انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (7 ربيع الثاني 1446) المجازر بحق النساء والأطفال، والهجمات على المساجد والمستشفيات في غزة ولبنان، واصفا هذه التصرفات بالمغايرة للأعراف والقوانين الدولية، وطالبت القوى العالمية بإيقاف إسرائيل.
مهاجمة المستشفيات والمساجد ليس لها أيّ مبرر
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: للأسف، هذه الأيام تستمر مجازر وحشية وغير مسبوقة في غزة ولبنان، وتستهدف هذه الهجمات المستشفيات والمساجد، وإن مهاجمة المساجد والكنائس والمعابد لجميع الأديان والأمم أمر قبيح ومثير للاشمئزاز في نظر شعوب العالم جميعا، لكن للأسف إسرائيل لا تلتزم بهذا الأمر واستهدفت عدة مساجد ومستشفيات في غزة ولبنان.
وأكد فضيلته قائلا: إن استهداف المستشفيات التي تعالج الجرحى بحجة لجوء المقاتلين إلى هذه المستشفيات أمر قبيح للغاية من حيث الأعراف والقوانين الدولية، وإنّ لجوء المقاتلين إلى المستشفيات أو المساجد لا يبرر مهاجمة هذه الأماكن.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: الحرب لها آدابها وقواعدها، وإن قتل النساء والأطفال والمدنيين العزل، وتدمير المدن أمر محظور في الأعراف الدولية، لكن للأسف ورغم كل التحذيرات، فإن إسرائيل لا تلتزم بهذه القوانين لأنها تحظى بدعم بعض القوى.
واستطرد: لماذا لا تزال الحكومة الإسرائيلية تقصف مدينة غزة التي لم يبق فيها شيء؟! لماذا تستهدف إسرائيل الضفة الغربية التي ليس لها دور في هذه الحرب وتديرها السلطة الفلسطنية؟! إن المدنيين والعزل والأبرياء الذين يقتلون في غزة ولبنان هم أكثر بكثير من المقاتلين والمسلحين.
وأكد فضيلته قائلا: إن قتل المدنيين مخالف لقوانين وأعراف العالم، ودين الإسلام يحرم ذلك منعاً باتاً، ولا يحق لأي مسلم أن يستهدف النساء والأطفال والشيوخ والأبرياء من غير المسلمين؛ ولم يأذن الإسلام للمسلمين بمثل هذا، ولقد أوصى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المسلمين بالحذر من الاعتداء على النساء والأطفال والشيوخ، وعدم الاعتداء على دور عبادة الناس.
الطريقة الوحيدة لإنهاء هذه الصراعات هي التسوية العادلة للقضية الفلسطينية
وحذر فضيلة الشيخ عبد الحميد من نشوب حرب شاملة في الشرق الأوسط، وقال: للأسف الوضع وصل إلى حد يحتمل نشوب حرب شاملة تشمل منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وللأسف لا أحد ينتبه لكلام الناصحين.
واستطرد فضيلته قائلا: يجب أن ننتبه، لو قُتل مائة ألف إنسان أو مليون إنسان، فإن المشكلات الحالية لن تحل، لأن السبب الرئيسي لهذه الصراعات، وهو احتلال الأرض الفلسطينية، لا يزال قائما، ولن يتم ذلك إلا بعد انتهاء احتلال الأراضي الفلسطينية، ولذلك فإن الطريق الأفضل هو السلام العادل والتسوية العادلة للقضية الفلسطينية، ويجب أن يجلس الطرفان معًا ويقتنعا بحقهما.
وأضاف: إذا تم تحقيق السلام العادل، فلن يكون هناك تهديد آخر في الشرق الأوسط، ولن يكون هناك نزاع آخر بين الدول والأمم، ويمكن للجميع العيش معًا واحترام حقوق بعضهم البعض. ولذلك يجب على المحافل الدولية والقوى العالمية الضغط على كل طرف من الأطراف غير المستعدة لقبول السلام العادل وإقناعها بإنهاء هذه الحرب المستمرة منذ أكثر من 70 عاماً.
