اليوم :29 March 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد فی لقاء مع علماء مدينة إيرانشهر:

إذا كانت الاعتقالات تحل مشكلات الشعب فاعتقلونا جميعا

إذا كانت الاعتقالات تحل مشكلات الشعب فاعتقلونا جميعا

التقى عدد من كبار علماء مدينة إيرانشهر وضواحيها وعلماء من مدينة خاش، صباح الإثنين 11 شوال 1444 مع فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان.
في هذا اللقاء، أعلن علماء مدينة إيرانشهر دعمهم للمواقف المشروعة لفضيلة الشيخ عبد الحميد حول السياسات الجارية في البلاد من خلال قراءة بيان لهم.
كما تحدّث فضيلة الشيخ عبد الحميد في هذا اللقاء، وتناول في حديثه عددا من القضايا المهمة في البلاد، وأشار في كلمته إلى تزايد المشكلات في البلاد من جانب، وقيام السلطات بالاعتقالات العشوائية من ناحية أخرى، قائلا: أوضاع الشعب سيئة ولديهم مشكلات، فإذا كانت السلطات لا تريد حل مشكلاتنا، فلتقم بحل مشكلات سائر الشعب الإيراني على الأقل.
وأضاف فضيلته مشيرا إلى الاعتقالات العشوائية: إذا كانت مشكلات الشعب تحل بالاعتقال والاحتجاز، فاعتقلونا واسجنونا جميعا. إذا كان يتم حل مشكلات الشعب باعتقال المتظاهرين والسياسيين، أطلب منهم أن يسلموا أنفسهم إلى السجن لحل مشكلات الشعب، لكن الحقيقة أن مشكلات الشعب لا تحل بالسجن والقمع، بل بالجلوس والحوار معهم.
وأشار فضيلة الشيخ في هذا اللقاء إلى جريمة الجمعة الدامية في زاهدان وعدم مشاركة هذه الجريمة مع سائر أهل السنة في العالم الإسلامي قائلا: إن جريمة الجمعة الدامية في زاهدان كانت حادثة خطيرة للغاية، لكننا لم نشارك هذه الحادثة مع أهل السنة في الدول الأخرى ولم نقدّم إليهم تقريرا عنها، بينما العديد من الأصدقاء والعلماء في الخارج، بما في ذلك في أفغانستان وباكستان وبعض الدول العربية، اشتكوا وسألوا لماذا لم تبلغونا عن هذه الحادثة، لكننا لم نرغب في أن تأخذ هذه القضية صبغة طائفية تكون لها عواقب سلبية على العالم الإسلامي.
وتابع فضيلته: نعتقد أنّ هذه الجريمة حدثت في زاهدان لأجل وجود منصة (منصة الجامع المكي) تطرح منها مطالب الشعب في إطار المنطق والاستدلال، ورفع من هذه المنصة الاحتجاج على قضية تنظيم المدارس الدينية لأهل السنة، ومشكلات أهل السنة في كردستان، وقضية إغلاق مصليات أهل السنة في مشهد وطهران ومدن أخرى. قبل وقوع جريمة الجمعة الدامية سافرت إلى طهران ومكثت هناك لمدة أسبوع، وانتقدت في لقاء مع بعض كبار المسؤولين ومع مسؤول الشؤون الثقافية في مكتب مرشد الثورة، الضغوط على أهل السنة، وقلت لهم إن أهل السنة هم من صوّتوا في الانتخابات الرئاسية، والآن لماذا لديهم مشكلات في إقامة الصلاة في بعض المدن وسلبتم منهم حرياتهم الدينية؟! أعتقد أن البعض يريدون إيقاف صوت هذه المنصة.
واستطرد فضيلته قائلا: قلت بعد أيام من حادثة زاهدان الدامية إنكم قتلتم شعبنا، لكن شعبنا لا يبحث عن الانتقام والثأر. قلت: نحن لسنا في حالة حرب مع أحد، لكننا نتحدث، ولن نتعدى الحق قيد شعرة، ونقول عندما تضربون الأبرياء، لا تسلبوا منهم حق البكاء على الأقل، فإن أغلظ أب أو معلم أو حاكم هو الذي يضرب الطفل ثم لا يأذن له بالبكاء. قلت بعد الحادثة، أننا لن نكون مع الظالم، بل نقف مع المظلوم، ولكن ننصح الظالم.
واستطرد قائلا: دعوت الله تعالى أن يجري على لساني كل ما فيه خير للوطن والمجتمع، لطالما أكدت على أن “الإنسانية” مهمة بالنسبة لنا ويجب احترام حقوق المواطنة للناس، مسلمين وغير مسلمين، وحتى أولئك الذين لا يؤمنون بالله. لقد قلت إن هناك أخوّة إسلامية أو إنسانية ووطنية بين كل شعب إيران.
وتابع فضيلته: حتى لا يقول قائل إن فلانا يدعي تمثيل الإسلام، قلت إن هناك قراءات مختلفة في الإسلام، وفي قراءتنا للإسلام، لا يوجد سجين سياسي، ولا الإهانة إلى السجين وتعذيبه، ولا اعترفات قسرية، ويجب أن تسمع كلمة من له انتقاد سياسي.


بفضل الله تعالى لقد تعرّف الشعب الإيراني على أهل السنة
وفي قسم آخر من كلمته، أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى التضامن بين مختلف مكونات الشعب الإيراني وتعرّفهم على أهل السنة كأبرز نتائج الحوادث الأخيرة، وتابع قائلا: أعلن مجمع التقريب بين المذاهب في السابق أنه يسعى ليقرّب المذاهب المختلفة، ولقد حضر ضيوف من الخارج، لكن هذا المجمع كان فاشلا فيما أعلن من أهدافه. لما رأى الجميع أن الوحدة صورية وتنحصر في الكلمات والهتافات، يئسوا. لقد طلبنا في السابق أن يعطونا منصة ليتعرّف الشعب الإيراني على أهل السنة الذين يعيشون في المناطق الحدودية؛ يتعرفوا على مذهبهم وثقافتهم، لكنهم لم يفعلوا، لكن اليوم والحمد لله يوجد تضامن بين جميع الشعب الإيراني.
وأضاف: من نتائج الأحداث الأخيرة أنّ شعب إيران تعرّفوا على أهل السنة وأدركوا أنه خلافا للدعايات، فإنّ أهل السنّة ليسوا أعداء أهل البيت وهم أهل الخير بشكل عام، ونشأت محبة خاصة بين جميع أطياف الشعب الإيراني، وشعر أهل السنة أيضا بالتضامن مع سائر مكونات الشعب الإيراني، كما فشل أولئك الذين سعوا إلى إثارة خلافات لمصالحهم الخاصة وأرادوا إخافة الآخرين عن أهل السنّة.


يجب على العلماء الحفاظ على استقلاليتهم
وفي قسم آخر من كلمته، شدد فضيلة الشيخ عبد الحميد على “استقلالية العلماء” وتابع قائلا: إن الله تعالى يحب أن يكون العلماء مستقلين مستغنين. رافقنا على مدى أربعة وأربعين ما قاله قادة البلاد. إن لم نؤيدهم في موقف سكتنا على الأقل، ولكن الآن ظهرت ظروف صنعها غيرنا، وننتقد بتعاطف ونعتقد أن هذه الانتقادات تفيد الجميع.
وأشار فضيلة الشيخ: نحن معنيين بالدفاع عن حقوق الشعب ودين الإسلام، ونقول إن المجتمع لا ينبغي أن يكون متشائما بالدين. قلت في السابق إنني لا أريد شيئًا لنفسي مقابل الكلمات التي أقولها؛ لم أكن أرغب في ذلك في الماضي ولا أريده في المستقبل.
وفي ختام هذا اللقاء، أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى “يوم العمال” وقال: نأسف لأن العمال الأعزاء عاجزون عن توفير خبزهم. قيل إنهم رفعوا رواتب العمال إلى ثمانية ملايين تومان، وهذا الراتب يعادل أقل من مائة وخمسين دولارا شهريا، بينما في البلدان المجاورة، يعادل الحد الأدنى لراتب العامل أربعمائة دولار. إن العمال الذين يحتجون هذه الأيام إنما يحتجون بسبب المشكلات والجوع.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات