمتثل أوامر الله تعالی فإنه تعالی سوف يعذبه.
كلما عرفناه نمتثل أوامره ونطيعه أكثر من قبل ونجتنب عن معاصيه.
نسأل الله تعالی أن يفدخل «لا إله إلا الله محمد رسول الله» في قلوبنا وأن يوفقنا للاستقامة علی هذه الكلمة.
وأشار سماحة الشيخ عبدالحميد إلی قرب موعد الانتخابات التشريعية في ايران قائلاً: مع أنه قد رفض مجلس صيانة الدستور أهلية عدد كبير من المتخصصين لخوض الانتخابات ولكن علينا أن نختار في هذه المدينة شخصين من أصلح المرشحين الذين بقوا في هذا الميدان ويجب أن نحافظ علی الوحدة في هذا المجال، وكذلك أوصي الشيعة أن يتفقوا علی شخص ونحن أيضاً نختار شخصاً منا حتی يمكن لشخصَين صالحَين أن يدخلا البرلمان.
وأضاف قائلاً: إني أوصي الشيعة أن ينتخبوا من لايفرق شمل المسلمين ومن يكون عقله أغلب علی أحاسيسه ولايثير الفتنة الطائفية لأن الفتن الطائفية والعنصرية هي ضد العمران في هذه المقاطعة.
واستطرد قائلاً: يجب أن يكون الممثل هو من يتابع المسائل ويخدم الشعب ويؤثر الضعيف علی القوي ويدافع عن حقوق الشعب، فعليكم أن تختاروا شخصين صالحين لنيابتكم في البرلمان.
يجب علی الممثل أن يجعل خدمة الناس نصب عينيه ولايريد العزة والجاه من هذا الطريق.
وأردف قائلاً: أوصي القائمين بالإنتخابات أن يجتنبوا التزوير في الانتخابات لأن هذه الممارسة ذنب لايغتفر وخيانة تجلب سخط الرب.
يجب أن يكون الناظرين والمشرفين علی الانتخابات من كافة القوميات والمذاهب حتی لايحدث القلق في أذهان البعض بالنسبة إلی سلامة الانتخابات، لأن هذه السنوات الأربعة سوف تنتهي ولكن من يسعی أن يفوز في الانتخابات عن طريق التزوير أو إذا مورس التزوير في الانتخابات من قفبَل المشرفين فتلك الممارسة القبيحة تبقی في أذهان الناس، فيجب أن يختار الجميع الصداقة، ولاينبغي علی المرشح أن يجبر الناس علی الإدلاء بأصواتهم لصالحه ولايقول لهم إني أدخل البرلمان سواء أدليتم بأصواتكم لصالحي أم لا.
من حق الكافة أن ينشروا حملاتهم الانتخابية ولكن الشعب يختار من يراه صادقاً.
وتابع قائلاً: نرجو أن تفقام الانتخابات بحيث نشكر بعدها المسئولين. نرجو من المسئولين أن يراعوا الأمانة لأن القرآن والسنة قد أوصيا بالأمانة، وأيضاً نأمل أن لايهجم بعض المرشحين علی البعض.
وأضاف: نحن نشعر بالفرح أن الطلاب الجامعيين قد شاركوا في حفلنا اليوم وكان لهم اجتماع في هذا المكان وإني أوصيكم أن تساعدوا أولادكم علی تعلّم العلم لأن العلم أولی بنا من الطعام والشراب وعليكم أن تبذلوا كل ماتستطيعون حتی يدخل أبناءكم في الجامعات ويتعلموا العلوم لأن العزة في العلم.
أرجو أن تتوسع صفوف الطلاب الجامعيين يوماً بعد يوم ويتعلم الشعب العلم سواء كان العلم العصري أو علم الدين.
في الأخير أدان سماحته إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول صلی الله عليه وسلم في الصحف الدنماركية، بالقول: هؤلاء يدّعون الحضارة والتقدم ولكن أين حضارتهم وإنسانيتهم. إنهم يسيئون لخير البشر الذي دخل حبه في أعماق قلوب المسلمين وإني اعتقد أن صنيعهم هذا أخطر علی العالم من إلقاء القنابل النووية والذرية وكأنّهم يريدون أن يحرقوا العالم.
وأضاف: أدعو المسلمين أن يستيقظوا من سباتهم ونومهم في هذه الأوضاع الراهنة التي نعيش فيها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات