اليوم :29 March 2024

اجتماع رؤساء القبائل والعلماء والنخب في الجامع المكي بمدينة زاهدان

اجتماع رؤساء القبائل والعلماء والنخب في الجامع المكي بمدينة زاهدان

انعقدت يوم الأربعاء 18 جمادى الثانية، جلسة لرؤساء القبائل والعلماء والنخب من مدينتي زاهدان وخاش، في الجامع المكي بمدينة زاهدان، وتطرق المشاركون في هذه الجلسة إلى الأحداث الأخيرة في البلاد، مبينين آرائهم حول الأوضاع الجارية في البلاد، كما تحدث فضيلة الشيخ عبد الحميد في هذه الجلسة.

فضيلة الشيخ عبد الحميد: مطالبنا الأصلية مطالب وطنية وهي مطالب الجميع
أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في لقائه مع رؤساء القبائل والعلماء والنخب الأكاديميين إلى مطالب أهل السنة قائلا: مطالبنا الأصلية في الدرجة الأولى هي مطالب وطنية ومطالب الشعب الإيراني كله، لأنّ إيران للجميع، ونحن جميعا إيرانيون نعيش في هذا الوطن أيضا؛ فإن كانت البلاد عامرة نحن ننتفع أيضا، وإذا كانت فيها مشكلات نعاني منها أيضا، لأجل هذا يجب أن نفكر في الشعب، وعلى الشعب أن يفكر فينا.
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: قضايا مثل الاقتصاد والحرية والعدل، هي مسائل الشعب الإيراني جميعا، وهي لصالح الجميع، وهي مطالبنا الأصلية، ونحن مع الشعب الإيراني في هذه المسائل. ومطالبنا القومية والإقليمية تأتي في الدرجة الثانية، ومطالبنا الدينية داخلة في الحريات، فإن كانت هناك حرية ستزول الضغوطات والمشكلات المذهبية.
وأشار خطيب أهل السنة إلى التمييز كأحد أهم مشكلات أهل السنة قائلا: أهل السنة يعانون من التمييز منذ 43 سنة، ونعتقد أن الحادثة الأخيرة التي وقعت في زاهدان وقتل فيها قرابة مائة مصل، وجرح قرابة ثلاثمائة شخص، كانت من نتائج التمييز، ولأجل وجود التمييز أصبح النصيب الأكبر من الاعدامات للشعب البلوشي، وجميع أهل السنة يعانون من التمييز وتبعاته، ونظرا إلى هذا التمييز لم يؤظف أهل السنة في القضاء والقوات المسلحة.
وردّ فضيلته على سؤال طرح في الجلسة “هل يعتقد فضيلة الشيخ الحوار أم الهجر السياسي؟”، قائلا: نحن نعتقد الحوار، وأصررنا على ذلك دائما، لكننا نجلس للحوار مع من نعرف أنه قادر على حل مشكلاتنا، ولديه الاختيارات في حلها.
وردا على الشائعات حول إرسال “فريق تفاوضي” إلى طهران بخصوص الأحداث الأخيرة، قال فضيلته: لم يكن لدينا فريق تفاوض في قضايا زاهدان الأخيرة، فقط ذهب عدد قليل من الأصدقاء إلى طهران لتوظيف محامين في القضية، وللأسف ثلاثة من هؤلاء المحامين عندما وصلوا إلى مطار طهران، اعتقلوا وبقوا في السجن لعدة أيام.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد: مشكلاتنا ليست فقط دماء الذين استشهدوا أو أصيبوا في حادثة الجمعة الدامية في زاهدان، رغم أن هذه الحادثة كانت ظلما كبيرا حدث لشعبنا ونطالب بمتابعة مشكلة عوائل الشهداء، وأهالي الشهداء لا يرضون بالمال أو حتى السجن للمجرمين، لكنهم يريدون القصاص منهم، كما يجب على القضاة والمسؤولين الانصياع لمطالب عوائل الشهداء.
وشدد فضيلته قائلا: مشكلتنا الأساسية والمهمة هي “وطنية” ونحن نصر على حلها. بالطبع، من المستبعد أن تحل هذه المشكلات بهذه السهولة، لأنه تمت متابعة هذه المشكلات من خلال قنوات وطرق مختلفة خلال ثلاثة وأربعين عاما. جمعنا أصوات للرؤساء وكان أحد مطالبنا هو حل هذه المشكلات، لكن لم نحصل على إجابة، لأنه في بداية الثورة كانت هناك سياسة غير مكتوبة تجاه أهل السنة، وخلال هذا الوقت عمل على نفس السياسة غير المكتوبة. قدمنا المؤهلين من أبناء أهل السنة في مستوى الوزير لرئاسة بعض الإدارات، لكن باستثناء عدد قليل من الإدارات، لم يتم توظيف هؤلاء الأشخاص.

الشعوب تتحمّل المشكلات للحصول على حقوقها
في جزء آخر من حديثه، أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى طلب بعض الحاضرين في الاجتماع للتفاوض مع السلطات بشأن المعتقلين، لا سيما أولئك الذين يواجهون خطر الإعدام، وتابع قائلا: ما لم يُسجن شعب ولم يُضحّ، فلن يحصل على حقه. الشعوب في العالم تتحمل المشكلات للحصول على حقوقها. لا أوافق التضرع عند المسؤولين من أجل إطلاق سراح سجنائنا، بل يجب أن نقول للحكومة: لماذا سجنت هؤلاء الأشخاص؟ يجب أن نقول إن معظم هؤلاء الأشخاص أبرياء ويجب إطلاق سراحهم. بالنسبة لأولئك الذين حكم عليهم بالإعدام، أعتقد أنه لا ينبغي أن نلتمس منهم العفو، بل يجب أن نقول لماذا يُعدم الشخص عندما لم يقتل إنسانًا. ليس حق من ألقى حجرا أو ارتكب خطأ أن يُعدم. يجب أن ندافع دفاعا قانونيا عن حقوق السجناء ومن حُكِم عليهم بالإعدام.
وأضاف فضيلته قائلا: فيما يتعلق بالاعتقالات الأخيرة في زاهدان، نعتقد أنه بالنظر إلى أن الشعب قُتلوا هنا بطريقة لم تحدث في أي مكان في البلاد، كان من الحكمة عدم القبض على هؤلاء الشباب، ولا سيما أن شعبنا اختار الصبر ولم يأذنوا بتأزيم المحافظة.

كريم بخش تمنداني: المسجد المكي الكبير يدافع عن الدين والإسلام والمظلومين
أشار “كريم بخش كردي تمنداني”، أحد الوجهاء والنخب في مدينة خاش، في كلمته، إلى المسجد المكي في زاهدان على أنه “رمز ومركز للعدالة” وقال: اجتمعنا اليوم في مركز التوحيد، مركز لا يدافع عن البلوش والسنّة فحسب، بل يدافع أيضا عن حقوق جميع البشر. اليوم، قلوب كل شعب إيران والعالم تنبض بسرعة، المسجد المكي الكبير ليس مسجد ضرار، بل الذي يضرّ بالعالم وبالإنسانية هو تفكير لاريجاني الذي لا يريد أن يسمع صوت العدل والمظلومية. المسجد المكي الكبير يدافع عن الدين والإنسانية والفقراء والمظلومين، ويعرف كل شعب إيران المسجد الكبير المكي كمركز لتحقيق العدالة.
وتابع هذا الناشط السياسي والاجتماعي، قائلا: نحن في طريق ينتهي إلى الله وإلى شعب إيران وكل محبي الحرية. يجب ألا نشعر بخيبة أمل من كلمات من ليس لديهم تفكير صحيح عن الدين وفهم للإنسانية. يجب أن ندعم شيخنا عبد الحميد والمسجد المكي الكبير أكثر من ذي قبل.

الدكتورعزيز الله مجاهد: المسجد المكي حي وشعبنا واع
أشار الدكتور “عزيز الله مجاهد”، أحد النخب الآكاديمين، إلى أن لاريجاني بدلا من الاستجابة لمطالب الشعب بادر إلى سلاح التخريب، قائلا: عندما يشاهد لاريجاني ومن يفكر مثله حياة المسجد المكي ووعي شعبنا، وأن نداء الشيخ تغلغل في قلوب الآلاف، والجميع يستمعون إليه، بادروا بدل الاستجابة لمطالب الشعب، إلى تخريب شخصية شيخنا.
وأشار هذا الأستاذ الجامعي كذلك إلى عدم وجود مسجد للسنّة في طهران وقال: لم يسمحوا لنا بأن يكون لنا مسجد في العاصمة. إذا كان لدينا مسجد في طهران، لكان هذا المسجد أكثر ازدحامًا، ولاتجه الشعب إلينا.

العقيد عيدوزهي: الطريقة الوحيدة للتعامل مع مخططات العدو هي الوحدة والانسجام
اعتبر العقيد عيدوزهي، من وجهاء البلوش، الضغوط على فضيلة الشيخ عبد الحميد، كأحد أهداف المشكلات الأخيرة في المحافظة والبلاد، وتابع قائلا: يجب أن نطالب بحزم حقوقنا من خلال الحفاظ على الوحدة والانسجام. إذا كان اتجاهنا واحدا، فإن مشكلات المجتمع ستكون أقل، فإذا أظهرنا للأعداء نقطة ضعف، فسوف يمارسون المزيد من الضغوط علينا.
وقال في نهاية كلمته: كل شعب إيران يريد حقوقه. الآن يجري الحديث عن السعي لتحقيق العدالة في المسجد المكي الكبير وهو النقطة المركزية للنشاط الإنساني في البلاد. يجب أن ندعم فضيلة الشيخ عبد الحميد والجامع المكي، وأن نكون موحدين ومنسجمين مع بعضنا البعض في جبهة واحدة.

الحاج كريم كركيج: مطلب فضيلة الشيخ عبد الحميد إزالة التمييز والحرمان
قال الحاج “كريم كركيج” من شيوخ قبيلة كركيج: مطالبات الشيخ عبد الحميد هو إزالة التمييز والحرمان. الجامع المكي الكبير وفضيلة الشيخ عبد الحميد هما مركز اهتمام الشعب في إيران والعالم. الآن فضيلة الشيخ هو المرشد لنا جميعا. كل يوم جمعة يستمع العالم كله إلى كلماته لينظر ما هي الحلول والاقتراحات التي يقدمها للعالم.

عبد الحميد غمشادزهي: لسنا مثيرين للفتنة ولسنا انفصاليين، نريد حقوقنا القانونية فقط
أشار “عبد الحميد غمشادزهي”، شيخ أحد أبرز القبائل البلوشية، إلى عدم إجراء تحقيق في حادثة الجمعة الدامية وتابع قائلا: لقد مضى ما يقرب من أربعة أشهر على حادثة زاهدان، لدينا شكوى ضد دولة رئيسي التي لم تتعامل مع هذه المأساة خلال هذه الفترة. أبناء شعبنا ليسوا مثيرين للشغب وليسوا انفصاليين، بل نريد حقوقنا القانونية فقط. نريد التفاوض والحوار، ومشكلات المقاطعة ليست مشكلات غير قابلة للحل.
كما أشار شيخ عشيرة غمشادزهي إلى ضرر الإعدام في المجتمع وقال: لقد تحدثت مع السلطات عدة مرات حول اعتقال وسجن الشباب وسألتهم عما سيحدث في المجتمع إذا استمر إلقاء الشاب البالغ من العمر ستة عشر عاما في السجن، أو ما هي التحديات التي تواجهها النساء وأطفالهن عندما يصبحن رب الأسرة. إن الاعتقالات والسجون والإعدام لن تحل بالتأكيد أي مشكلات للمجتمع.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات