تشير التقارير إلى أن القوات العسكرية الباكستانية تركت سائقي أكثر من 200 سيارات شحن صغيرة في مدينة «شاغي» قرب الحدود الأفغانية، بعد إعطاب سياراتهم، حيث لقي أربعة منهم حتفهم على الأقل في الحادث الذي تحدثت عنه وسائل الإعلام يوم الجمعة 13 رمضان 1443.
يقال إن القوات العسكرية الباكستانية أوقفت شاحنات صغيرة في منطقة تسمى “ريشريك” بالقرب من الحدود الأفغانية، وبعد إلقاء التراب داخل مشعاعها، وسحب البطاريات، أجبر السائقين على الاستمرار سيرا على الأقدام.
وقع هذا الحادث في مناطق صحراوية شديدة الحرارة من إقليم بلوشستان.
قال “حبيب” أحد السائقين الناجين من هذه الواقعة للصحافيين: “الضباط الذين هبطوا من طائرة مروحية، لم يكتفوا بإلقاء الرمال داخل مشعاع السيارات فحسب، بل سلبوا منهم مياه شربهم أيضًا”. وتابع قائلا: بعد مسيرة ست ساعات، تمكن هو ومجموعة من السائقين من العثور على سيارة والوصول إلى مدينة “نوكندي”. وأفاد هذا المواطن البلوشى عن اختفاء عدد من السائقين، وتظهر الصور المنشورة جثث ثلاثة سائقين على الأقل ماتوا من العطش عثر عليها سكان محليون.
تقع هذه المنطقة الصحراوية في مدينة «شاغي» في إقليم بلوشستان الباكستاني، على الحدود مع مدينتي “ميرجاوه” و”زاهدان” في إيران ومقاطعات “نيمروز” و”هلمند” في أفغانستان.
وفي نفس الحادث، أطلق الضباط من الجيش الباكستاني النار على سائق يدعى “حميد الله” ما أدى إلى وفاته، وأكد مسؤولون محليون في مقابلة مع مراسل بي بي سي مستشهدين “بمحاولة حميد الله دهس ضابط”، بينما نفى شقيق “حميد الله” مزاعم الضباط.
هذا وقد نظم أقارب هذا السائق، وهو أب لثلاثة أطفال، مع مجموعة من السائقين والمواطنين، مسيرة احتجاجية أمام المقرّ العسكري في مدينة “نوكندى”.
أفاد “علي رضا رند”، مراسل صحيفة «دان» في مدينة «شاغي» أن سبعة أشخاص أصيبوا بنيران خلال المظاهرة الأخيرة، وقال رند لبي بي سي: إن معظم الناس في المنطقة قد تحولوا إلى التجارة عبر الحدود بسبب تغير المناخ ونقص الزراعة وغياب الثروة الحيوانية، حيث يستخدم سكان المنطقة سيارات تويوتا لنقل البضائع بين أفغانستان وباكستان وإيران داخل منطقة بلوشستان، وفي المنطقة التي حدثت فيها وفيات السائقين، تتنقل ستمائة شاحنة صغيرة يوميا.
رداً على الجريمة قام المواطنون البلوش بإغلاق طرق تفتان – كويتا، وكويتا – كراتشي لساعات وطالبوا بمعاقبة المجرمين، كما أوقف المتظاهرون قطار البضائع زاهدان – كويتا في منطقة نوكوندي، وأيّدت لجنة حقوق الإنسان الباكستانية التقارير المذكورة، وقالت إن بعض السائقين ما زالوا في عداد المفقودين.
من جانب أخر، انتقد “أختر مينغل”، زعيم حزب بلوشستان الوطني وأحد القادة السياسيين البلوش، في خطاب رسمي في الجمعية الوطنية الباكستانية، الإجرام العسكري، ودعا إلى تعويض للخسائر وإنشاء لجنة لتقصي الحقائق، كما نددت العديد من الأحزاب السياسية البلوشية هذه التصرفات للقوات الباكستانية.
وفي إيران، انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد، في تغريدة له “المعاملة اللاإنسانية” للقوات الباكستانية مع سائقين في مدينة «شاغي» بإقليم بلوشستان باكستان، واصفا إياها بأنها “بعيدة عن المسلم”.
ورد في التغريدة التي نُشرت على صفحة فضيلة الشيخ عبد الحميد الرسمية على موقع تويتر ما يلي: “إن المعاملة اللاإنسانية مع السائقين والشاحنات في منطقة «شاغي» بمنطقة بلوشستان باكستان، الذين يتحملون أصعب المشكلات للحصول على رغيف خبز، لا سيما في شهر رمضان المبارك، والتي أسفرت عن مقتل العديد منهم، أمر مؤسف للغاية، ويحكي عن ذروة القسوة للمجرمين وعمل لا يليق بمسلم”.
تعليقات