اليوم :29 March 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد:

يجب على أصحاب السلطة ألا يسلبوا حرية أهل السنة

يجب على أصحاب السلطة ألا يسلبوا حرية أهل السنة

انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، كبت حريات أهل السنة وزيادة الضغوط عليهم، محذرا من عواقب هذه التصرفات.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة (5 صفر 1444): يجب أن نكون معتدلين في جميع المجالات وأن نتسامح مع الآخرين، ولا ينبغي أن يكون تطرف في هذه المسألة. إيران بلد يتكون من قوميات ومذاهب مختلفة، وهناك عدد قليل من البلدان في العالم لديها مثل هذا التنوع العرقي والديني مثلما في إيران. على إخواننا الشيعة، ولا سيما الذين هم في السلطة أن يتصرفوا بطريقة تحترم حقوق جميع الفئات، من المسيحيين واليهود والدراويش وغيرهم، والقانون يصرح بذلك.
وشدد فضيلته على ضرورة مراعاة الأخوّة بين الشيعة والسنة، قائلا: إن أهل السنة يشكلون نسبة كبيرة من سكان إيران، ولا نقول أبدا أن أهل السّنة هم أقلية في إيران، بل يبلغ عدد أهل السنة في إيران إلى 20 مليون نسمة على الأقل، ولهم حقوق، ولديهم أشخاص مؤهلون للإدارة، ويجب احترام حقوقهم القانونية والإسلامية.

من فيه مثقال ذرة من رائحة الإسلام يتحمل الصلاة
وحذر فضيلة الشيخ عبد الحميد المسؤولين من تسرب التطرف في الحكومة والحكم، قائلا: خوفنا من أن يتطرق التطرف إلى مستوى من هم في الحكم والسلطة، فإذا عطل هؤلا حرياتنا، فهذا حدث خطير للغاية. أنا أقول وأذكر هذه القضية لأنه كان هناك مؤخرا بعض الحركات والضغوط في البلاد حيث أثارت قلقنا؛ فقد تعرض الكثير من المصليات في أماكن مختلفة للهجوم من قبل السلطات؛ في حين أن الصلاة ليست ما يقلق بسببه شخص، بل كل من عنده مثقال ذرة من الإسلام سيتحمل الصلاة. فهل الصلاة تؤذي أحدا؟
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: لقد تمّ الضغط على مصليات أهل السنة في المدن الكبرى مثل “مشهد” و”شيراز” و”طهران” وأماكن أخرى، ومن هذا المنبر أقول للمسؤولين أن يوقفوا هذا التطرف. يجب على كل من الرئيس والمرشد الأعلى والمسؤولون الآخرون ألا يسمحوا باستياء المجتمع السني.
وأضاف فضيلته قائلا: لقد تحملنا الكثير من المشكلات ولم نرفع أصواتنا حتى لا يقولوا غدا إن أهل السنة كذا وكذا. لقد رافقنا النظام والحكومة، والآن لا نتوقع أن لا تتحمل صلاتنا. يجب على الحكومة والنظام حماية حريتنا القانونية، فإذا كان هناك ضغط على أهل السنة فسوف ندافع عن حرياتنا القانونية.

نقف أمام من لا يتحملون صلاتنا
وشدد فضيلة الشيخ عبد الحميد على أن إيران وطن كل الإيرانيين، وأن السبب الوحيد الذي دفع أهل السنة إلى التسامح رغم وجود التمييز خلال الأعوام الـ 44 الماضية، كان حفظ الأخوّة. وتابع فضيلته قائلا: إن مؤهلينا لا يستخدمون في المناصب العليا في إدارة البلاد وفي مراكز المحافظات، ولا يوجد من أهل السنة في القوات المسلحة، لكننا ببساطة قمنا بمتابعة كل هذه القضايا وانتظرنا حلها، ولكن إذا كان من المقرر أن يجري تدخل في مسائلنا المذهبية، فلن نسكت.
وأوضح خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: أنا ممن يريد الخير للوطن، وتدور في أذهاننا مصلحة النظام والشعب، وهذا هو صوت كلّ سني يجب أن يتمتع بالحرية في هذا البلد، ومن يمتلك السلطة يجب ألا يسلب حريتنا. طالما لدينا حياة، فإننا نقف ضد أولئك الذين لا يتسامحون مع صلاتنا وعبادتنا ويريدون تعطيل تعاليمنا.
واستطرد فضيلته قائلا: نحن فخورون اليوم أمام الإيرانيين لأننا لم نكن وراء الطائفية. نحن أهل المداراة والتسامح ونؤمن بأن على جميع المسلمين في العالم مراعاة الوحدة. نحن نؤمن بالإنسانية، وأهل السنة هم روّاد في توفير أمن إيران. لقد تعاونا في اتجاه الأمن والوحدة الوطنية، وانخرط أهل السنة بشكل أكبر في جميع المشاهد السياسية للنظام والانتخابات، حتى في الانتخابات الأخيرة المثيرة للجدل عندما انطلقت حملة المقاطعة، شارك أهل السنة في الانتخابات ولم ينسحبوا رغم الضغوط التي مورست عليهم.

يجب على المسؤولين الرد على رسائلنا
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: نتوقع أن يرد المسؤولون على رسائلنا عندما نكتب رسالة، فعندما ننشر هذه الرسائل في وسائل الإعلام، فإنهم يشتكون من نشرها في وسائل الإعلام، وعندما نكتب خطابًا وشكوى، فمن حقنا أن يردوا على رسالتنا وشكاوينا. لا تضيعوا حقوقنا واستمعوا لصوتنا وأمتنا وأقنعونا.
واستطرد خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: ينبغي توجيه المسؤولين الذين يثيرون المشكلات، بالتسامح مع أهل السنة. كما نصحنا نحن وأرسلنا رسائل إلى أهل السنة في جميع البلدان مرات عديدة بأن الشيعة يجب أن يكونوا قادرين على إقامة شعائرهم الدينية بحرّية في كل مكان؛ هذه ليست سياستنا، بل إنها منهجنا.

حتى إنهم قاموا بحجب مواقعنا
واشتكى فضيلة الشيخ عبد الحميد من عدم اهتمام وسائل الإعلام المحلية بأهل السنة قائلا: لدينا شكاوي شديدة من وسائل الإعلام والتلفزيون الرسمي، لأنها لم تنقل مطالبنا بشكل صحيح ونادراً ما تحضر مناسباتنا واحتفالاتنا. حتى الموقعين اللذين قمنا بتدشينهما تم حجبهما من البداية، ووسائل الإعلام الأجنبية كانت تنقل في بعض الأحيان مطالبنا، ولكنها قاطعتنا بعد الانتخابات الأخيرة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات