اليوم :26 April 2024

الإساءة إلی أهل السنة من التلفزيون الإيراني

الإساءة إلی أهل السنة من التلفزيون الإيراني

ليلة الأربعاء الحادي و العشرون من رمضان المبارك (من ليالي القدر) أيام استشهاد سيدنا علي بن ابي طالب، فوجئنا عن القناة الثالثة الرسمية من التلفزيون الإيراني بعد الإفطار في وقت تكون الافسَر الإيرانية جالسة علی مائدة الإفطار و قلّما توجد أسرة لاتفتح التلفار في هذه الساعة بإجراء حوار مع رجل يدّعي أنه كان منتمياً…

 إلی الوهابية، مفرطاً في عقيدته، قد كتب كتباً في رد علي رضي الله عنه و أهل البيت و ها هو الآن اهتدی إلی الحق والدين الحقيقي و يفتخر أنه اعتنق مذهب الشيعة؛ و قد كان عدد من كبار أهل السنة من المحدثين كالإمام النووي يحبون أهل البيت و معترفين بالمذهب الشيعي و لكن خوفاً من ملام الجمهور و بطش الحكام لم يظهروا عقيدتهم و قد اعترفوا بفضائل أهل البيت.

في النهاية، يقول المجري: الحمد لله ! هذا الرجل كان من أعدائنا و الآن أصبح مسلماً.

بمباشرة بثّ هذا الحوار المهين لأهل السنة تبادل الجماهير من أهل السنة رسائل الكترونية و اتصالات هاتفية مع العلماء و المثقفين يبدون حيرتهم و انزجارهم، غاضبين علی السلطات التي تدير التلفار و تقوم بإجراء هذه البرامج المدّبرة الهادفة في إطار الحوارات و المسلسلات؛ لاسيما في هذه السنة حيث تجري فعلاً مسلسل (چهل سرباز) – أربعون جندياً- لاتخلو حلقة منها عن الإهانة والتنقيض بشأن الصحابة.

اوّلاً: إننا نتعجب من شدة التناقض الواقع في سياسة الحكم و الشعارات والإدعاءات التي ترتفع حيناً بعد حين علی مستوی السياسة العالمية في أمر الوحدة و الاتحاد و احترام المذاهب و الفرق الموجودة في ايران و تسمية هذه السنة بعام الوحدة و الإنسجام، مع أن أهل السنة في هذه السنة قد مارسوا من الشده و الإهانة و الجرح أكثر من كل السنة غير مسماة بالوحدة و الانسجام، من المنع لإقامة صلاة الجمعة في طهران – يزد- اصفهان؛ و تشديد الهجمات ضد عقائد أهل السنة و التنقيص بشأن الصحابة من الإذاعة و الجرائد، لاسيما في إطار الأفلام و المسلسلات .

ثانياً: بالنسبة إلی هذا الحوار المهين، ألايعرف المدّبرون لهذه البرامج أن أهل السنة في ايران قد أدركوا هذا الحقيقة أن مصطلح الوهابية منذ زمن بعيد أصبحت حربة مسمومة خطيرة تستعمل لردّ عقائد أهل السنة واتهام كبارأهل السنة الموحدين و زجّهم في السجون و الزنزانات؟ نفس الشئ الذي كانت تمارسه الحكومة البريطانة المستعمرة ضد علماء أهل السنة في الهند في الكفاح الديني والثورة التي كان يديرها كبارعلماء السنة في القارة الهندية.

إننا نعرف جميعاً أن هذه الحربة و السلاح الخادع قد انتهی و أصبح الجماهير والمثقفون لاينخذعون بهذه الأباطيل.

ثالثاً: هل يوجد من مذاهب أهل السنة الموجودة في العالم حتی الإتجاهات ذات الشدة و الإفراط من يردّ علياً رضي الله عنه و يطعن فيه؟ كلا أبداً. إنه رابع الخلفاء الراشدين؛ ابن عم الرسول صلی الله عليه وسلم؛ من العشرة المبشرة بالجنة الذين حبهم إيمان وإسلام، وبغضهم كفرٌ و نفاقٌ . بديهي أن كتب أهل السنة مليئة بفضائل الصحابة و من بينهم علي رضي الله عنه و أهل البيت جميعاً.

رابعاً: اتهام الرجل (و لانعرف حقيقة حاله) كبارأهل السنة كالإمام النووي و الآخرين بالتشيع لأنهم أوردوا في كتبهم فضائل أهل البيت و لكنهم أخفوا حقيقة أمرهم و لم يصرحوا بعقيدتهم، يدل علی سخافة هذا الرجل و جهله بأهل السنة و اظن أن الذين دبروا هذا الحوار و المشرفون علی هذا البرنامج ليست سخافتهم و جهالتهم و عمايتهم أقل من هذا الرجل، و إلاّ هل يمكن لمجوعة تعمل في أكبر جهاز إعلامي تسمع ليلاً و نهاراً من عقائد أهل السنة و تمارس دائما تبادل الآراء و النظريات في المؤتمرات العالمية بين المذاهب تسمح ببث مثل هذا الحوار؟

خامساً: ماذا يعني مجري الحوار أن الرجل أصبح مسلماً؟! واضح أنه أراد أن يظهر ما في قلبه و ما كان يكتمه مدة حياته و هو اعتقاده بكفر الجميع غير الشيعة.

لاشك أنه لايستطيع أحد أن يمنع أحداً عن عقيدته و يمكن أن يكون هذا هو الإعتقاد و هذا هو الحق لدی هذا المجري و أمثاله و آخرين يديرون هذه القناة. و لا أظنّ أي مشاهد لهذا الحوار من أهل السنة يشك في هذا الأمرو يتردد بالنسبة إلی هذا الاعتقاد السخيف و الشنيع الذي يضمره مثل هؤلاء المتشددين ضد أهل السنة .

إذا كان الأمركذالك و قد تسلط علی هذا الجهاز الإعلامي (التلفار) مثل هؤلاء المتشددين الذين يضمرون في قلوبهم أقبح العقائد و الأفكار ضد أهل السنة و صحابة الرسول عليه الصلاة و السلام و يبثونها دائما كما شاهدنا في البارحة (ليلة الخميس الثاني و العشرون من رمضان) فلم الإمام علي، و قد كان هذا الفلم من البداية حتی النهاية مجموعة من الأكاذيب و الإتهامات و السباب و التهم ضد صحابة الرسول العشرة المبشرة و زوجة الرسول عائشة رضي الله عنها. فإذاً ألايستحيون من رفع الشعارات و عقد المؤتمرات و الاحتفالات  لأجل وحدة الأمة الإسلامية و انتشار هذه البرامج من مثل هذا التلفار الذي يبث أقبح التهم و البرامج المدبّرة ضد عقائد الأمة الإسلامية .

كيف نفسر هذا التناقض؟ كيف يمكن نوضّح هذا النفاق؟

أليس انتشار هذه الأفلام و المسلسلات و الحوارات المهينة طعن بالأمة الإسلامية و إهانة بعقائد مليارد مسلم في العالم الإسلامي؟

أليست الأمة الإسلامية (أهل السنة) متفقة بحب الصحابة؟ فكيف من جانب تطعنون في هذه الجماعة المباركة و الحقيقة تهينون بعقيدة جمهرة الأمة الإسلامية ثم تطلبون الوحدة و تدعون المحبة ؟

ألقاه في البحر و قال: لاتبتل .

عجباً ! تحبون و تسبون، تدّعون الوحدة و الانسجام و تبثون الفرقة و الإفتراق، تريدون الأخوة و الصفاء  و تنشرون العداوة و البغضاء .

هذا منهج غير ناجح و اسلوب خائب، طريق غير موصل، سرعان تنكشف الحقيقة و تبدوالسوءات؛ قدتوسعت دائرة الاتصالات؛ لا يخفی ما يحدث في زاوية من العالم علی سائرالزوايا؛ فالعالم علی مرأی و مسمع منّا، و الأمة الإسلامية تلاحظ تصرفاتنا و معا ملاتنا و إنها سوف تتعرف علی الحقيقة و تقف علی الواقعية .

فسوف تری إذا انكشف الغبار          أفرس تحت رجلك أم حمار

بقلم المشرف: ابوعفراء العثماني                

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات