أقيمت الإثنين 19 رمضان 1444 مأدبة إفطار ولقاء جرحى الجمعتين الداميتين في مدينتي زاهدان وخاش وعوائل الشهداء مع فضيلة الشيخ عبد الحميد في الجامع المكي.
وفي هذا الاجتماع ومأدبة الإفطار، قرأ بعض ذوي الشهداء مذكراتهم أكدوا فيها على ضرورة اعتقال مرتكبي المجازر الدامية في مدينتي “زاهدان” و”خاش” ومعاقبتهم.
وفي نهاية اللقاء قدمت للجرحى وأهالي الشهداء لوحات تذكارية، كما تحدث فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في هذا الاجتماع.
فضيلة الشيخ عبد الحميد: الشهداء والجرحى كانوا مصدر العزة والصحوة والوحدة
وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في مأدبة الإفطار التي أقيمت مساء الإثنين 19 رمضان لجرحى الجمعتين الداميتين في “زاهدان” و”خاش” وعوائل الشهداء، ضحايا الحادثتين الدمويتين وجميع الاحتجاجات الأخيرة في البلاد بـ “الشهداء”، معتبرا “العزة والصحوة والوحدة” من أهم ثمار هذه الأحداث في البلاد.
وتابع فضيلته بعد تلاوة آية: “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون”، قائلا: قلنا في السابق أيضا، كل من استشهد أو جرح في أحداث جُمعتي “زاهدان” و”خاش” الداميتين، قتلوا ظلما وبغير حق.
وأكد فضيلته قائلا: لا مبرر لقتل وجرح الناس في هاتين الحادثتين، ولم يستطع أحد حتى الآن أن يأتي بدليل واحد لماذا قتل هؤلاء؟ أناس أبرياء قدموا للصلاة. لذلك فإن شهادة هؤلاء خالصة تماما، حتى أولئك الذين قتلوا في الاحتجاجات في مناطق أخرى من البلاد، إنما قتلوا بغير حق، لأن الاحتجاج حق قانوني، لذلك فإن كل من قُتل في هذه الاحتجاجات “شهداء”، والشهيد هو الذي يقتل ظلماً و بغير حق.
ثم أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى مكانة الشهداء في الآخرة، وأضاف قائلا: لقد أعطى الله تعالى للشهداء في الآخرة مكانة رفيعة لا يريدون استبدالها بأي منصب دنيوي، كما أن الذين أصيبوا بجروح ظلما في سبيل الله تعالى وفقدوا أعضاءهم بهذه الطريقة، فهؤلاء أيضا لهم مكانة وأجر عند الله تعالى.
وتابع فضيلته قائلا: إن الشهداء والجرحى جلبوا العزة والكرامة لشعبنا. الجرحى وعوائل الشهداء في هذه الحوادث شرف لنا جميعا. خاصة وأن الجميع اختاروا الصبر بعد هذه الأحداث وصبرنا جميعا وقلنا إننا سنتابع حقوقنا بشكل قانوني، وإذا كان القانون لا يعتني بطلبنا، فهناك الرب، فهو لن ينسى حقنا، لأن هذا العالم له رب وخالق. نحن على يقين أن الله تعالى الذي يسمى “الحق” وهو عادل، سيعطي الحق لمن قتل أو جرح ظلما.
لقد أنتج صبركم؛ مواطنونا الإيرانيّون عرفوا شعب بلوشستان والمجتمع السنّي جيدا
وأضاف خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: استشهد أكثر من خمسمائة شخص في الاحتجاجات الأخيرة في جميع أنحاء البلاد، واستشهد في الاحتجاجات التي شهدتها البلاد قبل ثلاث سنوات عدد أكبر من هذا. نسأل الله تعالى أن يرزق كل هؤلاء الشهداء الأجر والثواب ويشفي الجرحى، كما نتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يوفر أسباب إفراج المعتقلين جميعا.
وأضاف فضيلته قائلا: نأمل ألا نشهد مثل هذه الأحداث في بلادنا في المستقبل، وألا يقتل أحد بسبب الاحتجاج، إذا قتل مسلح يرتكب جريمة قتل، نقول إنه ارتكب جريمة قتل، لكن المتظاهرين ليست لديهم أسلحة ويقومون بالمظاهرة، فهؤلاء الناس لا يقتلون في أي مكان في العالم.
وأضاف فضيلته قائلا: نشكركم أيها الجرحى وأهالي الشهداء والشعب الأعزة على الصبر والاستماع إلى كلام علمائكم ومتعاطفيكم، وهذا الصبر كان مصدر شرف وعزة عند الله وعباده. أراد البعض الإخلال بأمن المحافظة وخلق المشكلات، لكن لم يحدث ذلك والحمد لله، وصبركم أوضح للجميع الحقيقة بأن شعبنا قُتل ظلماً.
واستطرد فضيلته قائلا: هذه القضية كانت سببا في إيقاظ الكثير من الناس وخاصة الشعب الإيراني. اليوم يعرف مواطنونا الإيرانيون شعب بلوشستان والمجتمع السني جيدا، وتلك التعصبات المذهبية والطائفية التي سعى البعض في الماضي إثارتها للحفاظ على مواقفهم ومصالحهم، قد اختفت اليوم، والجميع بصرف النظر عن القوميات والمعتقدات الدينية يفكر في الإسلام والإنسانية. المهم هو الإنسانية والعمل الصالح. واليوم وجد التعاطف والمحبة بين أبناء الشعب الإيراني ويعبرون عن التعاطف والشفقة على بعضهم البعض، بينما لا يمكن تحقيق هذه المحبة والتعاطف مع أي عمل آخر وبأي ثمن.
وأشار خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: وفقا للتقارير التي وصلت إلينا، كانت معظم رحلات الشعب الإيراني في عطلة رأس السنة، إلى سيستان وبلوشستان وكردستان والمحافظات الحدودية للبلاد، بهدف التعاطف مع أهل هذه المناطق، واستقبلهم سكان هذه المناطق بمحبة وحفاوة.
واستطرد فضيلته قائلا: نشعر أن هناك حقائق اتضحت للشعب الإيراني، ومن الآن فصاعداً لن ينخدع هؤلاء الشعب، وهذه من نتائج صبر الجرحى وعوائل الشهداء. الصبر دائما يؤتي ثماره.
وفي الختام أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على استمرار متابعة قضية الجمعتين الداميتين في مدينتي زاهدان وخاش، وتابع قائلا: أكرر أن قضيتكم قيد المتابعة، والمتابعات جارية. تأكدوا أن حقوقكم تطالب، كما تطالب حقوق جميع الشعب الإيراني؛ هذا هو الواجب الإسلامي والإنساني علينا جميعا.
تعليقات