على المجتمع الدولي والحكومات الكبرى في العالم منع إسرائيل من مهاجمة إيران
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن المطلب الوطني للشعب الإيراني من المجتمع الدولي والقوى الكبرى في العالم هو منع إسرائيل من مهاجمة إيران، لأنه إذا هاجمت إسرائيل، فسوف تطول الحرب بردّ إيران، والمنطقة لا تتحمل الحرب في الظروف الراهنة.
وأضاف: في الوضع الحالي تقتضي الظروف أكثر من أي وقت مضى السلام، ولذلك فإن استهداف المراكز الاقتصادية والعسكرية وغيرها يضرّ بالطرفين، وإن أفضل طريقة هي أن يتوقف الطرفان عن مهاجمة بعضهما البعض.
من حق الشعب انتقاد البلدية
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في جزء آخر من كلمته إلى الانتقادات لبلدية زاهدان، وقال: هناك انتقادات لبلدية زاهدان، ويحق لمواطني زاهدان انتقاد البلدية ومجلس المدينة إذا لم يتمكنوا من القيام بواجباتهم القانونية.
وأضاف: إن مجلس المدينة الذي انتخبه الشعب، وكذلك البلدية التي تقبلتْ خدمة الشعب، مدينون للشعب، وعلى الشخص الذي يقبل أن يخدم الشعب، أن يبذل وقته وحياته في سبيل ذلك وألا يفشل في هذا المجال، كما يجب على مواطني زاهدان التعاون مع البلدية وتقديم النصائح لهم.
وتابع خطيب أهل السنة مشيرا إلى الديون المتراكمة على بعض الدوائر الحكومية لبلدية زاهدان، وأضاف قائلا: تشير التقارير إلى أن بعض الدوائر الحكومية عليها ديون كبيرة لبلدية زاهدان تصل إلى عدة آلاف من المليارات، والبلدية تطالب هذه الديون من هذه الإدارات. لماذا لا تقوم هذه الإدارات بسداد هذه الديون؟ لماذا لا يُحترم القانون في زاهدان؟! عندما يؤخذ حق البلدية من عامة المواطنين، فلماذا لا تعطي الدوائر الحكومية التي تملك المال حق البلدية؟!
وأضاف فضيلته: إذا لم تتعاون هذه الدوائر الحكومية مع البلدية لتتمكن من أداء واجباتها بشكل صحيح وكامل، سيعاني جميع المواطنين. نطالب المسؤولين بعدم التفكير عرقيا وطائفيا، بل لينظروا الحقائق وليراعوا الإنصاف وليساعدوا على دفع ديون البلدية.
على حكومة أفغانستان توفير الظروف الملائمة لتعليم المرأة
وشدد فضيلة الشيخ عبد الحميد في الجزء الأخير من كلمته على تعليم المرأة في أفغانستان، وأضاف قائلا: إن تعليم المرأة أمر حيوي ومهم، ونصيحتنا للمسؤولين في الحكومة الإسلامية في أفغانستان هي توفير الظروف الملائمة لتعليم المرأة، وهذه النصيحة لصالح حكومة وشعب أفغانستان.
وتابع فضيلته قائلا: إن سافرت المرأة الأفغانية إلى بلدان أخرى للدراسة ستتغير ثقافتها، بينما تحب كل أمة ثقافتها الخاصة، وسيتم الحفاظ على الثقافة الإسلامية والأفغانية وثقافة كل شعب عندما يتمكن النساء والرجال من الدراسة في بلدهم، ولذلك فإن توفير مجال التعليم للنساء والرجال هو واجب وطني على جميع الدول، ويجب أن يكون على رأس الأولويات.
وأضاف: بالطبع حققت حكومة أفغانستان تقدمًا ونجاحات جيدة، خاصة في القطاع الأمني، وندعو من أجل نجاح أفغانستان، ونأمل أن يتمكن المسؤولون في هذا البلد من إقامة علاقات دبلوماسية جيدة مع البلدان الأخرى، من خلال حل المشكلات والمخاوف، وهذا لصالح البلاد وشعب أفغانستان.
تعليقات