دخلت معركة “العصيان” التي يخوضها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال شهرها الثاني، في الوقت الذي تجاهل قاضي المحكمة العسكرية الإسرائيلية شكوى الأسير أحمد مناصرة، من وجود قوارض في زنزانته، ومن تقديم طعام سيئ له ملوث بالحشرات، وقرر تمديد عزله الانفرادي.
ولليوم الـ31 يواصل الأسرى في السجون كافة، تصعيد خطوات العصيان ضد إدارة السجون، احتجاجا على تطبيق الإجراءات التنكيلية بحقهم، رغم إقدام إدارة السجون على فرض عقوبات جديدة ضدهم، بهدف ثنيهم عن تلك الخطوات وتوعدت بتوسيع دائرة العقوبات.
ووفق برنامج نضالي موحد، ينفذ الأسرى العديد من الفعاليات الاحتجاجية داخل السجون بشكل متفق عليه، وتمثلت خلال الأيام الماضية إضرابات جزئية عن الطعام، ورفض العد الأمني اليومي، وتأخير الخروج للمحاكمات، والاعتصام في ساحات السجون.
وقال هيئة الأسرى ونادي الأسير، إن لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة، ستواصل تنفيذ برنامجها النضاليّ “خطوات العصيان”، حتى الإعلان عن الشروع بالإضراب المفتوح عن الطعام في الأول من رمضان، تحت عنوان: “بركان الحرية أو الشهادة”، في حال لم تقم إدارة السجون بإصدار قرار فعلي بإنهاء عقوبات بن غفير.
وقال المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين، حسن عبد ربه “إن معركة النضال والصمود داخل السجون الصهيونية مستمرة حتى تحقيق مطالب أسرانا الأبطال ورجوع إدارة السجون عن قراراتها التعسفية بحقهم”.
وفي الأراضي الفلسطينية، استمرت الوقفات الاسنادية في مراكز المدن وأمام مقرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، علاوة عن المسيرات الليلية، التي نظمت بدعوة من قيادة الأسرى.
وكان الأسرى قرروا البدء في فعاليات “العصيان”، وصولا للإضراب، يوم 14 من الشهر الماضي، بعد أن أعلنت إدارة السجون عن البدء بتطبيق إجراءات بن غفير، والمصادقة على مشاريع قوانين عنصرية، أبرزها مشروع قانون إعدام أسرى، وعدم تقديم العلاج اللازم للأسرى المرضى.
وفي السياق، يواصل الأسير خضر عدنان (44 عاما) من بلدة عرابة في جنين، إضرابه عن الطعام لليوم الـ40 على التوالي، رفضا لاعتقاله التعسفي.
ويستمر هذا الأسير بإضرابه عن الطعام، رغم تدهور أوضاعه الصحية، حيث يمكث حاليا على سرير العلاج في “عيادة سجن الرملة” بعد نقله من زنازين “سجن الجلمة” مؤخرا.
وذكر نادي الأسير في بيان صحافي، أن الأسير عدنان يتعرض لعمليات تنكيل ممنهجة من سلطات الاحتلال، علاوة على التدهور المستمر على وضعه الصحي، خاصة أنه يعاني من مشاكل صحيّة قبل اعتقاله.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الأسير عدنان في الخامس من شهر فبراير الماضي، وقد أعلن منذ لحظة اعتقاله أعلن إضرابه عن الطعام.
وفي سياق الحديث عن عذابات الأسرى، اشتكى الأسير أحمد مناصرة، من ظروف اعتقاله الصعبة التي يعاني منها في عزل معتقل عسقلان.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن هذا الأسير الذي اعتقل حين كان يبلغ من العمر أقل من 14 عاما، خاطب قاضي محكمة الاحتلال في بئر السبع خلال جلسة تمديد عزله قبل ثلاثة أيام، قائلا إنه يعاني من آلام حادة في معدته منذ 45 يوماً، كما تم منعه من استقبال أي أموال من عائلته لـ”الكنتينا”، إضافة إلى أنه يقدم له طعام سيئ ملوث بالحشرات، وأيضاً فإن القوارض تعيش في زنزانته.
وأشارت إلى أن قاضي محكمة الاحتلال، رد عليه بتمديد عزله الانفرادي لمدة 6 أشهر إضافية، رغم وضعه النفسي الخطير، إذ توجه سابقا 36 خبيرا نفسيا إلى رئيس دولة الاحتلال بطلب الإفراج عنه بسبب تردي حالته الصحية والنفسية داخل معتقلات الاحتلال.
المصدر: القدس العربي
تعليقات