شارك فضيلة الشيخ عبد الحميد، السبت 29 ربيع الثاني 1446 في حفل تنصيب المحافظ الجديد لمحافظة سيستان بلوشستان.
ألقى فضيلة الشيخ في هذا الحفل الذي أقيم في قاعة الفردوسي بجامعة سيستان بلوشستان بحضور وزير الداخلية، كلمة أعرب فيها عن سرور أهل المحافظة بسبب تعيين محافظ سني بلوشي للمحافظة، كما اعتبر فضيلته “توظيف المؤهلين من مختلف القوميات والطوائف وحل مشكلاتهم ومطالبهم”، مؤثرا ومفيدا في سبيل مرضاة الشعب، وتقليل التكاليف الأمنية.
أشعر أن الرئيس يحاول الوفاء بوعوده
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في هذا اللقاء الذي عقد بحضور وزير الداخلية “اسكندر مؤمني”، في قاعة الفردوسي بجامعة سيستان بلوشستان، بعد الترحيب بالمشاركين وخاصة وزير الداخلية كضيف خاص لهذا الاجتماع: لم أتمكن من حضور الاجتماعات لأكثر من عامين بسبب الحادث الذي حدث (الجمعة الدامية في زاهدان)، لكنني كنت دائمًا أريد الخير للشعب والمحافظة.
وأضاف قائلا: الآن بعد أن حضرت هذا اللقاء أشعر أن السيّد الرئيس يحاول الوفاء بالوعود التي قطعها لصالح الشعب والوطن، وقد رفع خطوات إيجابية في هذا الاتجاه. بالطبع هناك حاجة إلى المزيد، ولا تزال هناك حاجة إلى اتخاذ خطوات إيجابية في هذا الصدد.
وأضاف خطيب أهل السنة: إن استخدام القوميات والمذاهب كان أحد وعود الرئيس، وبفضل الله رفعت خطوات في هذا الاتجاه، كما تم تعيين محافظين لمحافظة كردستان وخوزستان، والآن يتم تعيين محافظ لمحافظة سيستان وبلوشستان من بين القوميات والمذاهب.
وتابع فضيلته: هناك حكم كبيرة في توظيف كفاءات المحليين، وتؤدي إلى مرضاة الشعب، كما فرح أهالي المحافظة بعد سماع نبأ تعيين سنّي بلوشي كمحافظ لسيستان وبلوشستان، حيث وثقت الدولة الرابعة عشرة في شخص كفء وقادر من المحافظة، ومنحته الفرصة لإظهار قدراته ومواهبه.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن جميع المجموعات القومية والمذاهب والشعب الإيراني، حتى أولئك الذين يعيشون في الخارج، أعظم ثروة لهذه البلاد، ومن خصائص الشعب الإيراني أنهم جميعا يفكرون في الأخوة والحفاظ على وحدة أراضي البلاد.
وأضاف: هناك العديد من الجديرين بين الرجال والنساء، كلما زادت الثقة بهم، وكلما زاد توجه السياسات تجاه الشعب، كانت النتائج أكثر إيجابية. إن شعب إيران شعب عريق جيد، يقدرون من يتحدث لخيرهم وصالحهم، ويخطو خطوات في مجال الخير والنفع.
على الدولة توظيف القوي الأمين
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد بعد تلاوة آية: “قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ”: حكى القرآن الكريم قصة موسى عليه السلام لما قدم مدين، حيث عرضت ابنة شعيب على أبيها أن يستخدم سيدنا موسى عليه السلام لأن فيه صفتين مهمتين؛ “القوة” و”الأمانة”، وقد جعل الله تعالى هذا القول لابنة شعيب آية في القرآن حتى تتمكن شعوب العالم من أن تبني سياساتها على أساس “القوة” و”الأمانة” وتوظيف الأشخاص الأقوياء الأمناء، وقال سيدنا يوسف عليه السلام أيضًا لعزيز مصر: «اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ».
وصرّح فضيلته قائلا: على الدولة الرابعة عشرة أن تستعين بأهل الكفاءة والمواهب في توظيفاتها؛ وهذه توصية أكد عليها القرآن الكريم، ولا بد من ملاحظة الأهلية ليس فقط كشعار، بل بالمعنى الحقيقي، فلو قمتم بتقريب من ابتعد عنكم، ووثقتم به سيعتبر نفسه مديناً لكم ويعمل لصالح الدولة والنظام والبلد، وينبغي اهتمام خاص بالنساء أهل الكفاءة أيضا، والحمد لله أن الدولة الرابعة عشرة اتخذت خطوات مهمة في هذا المجال.
حل مطالب الشعب ومشكلاتهم هي السياسة الأفضل
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: الاهتمام بمشكلات الشعب والتعامل معها أعظم السياسة وأفضلها، لقد تم تقديم العديد من الخدمات في المحافظة، وهذه الخدمات جيدة ولكن للأسف بسبب الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، هناك الكثير من المشكلات والحرمان في هذه المحافظة لدرجة أننا عندما نذهب بين الناس نقول في أنفسنا أنه لم يتم القيام بشيء.
وأضاف: على المستوى الوطني تعتبر سياسة الاستماع لمطالب الشعب المحقة والاستجابة لها سياسة ناجحة، فالشعب الإيراني شعب واع، يدركون أعذار الدولة، وإن التوكل على الله تعالى والثقة بالناس هو أفضل وسيلة لحل المشكلات والتحديات.
أهل المحافظة يريدون الوحدة ويكرهون الطائفية
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى حادثة الهجوم الأخير على دوريات الشرطة في منطقة تفتان، معرباً عن أسفه العميق لهذا الحادث، وتابع قائلا: إن الحادث الذي وقع في جوهركوه بمدينة تفتان كان مؤلماً للغاية بالنسبة لنا، وإن التصدي لمثل هذه الحوادث يكمن في استجلاب قلوب الجماهير، ويعدّ انتخاب المحافظ البلوشي السني من قبل الدولة خطوة في هذا الاتجاه.
وأضاف قائلا: في سيستان بلوشستان يرتبط سكان المحافظة بقرابة تاريخية مع بعضهم البعض ويتشاركون في آلام ومعاناة بعضهم البعض، وأبناء المحافظة يريدون الوحدة، ويكرهون أي نوع من الطائفية من أي جهة كانت، لذلك إذا اجتمع أهل المحافظة في جميع المراكز والمنظمات والإدارات، فإن تكاليف الأمن في المحافظة ستكون صفراً، وأهل المحافظة بأنفسهم سيحافظون على الأمن.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: إذا استمرت الدولة على نفس السياسة، فسوف يجتمع الشعب بعضهم مع بعض، والمسار الذي بدأته الدولة الرابعة عشرة والخطوات المتخذة في هذا المسار ستسهل أيضًا حل الحادثة التي وقعت في زاهدان قبل سنتين، بالإضافة إلى ذلك، يفكر السيد بزشكيان ومسؤولون آخرون في حل هذه المشكلة.
وفي نهاية كلمته أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على ضرورة منح المحافظ صلاحيات خاصة لحل المشكلات، وقال: الشعب يرجون أن يمنح المحافظ الجديد صلاحيات خاصة أيضا بجانب دعمه.
وأضاف: حسب ما نعرفه عن المحافظ الجديد فإنه لن يفرق بين أبناء المنطقة، ونريد منه أيضًا أن يعمل بكل الوجود، وأن يوفر مجال العمل لسائر السكان الأصليين في المحافظة، ويجب على سكان المحافظة أيضًا دعمه.
تعليقات